نسابق الزمن لتصحيح أوضاع البرماويين قبل نهاية العام مدير المشروع لـ "عكاظ" :
نعم.. هناك مندسون ونكتشفهم بسهولة
أحمد اللقماني (مكة المكرمة)
يسابق العاملون في مركز تصحيح أوضاع الجالية البرماوية الزمن لإنجاز مهمتهم قبل نهاية العام، حيث يقضون ساعات طويلة في العمل على فترتين للانتهاء من المشروع الضخم الذي يكلف المليارات، خصوصا أن هذا المشروع يحظى باهتمام القيادة، ويتابع صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة أدق تفاصيله.
حول هذا المشروع وما تم إنجازه وأسباب تمديده كان لـ(عكاظ) هذا الحوار مع المدير العام لمشروع تصحيح وضع الجالية البرماوية عبدالله القراش الذي تحدث بشفافية تامة وعن أدق التفاصيل.. وإلى وقائع الحوار:
• حدثنا أولا عن فكرة إنشاء المشروع وما تم خلاله؟
– ما تراه اليوم في لجنة تصحيح أوضاع الجالية البرماوية يأتي امتدادا لجهود بدأت منذ أربعة أعوام لتصحيح أوضاع الجالية البرماوية في مختلف مناطق المملكة، وعلى ضوئها شكلت لجان عدة لحصر أعداد هذه الجالية ولدراسة المشروع تحديدا وإعطاء صورة واضحة وجلية لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة. وبدأ فريق العمل الذي يرأسه السفير محمد بن أحمد طيب مدير عام وزارة الخارجية، في دراسة احوال هذه الجالية والسبل والطرق التي من شأنها تصحيح وضعهم وإيجاد آلية واضحة لذلك. ويشارك فريق العمل للدراسة كل الجهات الحكومية ذات العلاقة بالمنطقة وايضاً فريق من وزارة الداخلية إضافة إلى مشاركة مركز المعلومات الوطني باعتباره الراعي التقني لهذا المشروع. وبالفعل حقق الفريق عددا من الإنجازات مثل حصر اعداد هذه الجالية ويسمى الحصر الأولي، كما خرج الفريق برؤية موحدة رفعت لسمو أمير منطقة مكة المكرمة لإطلاعه على نتائج هذه الدراسة وعلى نتائج المسح الأولى الذي تم في مجالس أبناء هذه الجالية في الاحياء، وعلى ضوئه تم الرفع لوزارة الداخلية لأخذ الموافقة حول توصيات فريق العمل المشكل.
• ما هي النتائج التي توصل إليها المشروع؟
– توصلت هذه الدراسات إلى واقع ملموس نشاهده اليوم على أرض الميدان، فقد بدأنا تقريبا في يوم 4/5 وها نحن نشارف اليوم على الثلاثة أشهر، تم خلالها التعرف على أكثر من 77000 برماوي وبرماوية مقيمين في المملكة وتم استخراج أكثر من 1400 إقامة.
• لماذا تتفاوت الأرقام بين المتقدمين على التصحيح وعدد الإقامات المستخرجة؟
– قد تستغرب أن هناك تفاوتا بين مرحلة التعريف ومرحلة الإصدار، ولكنها حقيقة لا بد أن تعرفها ويعرفها القارئ عن هذا المشروع، نحن نتعامل مع نسبة مقيمين مجهولين بمعنى أنه يجب عليك أن تضع له في الحاسب الآلي قاعدة بيانات واضحة، وهذا ليس بالسهل كما لو أنك تتعامل مع شخص لديه بيانات واضحة، وهذا بالفعل ما جعل إصدار الإقامات بهذه الكمية مقارنة بعدد الذين تم التعرف عليهم. نحن لا ننتقل من مرحلة التعريف إلى الاصدار إلا ببيانات موثقة حتى لمن يأتي إلى مرحلة الإصدار يتم الاستقصاء عنه، فأحيانا تكون له بيانات موجودة في الحاسب الآلي وأحيانا أخرى قد لا تكون له بيانات، وهذه كلها تأخذ وقتا ومجهودا كبيرين. ونحن لا نريد أن يخرج العمل إلا بأكمل وجه، فتوجيهات خادم الحرمين الشريفين أن يعطى البرماوي إقامة مجانية لمدة 4 سنوات، ثم إيضا أن يدفع نصف رسوم الإقامة لمدة أربع سنوات أخرى وخلال الـ 8 سنوات تدرس إمارة المنطقة هذا الملف جيدا وستخرج إن شاء الله برؤية مكتملة.
• لماذا مدد المشروع إلى نهاية العام الحالي؟
– بدأنا أولا على أن يستمر المشروع من 4/5 إلى 4/8 أي ثلاثة أشهر، لكن الحاجة استدعت أن يأمر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير المنطقة بأن يمدد المشروع إلى نهاية العام، باعتبار أن ثلاثة أشهر لا نستطيع من خلالها أن ننهي المشروع، كما أن هذا التمديد تزامن مع تكثيف ساعات العمل في المركز، فنحن نعمل على فترتين صباحية ومسائية ويوم الخميس فترة صباحية فقط، ونحن بجهود الطاقم من العاملين نحاول أن نسابق الزمن للانتهاء من المشروع مع نهاية العام.
• هل هناك استفادة أخرى يجنيها البرماوي من خلال هذا المشروع؟
– نعم هناك استفادة أخرى، فحسب توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير المنطقة في إيجاد محطة فحص أولي لكل من يدخل هذا المقر من البرماويين، حيث يتم في هذه المحطة تطعيم المستفيد وفحصه فحصا أوليا، لاكتشاف اصحاب الأمراض المزمنة أو أصحاب الأمراض الوبائية أو الأمراض المعدية، وقبل ان يدخل المستفيد إلى المقر يتم تمريره على هذه النقطة تحديدا. ولا تنسى حقيقة التطعيمة وهذه عبارة عن ثلاثة في واحد، وحسب المعلومات المتوفرة لدينا فإنها تكلف 240 ريالا للشخص الواحد، أي إذا كنت تتعامل مع 240 ألفا، فمعناه أنك تتحدث عن مليار ريال تقريبا، وهو رقم كبير جدا، ويضاف إلى ذلك إصدار الإقامات الذي يكلف حوالي 3 مليارات ريال، ما يعني أن هذه الأرقام توضح أن المشروع ضخم جدا والدولة تدفع عليه بسخاء لأنها تتعامل معه بروح الإنسان المسلم ودعمها المستمر لقضايا المسلمين في بقاع الأرض.
• مع هذه المميزات التي يحظى بها أبناء الجالية البرماوية سيكون هناك متخلفون من جنسيات أخرى، حدثنا عنهم والآلية المتبعة لاكتشافهم؟
– تقصد المندسين.. طبعا لا يخلو الأمر من بعض المنغصات من قبل هؤلاء المندسين، لكن بفضل الله لدينا محطات لكشف هويتهم فالمحطة الأولى أولا عندنا ما نسميهم بالمعرفين الذين يتمتعون بدعم الإمارة بل إن الامارة أخضعتهم لبرامج متعددة حتى تتوثق فعلا أنهم على قدر المسؤولية، والجانب الآخر وهو جانب مهم جدا، إذا لم يتوثق المعرف من أنه برماوي وشكك في برماويته، هناك مرحلة الشهود، إذ لا يستطيع الذي يندس إلا أن يأتي بالشهود، كما أن هناك في انتظاره مرحلة مهمة وهي القسم حيث يقسم على المصحف الكريم على أن هذا الشخص من الإقليم الفلاني، وبعد ذلك إذا أثبت الشهود شهادتهم بموجب القسم هناك محضر يكتب ويرفق بكامل المعاملة ليتم تصحيح وضعهم.
• هل حصل أن اكتشفتم أحد هؤلاء وعند أي مرحلة؟
– نعم اكتشفنا عددا من حالات الاندساس ولكن عندما يصلون إلى مرحلة القسم يترددون ويقول الشاهد انه لا يقسم على أنه برماوي، لكنه يقسم على أنه يسكن في الحي وأن الناس يقولون انه برماوي، فيبدأ بالتراجع ونحن نحاول أن ننهي الموقف بسلام وبدون أن نحرج الأطراف كلها.
• هل هناك أرقام لهؤلاء؟
– بالنسبة إلى أرقام المندسين فهم ليسوا بأعداد كبيرة تذكر، فمنذ أن صدرت توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير المنطقة بالبدء في التصحيح أو في المرحلة الاولى للمسح الأولي، عرف المندسون جدية المشروع لأن المشروع لم يتم من خلال يوم وليلة فالمشروع يقوم على دراسة وعلى جهود واضحة من مختلف الجهات الحكومية، وعلى متابعة جادة من الإمارة، وبالتالي هؤلاء «المرجفون» إن سمحت لي بتسميتهم، توقفوا، ولكن ما زال هناك بعض الممارسات حيث يتعرض بعض المعرفين للأذية وإلى نوع من التهديدات التي لا يعيرون لها اهتماما باعتبارها أمرا طبيعيا يحدث وكل هذه الأمور لها اعتباراتها.
• كونك المسؤول المباشر عن المشروع ماذا تود أن تقول عنه؟
– أريد أن أقول إنني مهما بلغت بالحديث وتحدثت عنه لن أعطي هذا المشروع حقه لأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وسمو وزير الداخلية وسمو الأمير خالد الفيصل أمير المنطقة مهتمون به ما يضعنا نحن في الميدان نتحمل مسؤولية جسيمة سيما أن هذا المشروع يعتبر من المشاريع العالمية الرائدة، فأنت تعمل على تصحيح بعض المتخلفين في البلد وتمنح لهم مميزات لا يتمتع بها إلا المواطن السعودي، وهنا لا أستطيع إلا أن أدعو الله سبحانه وتعالى أن يحفظ لنا هذا المليك الغالي وسمو ولي عهده والنائب الثاني وأمير المنطقة وأن يديم عزهم وأن يحفظ الله هذه البلاد راية للإسلام والمسلمين في جميع أنحاء العالم.