مرت سنة واحدة منذ اندلاع أعمال العنف الطائفية في ميانمار والتي تعد من أسوأ الأحداث التي مرت منذ عقود على المسلمين هناك في ميانمار
ووفقا لما ذكرته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين (UNHCR) فإن نحوا من 140،000 شردوا داخل ميانمار ، معظمهم من أقلية الروهينجا، وأصبحوا يعيشون في مخيمات مؤقتة .
كما أن العديد من الذين لم يتعرضوا مباشرة لأعمال العنف فقدوا مصادر رزقهم نتيجة القيود المفروضة على التنقل التي تفرضها السلطات المحلية.
شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) زارت سيتوي عاصمة ولاية راكين( أراكان ) التي كانت مسرحا للكثير من أعمال العنف، والتقت بعدد من سكان سيتوي من الطائفة البوذية والأقلية الروهنجية المسلمة للحديث حول آفاق السلام وسبل المصالحة بين الطرفين فكان هذ الحديث :
نون ناها امرأة روهنجية تبلغ من العمر 35 عاما نزحت من قريتها جراء العنف الطائفي وعن سؤالها عن مدى رغبتها في الرجوع إلى قريتها قالت :
"بالتأكيد أود العودة إلى قريتي، ولكن لا أعرف إذا كان ذلك ممكنا دمر بيتي في أعمال العنف وفقدت كل شيء، وأنا ليس لدي أي شيء ولي خمسة أطفال وعلي إطعامهم . وقد كنت أبيع الشاي لأجمع حوالي 50 سنتا أمريكيا في اليوم وكنت أرسل أطفالي إلى المدرسة لكن كل ذلك لم يعد ممكنا وأضافت " أنا لا أعرف ما سيحدث لهم وعلاوة على ذلك، لا أعرف ما إذا كنا نستطيع العودة إلى قريتنا ؟ وهذا يعتمد طبعا على الحكومة ".
داو آي نو سين المتحدثة باسم حزب التنمية لقومية راخين :
"الصراع ليس جديدا بين مجتمعاتنا، ولكن بالنظر إلى ما حدث في العام الماضي فالتوترات لا تزال مستمرة ولا شيء مؤكد نحو السلام .
نحن لا نريد الصراع ولا العنف، ولكن هناك المزيد والمزيد من المسلمين [في ولاية راكين] أراكان من أي وقت مضى.
والحقيقة هي أنهم أكثر أطفالا من بين العرقيات الأخرى ولا يحاولون تحديد نسلهم ، وإذا لم نسيطر عليهم، فإنهم سيزدادون وسيحكمون قبضتهم علينا كما فعلوا في الشمال .
وأيضا أعدد الذين يعبرون الحدود إلى ميانمار من البنغاليين في ازدياد والحكومة لا تفعل شيئا حيال هذا، ولو فعلت هذا فلن يكون هناك مزيد من العنف.
والطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي من خلال العمل بالقانين والأنظمة ، بدءا من قانون المواطنة الذي فرض عام 1982 .
السلام والمصالحة بين الأقليات أمر ممكن، ولكن الأمر سيستغرق وقتا طويلا لأن الغالبية العظمى من هؤلاء الناس ليسوا من مواطني بورما، وإنما هم مهاجرون والمواطنون من المسلمين يمثلون ربما 5% في المئة فقط . ومع ذلك نحن بحاجة إلى الحفاظ على الأمن .
نحن ننظر إلى المسلمين كضيوف في منزلنا, وهم يريدون أن يستحوذوا على المنزل ، وهو أمر نحن لن نقبل به أبدا. "
داو خين هتوي 40 عاما من العرقية الاثنيه كامان أم لثلاثة أطفال واضطرت للنزوح جراء العنف المتزايد :
"لست من الروهينجا،ومع ذلك، فإن أعمال العنف طالت ولم تفرق بيننا، وأنا مسلمة ومتزوجة من رجل روهنجي ونزح العديد من عرقية الكامان مثلي .
كان لدي بيت ولكنه أحرق من قبل المتطرفين البوذيين ورأيت بأم عيني والدتي وقد اعتدي عليها عندما حاولت منعهم وكذلك أختي الصغرى تم اغتصابها حتى الموت وأصيب اثنان من أولادي .
ونحن نعرف من فعل هذا ولكننا نتساءل هل ستكون هناك مساءلة من قبل الحكومة ؟ وستتكرر الأحداث ذاتها إن رجعنا إلى بيوتنا إن لم تقم الحكومة بحلول جذرية ولو قامت بالاعتقال فقط فلن تكون هناك فائدة حقيقة من المصالحة ".
الراهب فان سا أربعون عاما 40 (رئيس دير الزيدية شوي في سيتوي راخين العرقية)
"إن السبب الجذري لهذا الصراع هو في الحقيقة حول احتلال الأرض من قبل المسلمين لأنهم بالفعل قد سيطروا على جزء كبير من شمال الدولة، وتحاول الآن أن تفعل الشيء نفسه في سيتوي .
وفي مدينة مونغدو 96% من السكان هم من المسلمين البنغاليين، بينما 4% فقط هم من البوذ وهذا دليل على ما ينوي المسلمون البنغاليون فعله بالسيطرة على العالم لقد رأينا هذا بالفعل في أفغانستان وباكستان وإندونيسيا التي كانت دولة البوذية في وقت من الأوقات .
كياو هلا أونغ ناشط ومحامي روهينجي :
"كنت أعيش في وسط المدينة ودمر منزل عائلتي في 11 يونيو 2012 وقد عشت فيه أكثر من 68 عاما ز
تم تدمير كل ما عندي من الكتب والوثائق القانونية , لقد فقدت كل شيء. ولولا أن البوذيين خافوا على منزل جاري البوذي لأحرقوا بيتي وأملنا الوحيد الآن هو مع الضغوط الدولية على الحكومة البورمية .
كانوا ينظرون إلي كتهديد سياسي ولكن جريمتي الوحيدة هي كوني رجلا متعلما من عرقية الروهنجيا.
وقفت في الانتخابات البرلمانية في عام 1990 مع الحزب الوطني لحقوق الإنسان، لكنني اعتقلت من قبل السلطات وحكم علي بـ 14 عاما في السجن .
نور النهار 50 عاما روهينجية نازحة وأم لأربعة أطفال :
" زوجي يعيش ويعمل في المملكة العربية السعودية لذا أعيش وحدي هنا وعندما بدأت الاشتباكات، لم أكن أتوقع أن يصل الدمار بهذ الحجم لقد خسرنا كل شيء ولا يمكن أن أقول لزوجي أن كل ما أرسله لنا قد خسرته والآن نحن نازحون ونعتمد على المساعدات الخارجية .
سان ري 70عاما من عرقية الموغ وهو رئيس تحرير مجلة أخبار ولاية راكين (أراكان)
"لقد كانت لدينا دائما شكوك حول البنغاليين الذين يعيشون بيننا في ولاية راكين (أركان) وأثبتت أعمال العنف في العام الماضي ما كنا نظنه . والإصرار على استخدام كلمة الروهينجا هي إشكالية كبيرة ونحن لن نقبل أبدا بذلك .
ولأكون صريحا لم تكن هناك عرقية باسم الروهينجا في ولاية راكين (أركان) وإنما البريطانيون جلبوا هؤلاء الناس هنا، واستخدام تلك الكلمة هو مجرد محاولة لبناء دولة جديدة، أو كسب نوع من الشرعية العرقية في ميانمار، وطالما استمروا في استخدام كلمتهم، لن يكون هناك حل للنزاع نحن نقول عنهم بنغاليون لأنه المكان الذي أتوا منه والذي ينتمون إليه وقانون الجنسية الذي فرض عام 1982 هو أفضل حل لتسوية هذه المشكلة
أونغ وين 57 عاما روهينج نازح وأب لثلاثة أطفال :
"كيف يمكن أن نعيش في سلام إذا كانت سياسة الحكومة هي التحريض أريد أن أعيش في سلام والواقع لا يبشر أن ثمت إصلاحات قادمة ولكن أحاول أن أكون متفائلا.
خين ميات واي 18عاما من عرقية الموغ تعمل نادلة في أحد المطاعم :
"لقد عشت أربع سنوات في سيتوي ولم أتوقع أبدا أن أرى العنف الذي شاهدته في العام الماضي ومتأكدة أن العنف متجذر في التاريخ بين الطائفتين .
كان العديد من عملائنا قبل العنف من المسلمين ولكنهم توقفوا عن دخول المطعم بعد العنف وأصبحت عرقية الموغ تكره المسلمين كرها شديدا .
المصدر :
www.thestateless.com
الترجمة والتحرير :
وكالة أنباء أراكان