وكالة أنباء أراكان ANA | بوابة الأزهر
لا تزال أزمة مسلمي الروهنغيا تُشَكِّل واحدةً من الأزمات الإنسانية التي لا تتكرر كثيرًا في التاريخ، ورغم وجود تطورات في القضية تبدو في الظاهر إيجابيّةً، إلا أن الواقع يوحي بخلاف ذلك؛ فخلال الشهر الماضي أعلنت حكومة ميانمار عن خُطّةٍ لاستعادة الروهنغيا الذين فَرّوا من ميانمار، وقد تابَعَ “المرصد” سابقًا عددًا من ردود الأفعال المُشَكِّكة في مصداقية حكومة ميانمار وجِدّيّتها في الموضوع، وهل ستكون خُطّة الاستعادة متكاملةً؛ بحيث تضمن حقّ الروهنغيا في العَيش الكريم في وطنهم أم لا؟ ومع عدم وجود دلائلَ قاطعةٍ حول مصداقية حكومة ميانمار في هذه الخطوة من عدمه، يأتي تصريح منصور العتيبي، سفير دولة الكويت لدى الأمم المتحدة؛ ليثيرَ مزيدًا من الشكوك حول هذه الخطوة. فقد نقَل موقع صحيفة (The Daily Star) تصريحاتِ منصور عياد العتيبي؛ أنه حاول تنظيمَ زيارةٍ يقوم بها مجلس الأمن إلى ميانمار، وذلك خلال تَرَؤُّس الكويت لمجلس الأمن في شهر فبراير، ولكن السلطات في ميانمار أوضحت أن هذا الوقت ليس مناسبًا للزيارة، ولم يرفضوا الزيارة، مُتَحجّجين بحالة القلق الشديدة التي يشهدها إقليم أراكان في الوقت الحالي. ولعل التساؤل الذي يطرح نفسه هو: ما الذي يَعوق هذه الزيارة؟ الروهنغيا ما بينَ قتيلٍ وشريد ومُهَجَّر، فما هو مصدر القلق لدى الحكومة؟ يأتي هذا في الوقت الذي يُفترض أن تكون حكومة ميانمار تسعى جاهدةً لتأكيد جِدّيّة هذه الخطوة، وتأكيد أنها لم تضطهد الروهنغيا، والذي سيظهر من الخطوات الفعلية التي سيشاهدها فريق مجلس الأمن على أرض الواقع. في الواقع لا يبدو أن هناك ضماناتٍ حقيقيّةً تضمن التزام حكومة ميانمار بتنفيذ وعودها، خاصّةً مع وقوف الهيئات الدولية موقفَ المتفرج، وقد صرّحت المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، فومزيلي ملامبو نغكوكا، وذلك بحسب ما أورده موقع (The Daily Star) حيث قالت: “إن العالم قد فشل في حماية نساء الروهنغيا”، وقد جاءت تصريحات “نغكوكا” تلك في زيارتها إلى بنغلادش، والتي تستمر لمدة خمسة أيام، تزور خلالها مخيمات الروهنغيا في كوكس بازار، وألمحت “نغكوكا” إلى أن (ميانمار) هي أول مَن خذلت هؤلاء النسوة بشكلٍ كبير، وأن الهيئة مستمرة في بذل كل ما في وسعها، على الرغم من سوء الوضع وتدهوره. إذًا؛ فحتى كبرى المنظمات الدولية لا تملك أكثرَ من أنْ تُقِرَّ بالوضع المأساوي بالغِ السوء، حتّى في قضيةٍ مثل قضية “المرأة”، التي تشغل مساحاتٍ واسعةً من الحوارات المعاصرة على كافّة الأصعدة، لكن وضْع المرأة الروهنغية يبدو أنه لا يدخل ضمن نطاق اهتمام منظمات المرأة العالمية، أو القوى السياسية الكبرى.