وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن معاناة جديدة تنتظر اللاجئين الروهنغيا في بنغلادش بعد فرارهم من المذابح التي استهدفتهم في ميانمار، وهي اقتراب موسم الأعاصير والرياح الموسمية، حيث تنهار التربة في أكبر مخيم للاجئين في العالم.
وقالت الصحيفة، مع اقتراب موسم الأعاصير والرياح الموسمية الشهر القادم، فإن مئات الآلاف من اللاجئين يستعدون لانهيار المخيم، لكن معظمهم ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه.
منذ أغسطس الماضي، تدفق نحو 700 ألف مسلم من الروهنغيا على بنغلادش فرارًا من حملة القمع الوحشية التي شنها ضدهم جيش ميانمار، والتي وصفتها الأمم المتحدة بـ”التطهير العرقي”.
الناجون من الروهنغيا وجماعات حقوق الإنسان يتهمون القوات الميانمارية بإضرام النار في قراهم واغتصاب النساء، وقتل المدنيين رداً على سلسلة من الهجمات المزعومة.
والآن يواجه الروهنغيا تهديدًا آخر، حيث أصبحت المخيمات في بنغلادش التي أقيمت في الغابة، عبارة عن أحياء فقيرة مكتظة بملاجئ تتأرجح على منحدرات شديدة الانحدار وغير مستقرة.
وﺗﺤﺬر ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت المساعدات من أن ﻣﻮﺳﻢ العواصف ﻳﻤﻜﻦ أن تكون ﻣﻤﻴﺘﺔ، وفي العام الماضي، قبل التدفق الأخير للاجئين، أدى إعصار إلى إتلاف 70 % من الملاجئ في المخيمات.
ونقلت الصحيفة عن “فيونا ماكجريجور” المتحدثة باسم المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة قولها: “أظهرت دراستنا الأولية وجود 120 ألف شخص معرضين لخطر الفيضانات والانهيارات الأرضية”.
خلال الأسابيع الأخيرة، حولت أول بوادر موسم الرياح، الوديان إلى مستنقعات ومزقت عشرات الملاجئ.
وقالت “رقية البيغوم” وهي تقف في كوخها:” لقد دمرت الرياح المنزل.. الأطباق والمواقد وكل شيء.. أخشى البقاء هنا”.
ومع سوء الأحوال الجوية، تقوم منظمة أطباء بلا حدود بتخزين الضمادات والإسعافات لمواجهة الإصابات الجماعية، وتحذر من تفشي الأمراض، حيث قالت “مارسيلا كراي” منسقة مشروع مجموعة الإغاثة في المنطقة إنها تخشى من تفشي الإسهال المائي الحاد، المعروف أيضًا باسم “الكوليرا”.
وفي الوقت الحالي، رفضت حكومة بنغلادش السماح للاجئين بحرية التنقل التي قد تسمح لهم بالعثور على أماكن أكثر أمانًا للعيش خارج حدود المعسكر.
ويشتكي عمال الإغاثة من أن السلطات التي تشعر بالقلق من إقامة مئات الآلاف من اللاجئين في بلد مكتظ بالسكان، حظرت في الغالب من استخدام مواد بناء أقوى مثل الأسمنت، مما أدى إلى لجوء اللاجئين لملاجئ مصنوعة من الخيزران والبلاستيك.
وهناك خيار آخر طرحته حكومة بنغلادش يتمثل في نقل 100 ألف لاجئ إلى جزيرة في خليج البنغال، وتشرف البحرية على بناء ما تقول الحكومة إنه سيكون مكانًا أفضل للروهنغيا.
لكن الخطة مثيرة للجدل، حيث تعتبر الجزيرة شريط رملي ضخم تقطعه القنوات وفي تدفق مستمر وسط تيارات المحيط المتغيرة.
وفي تقارير كشفت عنها وكالة رويترز، أعربت منظمات الإغاثة بما في ذلك وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عن قلقها من أن الجزيرة قد تصبح خطر على اللاجئين حيث يمكن أن يتعرضوا للعواصف ويكونوا عرضة لخطر الاتجار بالبشر.