اعلنت الشرطة الهندية ان انفجارات ضعيفة استهدفت الاحد معبد بود غايا، احد المواقع البوذية المقدسة الرئيسية في الهند، مما اسفر عن جرح راهبين في هجمات وصفتها الحكومة الهندية "بالاعتداء الارهابي".
واكد قائد شرطة ولاية بيهار شرق الهند لفرانس برس ان الشجرة التي يعتقد ان بوذا بلغ التنور تحتها سنة 531 قبل الميلاد ويزورها البوذيون من جميع انحاء العالم، لم تتضرر في الانفجارات.
وقال ان "الشجرة المقدسة سليمة ولم تتضرر".
ولم تتبن اي جهة التفجيرات لكن الشرطة الهندية كانت حذرت المسؤولين من ان ناشطين اسلاميين يمكن ان يستهدفوا الموقع ردا على العنف الذي يمارسه البوذيون ضد المسلمين في بورما.
واوضح الشرطي س ك بهارادواج ان "ثمانية انفجارات ضعيفة وقعت في وقت مبكر هذا الصباح (الاحد) مخلفة جريحين".
واضاف انه تم نزع فتيل عبوتين اخريين واحدة منهما قرب تمثال بوذا العملاق الذي يبلغ ارتفاعه 24 مترا.
والمصابان هما رجل من التيبت (50 سنة) واخر من بورما (30 سنة).
ويضم الموقع معابد بينما تقع بالقرب منه عشرات الاديرة يقيم فيها رهبان من جميع انحاء العالم.
ودان رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ بشدة التفجيرات. وقال "من الواضح انه هجوم ارهابي"، مؤكدا في الوقت نفسه انه "لن يسمح ابدا بالاعتداء على الاماكن المقدسة".
من جهته، دان وزير الداخلية الهندي انيل غوسوامي "الهجوم الارهابي".
ولم تتبن اي جهة التفجيرات. وقال ان اتش خان المسؤول في الشرطة لوكالة فرانس برس ان "تعزيزات امنية انتشرت" في الموقع.
وروى سربجيت كونار البرلماني السابق لصحافيين كيف سمع دوي الانفجارات عندما كان يقوم بنزهته الصباحية. وقال "فجأة رايت دخانا وسمعت دوي انفجارات فادركت ان شيئا خطيرا وقع وركضت لاختبئ".
واكد مسؤول في عمليات مكافحة الارهاب لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته ان شرطة دلهي حذرت مسؤولي الولاية من ان جماعة المجاهدين الهنود تخطط لمهاجمة المجمع.
وقال "ابلغنا شرطة الولاية ان مجموعة المجاهدين الهنود تخطط لشن الهجوم ردا على اعمال العنف البوذية ضد المسلمين في ميانمار".
واضاف "قلنا لهم ان بود غايا هو هدف محتمل للهجوم".
وكانت جماعة المجاهدين اعترفت بانها شنت عددا من الهجمات في الهند في السنوات الاخيرة وتدرج باستمرار بين المنظمات التي يشتبه تورطها في اي هجوم.
ومعبد بود غايا الذي يبعد 110 كلم جنوب عاصمة ولاية باتنا، مدرج على لائحة منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) منذ 2002.
وهو يضم شجرة بودي وتمثال هائل لبوذا ورموزا اخرى تتحدث عن حياته بعد تنوره. وبعد تأملاته تحت شجرة بودي، كرس بوذا حياته لاتباعه واسس جمعية للرهبان الجوالين.
ونشرت قوة امنية اضافية في الموقع بعد الانفجارات لتي ادت الى تحطم زجاج عدد من النوافذ وتدمير باب معبد.
وقال راهب بوذي سريلانكي يدعى غومارانكاداوالا (28 عاما) ان قنبلة وضعت في اسفل تمثال بوذا. واضاف لوكالة فرانس برس ان "عدم تضرر تمثال بوذا معجزة. القنبلة وضعت في اسفل قدم التمثال لكنها لم تنفجر".
ومن النادر وقوع اعتداءات على البوذيين في الهند لكن اعمال عنف وقعت مؤخرا بين بوذيين ومسلمين في بورما وسريلانكا وبنغلادش.
ففي 2012 خلفت موجتان من العنف بين بوذيين من اتنية الراخين والمسلمين الروهينجا نحو 200 قتيل واكثر من 140 الف نازح.
ويعيش نحو 800 الف من الروهينجا الذين حرمتهم الطغمة العسكرية السابقة في فورما من الجنسية وتعتبرهم الامم المتحدة اكثر الاقليات تعرضا للاضطهاد في العالم، محصورين في هذه المنطقة.
وتعتبرهم سلطات بورما مهاجرين غير شرعيين.
وفي نيسان/ابريل اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش السلطات البورمية بتنفيذ "حملة تطهير عرقي" ضد الروهينجا وهو ما نفته السلطات.
وامتدت اعمال العنف الى مناطق اخرى في البلاد حيث تم استهداف الروهينجا. وقتل 45 منهم على الاقل منذ بداية العام في وسط بورما.
" أ ب ف "