أخي الأركاني أختي الأركانية:
أقسم أني أحبّ لكَ الخير أكثرَ مما تحبّه أنتَ لنفسكَ!
فإن كنتَ مصدقّي في هذا، فلا أظنّك تترددّ في قراءة ما بين يديك..
حبّة القلب ونسمة الفؤاد:
ندرك تمامًا ما يعانيه شعبنا من اضطهاد، وقهر، وتهجير منذ عشراتِ السنين..
أصبحنا كالقطيع نلقى في كلّ زاوية ظالمٌ لاينصفنا، وصارت لنا في كلّ دار ننزل بها صرخة، ونكتب في كلّ بلد قصة معاناة..
عشرات السنين ونحنُ نتقلب في بلاد المهجَر.. لا يعرف قصة معاناتنا أحد، ولا يعرف رواية مأساتنا إنسان..
وصلنا لحدّ اليأس..
سئمنا من الحيَاة..
مللنا من التعب..
وفجأة..
اندلعت أزمة متجددة هناك في أرض الإباء!
قُتل فيهَا من قتل.. وشرّد الآلاف..
هنا ثار الشباب الأركاني الذين خلقوا للتضحية والإيثار..
وبدأوا في الجهاد الإعلامي والإغاثي وشتى أنواع النضّال..
بفضل الله ثم بجهود أبطال شعبنا الأبيّ، وبتكاتف الجميع:
قفزت قضيتنا المنسيّة لتأخذ مكانتها وتحتلّ مساحتها ضمن قضايا الأمة الإسلامية..
تعرّف الكثير من المسلمين. على قضيتنا.. وتعاطف الجميع.. حتى الكفّار..
بدأت قضيتنا تأخذ منحىً جديدًا.. وبدأت هناك بوادر طيبة لحلّ الأزمة..
حتى الذين في بلاد المهجر.. استفادوا من جوانب كثيرة عندما ظهرت القضية في السّاحة العالمية!
طالما اجتهد أسلافنا وبذلوا الغالي والنفيس لجعل قضيتنا العادلة .. قضية إسلامية عالمية كي نستردّ حقوقنا المسلوبة.. لكن بلا جدوى!
هذه المرّة.. كتب الله لقضيتنا أن تحيا.. فما هو الواجب عليكَ كأركاني مسلم وكأركانية مسلمة.. لأجل الحفاظ على وهج القضيّة حتى ننصر إخوتنا هناك في أرض البلاء؟!
الجواب كبير، لا تكفي صفحات الواتس آب عن حمله، فأرض الله واسعة لمن يريد الانطلاق، ولمن يريد تأسيس أعمال كبيرة، فالطاقات متوافرة لكنها بحاجة إلى عزمة أكيدة وثقة بوعد الله وتطبيق لشريعته، وفق القوانين التي سنّها لنا الشرع الحكيم.. ومن أصول تلك السنن:
الوحدة.. والتعاون!
اجتماع الطاقات في مكان واحد، واحتشاد الجهود في مشروعٍ واحد، يحققُ هذه الغاية العُظمى، فالأعمال والجُهود إذا كانت متفقة فيما بينها، مرسومة المنهج لها، مخططة طريقة سيرها، فإنها ستؤدي إلى نتائج مبهرة بإذن الله..
كم نحنُ –الأركانيين- في حاجة اليوم إلى عمل مؤسسي مشترك، يهدف إلى الرقيّ والتيقّظ، ويسعى إلى التطور والتجدد، حتى نغدو يومًا أمة لها سيادتها وكلمتها!
عشق التضحية!
يجب علينا نحن كشباب وشابات.. نملك الطاقات والإمكانيات.. أن نتدّرب على هذه الصفة النادرة.. وننزل في الميادين.. ميادين العمل!
لنكتب خاطرة.. لنقرض قصيدة.. لنؤلف كتابا.. لنعرف أحدًا بالقضية.. لنلقي كلمة.. لنفتح صفحات بالفيس نعرّف العالم بقصتنا.. لنفتح حسابات في تويتر..
لنقيم دورات تطويرية.. لنخاطب الإعلام.. لنراسل الصحف.. لنقيم ندوات..
كلّ هذه الأعمال تحتاج منّا إلى مزيدٍ من التضحية والإيثار، يقول الأستاذ أحمد أمين:
[لعلّ من أهم الفروق بين أمة راقية، وأمة غير راقية، أن أفراد الأولى يشيع بينهم العمل لأنفسهم ولغيرهم، وأن أفراد الثانية لا يعملون إلا لأنفسهم!]..
هذه كلمات عجلى، وحروف خجلى.. كتبتها إليك بقلب صادق.. أيها الأركاني في مشارق الأرض ومغاربها..
أخوك المحبّ:
عمران بن كبير الأركاني.
@AMRANALARKAN