دعى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس رئيس ميانمار ثين سين الذي يزور بريطانيا إلى اتخاذ “إجراءات أقوى” لتعزيز حقوق الإنسان وقال إنه “قلق بشكل خاص” بشأن مسلمي الروهينجي.
ورحب كاميرون بالجنرال السابق الذي يرأس حكومة مدنية مدعومة من الجيش تولت السلطة في عام 2011 بعد عقود من الحكم العسكري قائلا “إننا نرحب كثيرا بعملية الإصلاح التي تقومون بها في بلدكم ، ونتطلع إلى انتخابات حرة ونزيهة ومنفتحة في عام 2015″. وقال كاميرون إن بريطانيا تريد تطوير التجارة والاستثمار بين البلدين ، لكنه أضاف أن لندن “أيضا حريصة جدا على رؤية المزيد من العمل على تعزيز حقوق الإنسان والتعامل مع الصراعات الإقليمية”
وأضاف: “نحن قلقون بشكل خاص إزاء ما حدث في مقاطعة راخين ومسلمي الروهينجيا”. وشرعت ميانمار في إجراء إصلاحات سياسية واسعة في ظل حكم ثين سين ، لكن أعمال عنف طائفية اندلعت بين البوذيين وأبناء طائفة مسلمي الروهينجيا في ولاية راخين العام الماضي ، مما أسفر عن مقتل 167 شخصا معظمهم من المسلمين ، ونزوح نحو 140 ألف آخرين.
كما قتل العشرات خلال هذا العام في أعمال شغب مناهضة للمسلمين في وسط وشمال البلاد. وتعد زيارة ثين سين هي الأولى لرئيس من ميانمار المستعمرة البريطانية السابقة. ومن المقرر أن يلتقي سين خلال زيارته التي تمتد ليومين بوزير الخارجية وليام هيج ووزراء مسؤولين عن التنمية والتجارة والاستثمار.
وكتب هيج في حسابه على موقع تويتر الالكتروني للتواصل الاجتماعي انه سيناقش مع سين قضايا مسلمي الروهينجيا وحرية التعبير والإفراج عن السجناء السياسيين ووضع حد للصراع العرقي. ونظمت مجموعة صغيرة من نشطاء حقوق الإنسان مظاهرة خارج البرلمان، احتجاجا على قرار بريطانيا بدعوة سين وحذرت من أن ميانمار قد تواجه إبادة جماعية مماثلة لتلك التي حدثت في رواندا في عام 1994. وقال ريكن باتل وهو مدير تنفيذي في منظمة “أفاز”وهي جماعة مدافعة عن حقوق الإنسان: “بعد عشرين عاما مما حدث في رواندا، فإن علامات التحذير من وقوع مذبحة أخرى واسعة النطاق تتحقق أمام أعيننا”
وأضاف أن “هجمات التطهير العرقي ضد الروهينجيا وغيرهم من المسلمين يجب أن تدق ناقوس الخطر في كل مكان”. وقالت جماعة “حملة بورما بريطانيا” التابعة لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” إن ماضي ثين سين يعني أنه لم يكن الشخص المناسب لقيادة عملية الإصلاح في البلاد، واتهمت بريطانيا بأنها تعطي أولوية للتجارة على حساب حقوق الإنسان. وقال مارك فارمانير مدير الحملة إن “الحكومة البريطانية تشيد بثين سين كإصلاحي لكن يديه ملطخة بكثير من الدماء”. وخدم رئيس ميانمار في جيش ميانمار لمدة 40 عاما، كما كان عضوا في المجلس العسكري الحاكم سابقا بالبلاد. وأضاف فارمانير: “ماضي ثين سين يساعد على تفسير السبب وراء استمرار هذا العدد الكبير من انتهاكات حقوق الإنسان حتى اليوم، والطبيعة المحدودة للإصلاحات حتى الآن”.
وقالت “هيومن رايتش ووتش” الحقوقية البارزة إن ثين سين لم يف بتعهداته بتحسين حالة حقوق الإنسان في بلاده.
(د ب أ)