وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
تساءلت صحيفة “واشنطن بوست” في افتتاحيتها عن المدى الذي ستذهب إليه الحكومة في ميانمار للتغطية على جرائمها.
وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها “عربي21″، إلى أن الجيش الميانماري شن قبل عام من هذا الأسبوع حملة تطهير عرقي ضد أقلية الروهنغيا، وارتكب مذابح وعمليات اغتصاب جماعي، وحرق عددا من القرى، وشرد أكثر من 700 ألف من السكان، ودفعهم نحو الحدود إلى بنغلادش، حيث يعيش معظمهم في مخيمات بائسة.
وتقول الصحيفة إن “العالم بدأ تدريجيا في فهم إرث هذه الجرائم، ففي الأسبوع الماضي، وبعد انتظار طويل، قامت إدارة الرئيس دونالد ترامب بفرض عقوبات ضد عدد قادة الجيش والشرطة ووحدتين في الجيش شاركتا في حملة التطهير، فيما يتوقع أن تقوم وزارة الخارجية قريبا بنشر تقرير حول عملية التطهير”.
وتلفت الافتتاحية إلى أن “الإدارة فشلت حتى الآن في الحديث عن الواقع الجلي، وهو أن الجرائم التي ارتكبت ضد مسلمي الروهنغيا تصل إلى جرائم ضد الإنسانية، وأنه يجب التعامل معها بهذه الطريقة”.
وتفيد الصحيفة بأنه “مثل بقية الحكومات الغربية، فإن الولايات المتحدة قللت من ردها على الجرائم المرتكبة ضد مسلمي الروهنغيا؛ أملا في المحافظة على علاقة عمل مع الحكومة المنتخبة لأنغ سان سوتشي، الحائزة على جائزة نوبل، التي عملت على إعادة ميانمار إلى الديمقراطية، لكن أنغ سان سوتشي لا تزال تدافع عن عمليات التطهير العرقي، بأنها رد على الإرهاب، ففي ظهور لها في سنغافورة يوم الثلاثاء تجنبت مرة أخرى استخدام مصطلح (الروهنغيا) الذي يرفضه المتطرفون البوذيون، وعلقت بأن ثلاثة من الجنرالات في حكومتها (ناس حلوين)”.
وتقول الافتتاحية: “لقد حان الوقت لتعرف أنغ سان سوتشي شيئا من أجل أن تظهر للفئة القليلة المتبقية من الداعمين لها في الكونغرس والإدارة أنه من المنطق معاملة حكومتها بطريقة مختلفة عن الحكومات التي ارتكبت جرائم جماعية في سوريا وكوريا الشمالية، وكما هو واضح فإنه من المهم أن تعلم أن لديها فرصة في الأيام المقبلة، حيث تقترب محاكمة صحافيين متهمين ظلما بنشر تقارير عن الضحايا الروهنغيا من نهايتها، وقال قاض في رانغون إنه سيعلن عن الحكم في يوم الاثنين في قضية مراسلي وكالة أنباء (رويترز) وا لون وكياو سوي أوي، اللذين اعتقلا بتهمة انتهاك قانون السرية الرسمي، ولو تمت إدانتهما فإنهما سيحكمان بالسجن 14 عاما”.
وتنوه الصحيفة إلى أنه “تم استهداف الصحافيين عندما قاما بالتحقيق في مذبحة لـ 10 من الرجال والأطفال في قرية اسمها إن دين في ولاية أراكان، ونشرت وكالة أنباء (رويترز) التقرير المثير للرعب، ونتائج التحقيق، واعترفت السلطات الميانمارية بالقتل، لكن وا لون (32 عاما) وكياو سوي أوي (28 عاما) معتقلان في السجن، واعتقلا بعدما استدعتهما الشرطة وسلمتهما وثائق اتهما بحيازتها”.
وبحسب الافتتاحية، فإن منظمات حقوق الإنسان والمؤسسات الإعلامية حول العالم شجبت الاعتقال، وطالبت بالإفراج عنهما، كما طالبت إدارة ترامب بذلك، مشيرة إلى أن وزير الخارجية مايك بومبيو قام بطرح الموضوع مع وزير الخارجية الميانماري في سنغافورة.
وتختم “واشنطن بوست” افتتاحيتها بالقول إنه “يجب تبرئة الصحافيين، وفي حال قرر القاضي غير ذلك فإن لدى أنغ سان سوتشي القوة للإفراج عنهما من خلال عفو رئاسي، فهذه القضية هي امتحان لميانمار، وإن كانت ملتزمة بالمبادئ الديمقراطية، وإن كانت تستحق دعم الدول الديمقراطية”.