ترجمة: سعيد كريديه
أرقام قياسية من الفارين الروهينجيا المسلمين عديمي الجنسية الذين يهربون من ميانمار عقب اندلاع موجات من العنف الطائفي العام الماضي التي خلفت عشرات القتلى وحوالي 140،000 نازح، معظمهم من المسلمين.
وتشير التقديرات إلى أن عدد الأشخاص الذين غادروا على متن قوارب من خليج البنغال في الفترة بين حزيران (يونيو) 2012 وأيار (مايو) 2013 يتراوح بين 27000 و 30000 شخص، وتعد هذه أكبر هجرة جماعية منذ سنوات. بعض الركاب كانوا من بنغلاديش ولكن معظمهم كانوا من الروهينجيا الذين عاشوا في ميانمار لعدة أجيال ولكن حُرموا من الجنسية .
"ضوء بدر هاتو 31 عاماً" واحدة منهم، وهي محتجزة في ملجأ تديره الحكومة في جنوب تايلاند مع حوالي 60 امرأة أخرى وأطفال منذ شهر شباط "فبراير" أخبرت مؤسسة طومسون رويترز لماذا غادرت ميانمار فقالت :" السبب الرئيسي لمغادرتنا ميانمار هو عدم حصولنا على الاستقرار والراحة. ونحن من سكان مدينة "سيتوي" طوال حياتنا، ومع ذلك تعرضنا للتمييز. يوجد في عائلاتنا الكثير من خرجي الجامعات، ولم يتمكن أي منهم من الحصول على وظيفة محترمة. كنا نعتبر الحكومة مثل والدتنا أو والدنا وكنا ننتظر منها المساعدة ، لكن لم يحصل شيء من هذا القبيل. وعصر يوم العاشر من حزيران (يونيو) من العام الماضي اشتعلت النيران في قريتنا. حاولنا الهرب على متن قوارب صغيرة، فاطلقت شرطة الشغب النار علينا وأصابت قاربنا محدثةً ثقباً فيه، فغرق وتوفي 8 من أقربائنا وقد شاهدت ذلك بأم عيني. إختبئنا في قرية "باوكتاو " لمدة شهر 3 أيام. ثم انتقلنا إلى مكان آخر في "سيتوي". كانت الحياة صعبة، وفي 13 من كانون الثاني ترك 16 فرد من عائلتنا ميانمار عند منتصف الليل على متن قارب أحضره زوجي. كان القارب مخصصا للصيد وكنا 110 شخصاً على متنه ومعنا 3 نساء حوامل. كنت خائفة من رحلة القارب، لكن ما حصل في ميانمار في شهر حزيران جعلني أقبل أن أموت على القارب وحتى لا ألاقي حتفي في ميانمار.
وفي اليوم السادس للرحلة، ولدت إحدى النسوة الحوامل، وشعرت أننا في هذا الوضع سيئ لأن الحكومة سيئة. فأنا لا أكن الضغينة للراخينين. فلو كانت الحكومة جيدة لما كنا على القارب، فكثير منا كان مصاب بدوران البحر، كما لم نغتسل طوال الرحلة، واذا أردنا الذهاب الى الخلاء كان الرجال يساعدون بتغطية النساء بالثياب من جميع النواحي كي لا يراهن أحد.
وبعد مرور 12 يوماً أي في حوالي أواخر كانون الثاني (يناير) وصلنا إلى "رانونغ " وهي مقاطعة في تايلاند تحد جنوب ميانمار. كنا تريد أن نذهب إلى ماليزيا، لكن الاسطول التايلاندي أتى إلينا بينما كنا في القارب، فقدم لنا الطعام ودلنا على إتجاه تايلاند وماليزيا وميانمار وأعلمنا إلى أين نذهب، لكن كمية الوقود كانت قليلة جداً، فعدنا إلى تايلاند بعد أن امضينا ليلتين في عرض البحر. كنا نبكي وندعو لأننا ظننا أننا إن لم نصل إلى تايلاند سوف نلاقي حتفنا. وعندما اقتربنا لليابسة، رأيت الصخور الكثيفة فاصتدم القارب باحداها وتحطم، فأنقذ الرجال النساء والاطفال، ومن حسن الحظ لم يمت أحد. ثم شرعنا نمشي، وأتذكر أننا مشينا على المنحدرات الجبلية. وبعد ليلتين من المشي وصلنا إلى "كورابوري"، وبعد أن مكثنا بها 5 أيام وجدتنا السلطات التايلاندية واعتقلتنا. أخذونا إلى مركز الشرطة وحققوا معنا، ثم فصلوا النساء عن الرجال ثم أتوا بنا الى الملجأ بواسطة حافلات صغيرة. كان ذلك في شباط (فبراير). اتصلت مع زوجي منذ أسبوعين، لقد نجح في الوصول إلى ماليزيا. ماذا سيحدث لنا؟ لقد سمعنا أنه سيعاد بنا إلى ميانمار. لا أريد ان أخدع الناس في الملجأ أو الحكومة التايلايندية. لكن من الأفضل لنا أن نأكل السم ولا تعود إلى ميانمار.