وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
ناشدت زوجة أحد صحافيي رويترز المحكومين بالسجن في ميانمار الثلاثاء الزعيمة الميانمارية أونغ سان سو تشي الإفراج عن زوجها من أجل ابنته الصغيرة، فيما تتعرض أونغ لانتقادات متصاعدة بسبب صمتها حيال القضية.
وحكم على الصحافيين وا لون (32 عاما) وكياو سوي أو (28 عاما) في وكالة رويترز الاثنين بالسجن سبع سنوات بتهمة “المساس بأسرار الدولة” في أثناء إجرائهما تحقيقا حول فظائع ارتكبت بحق الروهنغيا المسلمين خلال حملة شنها الجيش في ولاية أراكان في ميانمار.
أثار الحكم غضبا وتنديدا دوليا من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بالإضافة إلى وسائل إعلام ومنظمات حقوقية.
وخضعت أونغ سان سو تشي نفسها للإقامة الجبرية لنحو 15 عاما، اعتمدت خلالها على الإعلام الأجنبي لإبراز المحنة التي تمر بها والتي أبعدتها عن ابنيها.
وانفجرت زوجة الصحافي كياو سوي أو شيت صو وين البالغة 23 عاما في البكاء وهي تناشد أونغ الحائزة جائزة نوبل للسلام للإفراج عن زوجها من أجل ابنته التي يبلغ عمرها ثلاث سنوات.
وقالت وهي تغالب دموعها “أريد أن يعود زوجي”، وتابعت “أبكي حين تسألني ابنتي لماذا يغيب عنا والدها تسألني: ألا يحبني؟”.
والأسبوع الفائت اتهم تقرير للأمم المتحدة الزعيمة الميانمارية أنها لم تستغل منصبها بصفتها رئيسة بحكم الأمر الواقع للحكومة ولا سلطتها الأخلاقية لمنع أو وقف الأحداث الجارية في بلادها. ودعا محققو الأمم المتحدة إلى ملاحقة قائد الجيش الميانماري مع خمسة قادة عسكريين آخرين أمام القضاء الدولي بتهم تتضمن ارتكاب جرائم “إبادة” بحق الروهنغيا.
ودافع وزير الإعلام الميانماري، الصحافي سابق في وكالة “رويترز”، الثلاثاء عن صمت الزعيمة الميانمارية وقال لوكالة فرانس برس إن “انتقاد النظام القضائي يعدّ بمثابة إهانة للمحكمة”، مضيفا “لا أعتقد أنها ستفعل ذلك”.
ونفى الصحافيان التهم الموجهة إليهما وقالا إنهما تعرضا لمكيدة أثناء أدائهما عملهما في إلقاء الضوء على عمليات قتل خارج إطار القانون وأنه تم توقيفهما بعد أن دعاهما شرطي إلى العشاء في رانغون وسلمهما وثائق. ولدى مغادرتهما المطعم أوقفا بتهمة حيازة مواد مصنفة سرية.
ولم يأخذ القاضي يي لوين بإفادتهما وأصدر قرار حبسهما.
– “يوم حزين لميانمار” –
وسيقدم محاميا الصحافيين استئنافاً للحكم في حين يمكن لرئيس البلاد، حليف سو تشي الوثيق، أن يعفو عن السجناء. وفي نيسان/أبريل، أعفى الرئيس عن 8500 سجين بينهم 36 سجيناً سياسياً. لكن خبراء استبعدوا أي تدخل فوري في القضية.
وأحدث موقف أونغ من قضية الصحافيين صدمة كبيرة لدى المدافعين عنها.
وانتقدت جماعات حقوق الإنسان تصريحها عن صحفيي رويترز أثناء المحاكمة، إذ أخبرت هيئة الإذاعة اليابانية (إن اتش كيه) أن الصحافيين خرقا قانون الأسرار الرسمية، واعتبرت كلامها حكما مسبقا في القضية.
وعبّرت زوجة الصحافي وا لون بان اي مون عن حزن أسرتي الصحافيين وأقاربهما حين شاهدوا المقابلة، قائلة إنها اللحظة التي “ادركنا فيها أنها (أونغ سان سو تشي) لا تعرف شيئا عن القضية على الإطلاق”.
بدوره، قال الدبلوماسي الأميركي المخضرم بيل ريتشاردسون الذي كان مقربا من الزعيمة الميانمارية وعضوا بارزا في هيئة استشارية دولية تعنى بأزمة الروهنغيا إن أونغ وصفت الصحافيين بالخونة اثناء حديث محتدم في بداية العام.
وفيما شغلت القضية الغرب، لم تحظ باهتمام كاف على الصعيد المحلي رغم انعكاساتها على حرية الصحافة.
وبالكاد ذكرت وسائل الإعلام المدعومة من الدولة الثلاثاء الحكم، رغم أن صحفا أخرى تضامنت مع الصحفيين.
واعتبرت صحيفة “سيفن داي نيوز” الحكم “يوما سيئا” لميانمار وخطت شريطاً أسود كبيراً على صفحتها الرئيسية.
وفيما لزمت صحيفة “تايمز ميانمار” الصادرة باللغة الوطنية الصمت حيال القضية وركزت على مطالب إصلاح قوانين قديمة، افردت نسختها الصادرة بالانغليزية صورة كبيرة في صفحتها الرئيسية للصحافي كياو سوي او وهو يقول إن الحكم “ضربة لحرية الصحافة”.
وعلى فيسبوك، جاءت معظم التعليقات في غير مصلحة الصحافيين، إذ اتهمهما البعض بالتحيز بل دعوا لتوقيع عقوبات أشد عليهما.
وأكدت زوجتا الصحافيين أنهما تحاولان تجاهل الآراء السلبية عن زوجيهما.
وقالت شيت صو وين “يقول البعض إنني كنت مخطئة حين تزوجت صحافيا لكنني لا أشعر بذلك بتاتاً”، وتابعت الزوجة المكلومة “هو ليس فقط صحافي جيد بل أيضا زوج جيد. أنا فخورة به وسأعلم ابنتي أن تكون فخورة بأبيها”.