ترجمة : سعيد كريديه
اتخذ أحد اللاجئين الروهنغيا منطقة بوغور في جاوا الغربية ملاذا آمنا لعائلته الصغيرة. ولكن مع عدم وجود فرصة للعمل يبدو هذا الملاذ حلاً مؤقتاً مع عدم ظهور خيار آخر في الأفق حتى الآن لإعادة السكن.
فالمنطقة الجبلية من بوغور في جاوا الغربية، هي الملاذ الآمن للسيد "كيم" (33 عاما) وعائلته الصغيرة. لكنها أيضا منزل مؤقت، حيث لا يستطيع "كيم" العمل أو الدراسة، ولا يتمكن أطفاله من الذهاب إلى المدرسة، فهو مكان لن يكونوا فيه مواطنين
فمنذ أن هرب "كيم" من الاضطهاد السياسي والديني في ميانمار في عام 2011، وهو يعد الأيام حتى تستطيع أسرته أن تبدأ حياتها من جديد.
وبعد ثمانية أشهر من قدومهم إلى اندونيسيا تلقوا شهادة من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وهي الدليل على محنتهم كلاجئين "حقيقيين". كان ذلك قبل أكثر من عام. أما الآن فتواجه الأسرة الانتظار إلى أجل غير مسمى لإعادة توطينهم في بلد ثالث.
"أي بلد" يقول "كيم" نحن لا نختار إلا أستراليا، بل أي بلد لإعادة توطيننا."
ويقول المتحدث باسم المفوضية "بن فاريل" أنه ليس الإدماج المحلي خيارا بالنسبة للغالبية العظمى من طالبي اللجوء في اندونيسيا، وأضاف "هناك بعض الدعم المتاح من خلال المنظمة الدولية للهجرة، ولكن في النهاية نحن نعتبر أن اللاجئين في اندونيسيا هم في حاجة إلى إيجاد حل دائم".
وحتى الآن، لم يأت رد من أي بلد. يقول "كيم" أنه بدأ يتساءل هل يتبع الخطة التي اتبعها الاخرون الذين إلتقاهم في اندونيسيا إلا وهي محاولة السفر إلى أستراليا بالقوارب. فهو لا يعتقد أن ترتيبها سيكون صعباً.
وقال "هناك بعض أفراد من الشعب الإندونيسي يساعدوننا في السفر من اندونيسيا إلى أرستراليا وسندفع لهم."، وفي الوقت الراهن هو على جاهزية ، لانتظار إعادة توطينه الرسمي.
وأضاف "إذا كانت المفوضية ستعيد توطيننا فنحن لا نريد القوارب. واذا كانت الحكومة الأسترالية تقبلنا قانونياً، فنحن لا نريد القوارب، فكم من الوقت علي أن أنتظر؟ أنا هنا في انتظار المستقبل المشرق لعائلتي وأطفالي الصغار. مر علينا عامان ونحن في الانتظار، لكنهم لم يتستجيبوا لنا."
منذ وصوله إلى إندونيسيا، أنجبت زوجة "كيم" طفلا آخر ، والآن لم يعد طفلا. وتتلقى أسرته مساعدات من المنظمة الدولية للهجرة (IOM)، و تشمل مواد غذائية، ومكانا للسكن وبعض المرافق الأساسية. وهم يعيشون في أمان نسبي. وعندما يسأل "كيم" لماذا يخاطر بحياة أطفاله ويسافر يصيبه الأسى ؟؟؟. يقول: "ليس لدينا حرية، لا مستقبل، لا جنسية، لا حياة، وإن بقينا في اندونيسيا، لن يكون لنا مستقبل. لذلك نحن مستعدون للموت في عرض البحر ".
والحصول على قارب ليس مفهوما غريبا عند "كيم" فالأسرة قد فعلت ذلك مرتين من قبل، مرة عندما تركت ميانمار إلى تايلند، ثم مرة أخرى من ماليزيا الى اندونيسيا. وهم يعرفون أيضا آخرين يخططون لرحلة البحر الى استراليا.
وأضاف " كيم" أنا أعرف الكثير من الناس هنا ذهبوا عن طريق القوارب، أو سوف يذهبون .
وصلت أخبار تغيير سياسية استراليا مؤخرا بالنسبة إلى طالبي اللجوء بسرعة إلى مجتمعات اللاجئين الذين ينتظرون إعادة التوطين في بوغور. يقول "كيم" إن احتمال إعادة توطينهم في بابوا غينيا الجديدة ليس عائقاً له أو لأسرته.
"نعم، سمعت عن ذلك"، كما يقول. "ولكن أيضا إذا كانت الحكومة الاسترالية تريد أن ترسلنا إلى أي جزيرة، أي بلد، نحن على استعداد للذهاب، لأننا لم ليس لدينا أي وسيلة أخرى."
كيف تتم عملية إعادة توطين اللاجئين؟
بمجرد أن يصبح طالب لجوء لاجئا معترفا به من قبل المفوضية فإن وكالة ستبحث عما تصفه بحل "دائم" على المدى الطويل لهذا الشخص. وهذا يمكن أن يعني إعادة اللاجئين إلى وطنهم أو دمجهم في دولة إقامتهم الحالية، ولكن إذا لم يكن أي من هذه الخيارات ممكنة، فيتم إعادة توطينهم في بلد ثالث.
ويقول المتحدث باسم المفوضية بن فاريل إنه في حالة إعادة التوطين، فإن وكالة اللاجئين ستقدم أسماء الاشخاص للدول أجل إقامات محتملة.
"إن الطريقة التي يعمل بها هو أننا سوف تبحث عن عدد من الأشخاص ضمن الحصص لكل بلد"، كما يقول بن فاريل. ويتابع "إنه يعود القرار للدولة المستقبلة في قبول أو عدم قبول هؤلاء الناس."
فبالنسبة للاجئين في إندونيسيا، فإن الدولة المستقبلة هي أستراليا في أكثر الأحيان. وقد تم قبول حوالي 605 لاجئ من إندونيسيا في الأشهر ال 12 الماضية، وهذا الرقم هو وفقا لسجلات من دائرة الهجرة، أي بزيادة قدرها حوالي 400 عن العام الماضي. وقد أعيد توطين أقل من مائة إلى بلدان أخرى في 2012 و 2013 ، غالبيتهم في نيوزيلندا.
وهذا يترك أعداد كبيرة في إندونيسيا إما الانتظار حيث يتم معالجة قضيتهم أو ينتظرون إعادة التوطين.
وقد كان هناك 1،819 لاجئ و6،126 طالب لجوء في إندونيسيا في شهر كانون الثاني (يناير) من هذا العام حسب بيانات المفوضية، 4،800 من طالبي اللجوء ما زالوا ينتظرون المقابلة الأولية للحصول على شهادة اللاجئين في الوقت الذي تم نشر هذه البيانات.
وتشير وكالة الأمم المتحدة أن طالبي اللجوء على "المدى الطويل" والذين ينتظرون تحديد وضعهم وإعادة توطينهم، قد ينتهي بهم المطاف مع مزيد من الأشخاص باختيار رحلة خطرة بالقوارب إلى وجهة أخرى في المنطقة وخارجها، مثل أستراليا.
وقال نفس التقرير أيضا إنه من المتوقع استمرار الانتظار في تحديد الأوضاع لفترات طويلة.
لتسليط الضوء على هذا التأخير فإن الجواب يكمن مرة أخرى حسب المفوضية في الأرقام. فقد زاد عدد الأشخاص الذين يطلبون اللجوء في اندونيسيا بسرعة في السنوات الأخيرة. في عام 2008، سجلت الوكالة 385 طالب لجوء. في عام 2009 كان الرقم 3،220 و قفز العام الماضي مرة أخرى إلى 7،218.
فالتأخير بالنسبة لكيم، يعني توقف حياته .
"إننا ننتظر ونراقب فقط"، كما يقول. "وفي كثير من الأحيان، طلبنا من المفوضية لكنها لم تستجب لنا .
"لذلك نحن حزينون جدا، حزينة جدا. الانتظار والانتظار فقط."