وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
دعت الممثلة الأميركية أنجلينا جولي المبعوثة الخاصة لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سلطات ميانمار إلى إظهار الالتزام الحقيقي اللازم لإنهاء دائرة العنف والتشريد وتحسين الظروف لجميع المجتمعات في ولاية أراكان.
وأشارت جولي في بيان تلا زيارة إلى مخيم كوتابالونغ في بنغلادش إلى أن اختبار وقياس أي حكومة يتمثل في كيفية تعاملها مع أكثر الناس ضعفا في المجتمع، ومن يقفون لصالح الضعفاء ويتحدثون عن الفظائع المرتكبة ضدهم، داعية إلى وجوب محاسبة الأشخاص المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان عن أفعالهم.
وفي الوقت الذي تستعد فيه المفوضية لدعم الجهود الرامية إلى تحسين الأوضاع، أشارت جولي إلى أن ما تحقق على الأرض ضئيل جدا، مشيرة إلى أن الروهنغيا لا يمكن أن يعودوا إلى ميانمار في هذا الوقت. وأضافت، “إلى أن يتمكنوا من العودة فإن المسؤولية الجماعية تقع علينا لضمان أن يعيشوا حياة كريمة هنا في بنغلادش.”
وقالت الممثلة الأميركية إن جيلا من أطفال الروهنغيا، الذين حُرم كثيرون منهم من حقهم لفترة طويلة جدا في ميانمار، ما زالوا غير قادرين على الوصول إلى التعليم الذي يستحقونه. وأشارت إلى أن زيارتها تهدف إلى الوقوف على ما يمكن فعله لضمان أن يتمكن أطفال الروهنغيا من الحصول على التعليم بمؤهلات معترف بها يحتاجون إليها للحفاظ على رؤية واضحة لمستقبلهم، وعندما تسمح الظروف بإعادة بناء مجتمعاتهم في ميانمار.
وبعد عام ونصف على اندلاع أزمة الروهنغيا، قالت جولي إن هناك لاجئين لا يزالون يصلون حتى اليوم إلى بنغلادش هربا من العنف، الذي أجبر أكثر من 700 ألف شخص على مغادرة منازلهم في ولاية أراكان.
وأشارت جولي إلى أن الحكومة في بنغلادش ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين زودت لاجئي الروهنغيا بمستندات ووثائق إثبات الهوية، في بعض الحالات لأول مرة في حياتهم، قائلة إن عائلات الروهنغيا الذين التقت بهم لا يختلفون عن غيرهم من اللاجئين، فهم يريدون أن يكونوا قادرين على العودة إلى ديارهم ولديهم حق مطلق في العودة إلى ديارهم، ولكن فقط عندما يشعرون بالأمان الكافي للقيام بذلك طواعية ويعرفون أن حقوقهم ستحترم.
ونقلت جولي عن إحدى الناجيات من الاغتصاب في ميانمار قولها “لن أعود إطلاقا بدون حقوقي”.
وقالت جولي إن مسؤولية ضمان هذه الحقوق وتمكين شعب الروهنغيا من العودة إلى ولاية أراكان تقع على عاتق الحكومة والسلطات في ميانمار، ودعتهم إلى إدراك حقيقة أن هذه القضية لن تختفي، “وأننا لن نتخلى عن الروهنغيا.”
وتحدثت المبعوثة الخاصة لمفوضية اللاجئين عن لقائها ببعض الناجين من العنف الجنسي والقائم على نوع الجنس، بما في ذلك الاغتصاب الجماعي، مشيرة إلى أنه بعد ما يقرب من عامين من بداية حالة الطوارئ هذه، لا تزال هناك فجوة مقلقة في الخدمات النفسية والاجتماعية المتاحة للناجين من اللاجئين. وشددت على أن هذه الفجوة تحتاج إلى معالجة عاجلة.
ودعت جولي المجتمع الدولي إلى عدم ترك بنغلادش تتحمل مسؤولية استضافة اللاجئين الروهنغيا وحدها، وحثت على الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لتلبية احتياجات اللاجئين ودعم المجتمعات المحلية التي تستضيفهم بسخاء.