المنظمة الدولية الخليجية ــ عندما نتحدث عن الأقليات فإننا نعني مجموعه من الأفراد تعيش تحت مظلة تجمعها ديانة ومذهب ومرجع واحد يختلف عن ديانة المجتمع التي تقطن فيه ككل وينفرد عنه وفقا لمعتقداته التي يؤمن بها.
الأقليات في العالم يعيشون في بلدان مختلفة وبين جماعات وديانات ومذاهب مغايرة لهم أيضا و بعض من الأقليات إن لم تكن أغلبيتها تواجه عواقب وصعوبات تحول بينها وبين مسيرة عيشهم في سلام وحرية بعيدا عن الأذى والالتحام والسير في خضم المشاكل. بورما سابقا وحاليا تعرف باسم ماينمار وهي إحدى دول الهند الصينية توجد بها أقليات الروهينجا المسلمة .
وتعيش أقليه الروهينجا المسلمة بين خليط من الديانات كالبوذية والمسيحة ولكن هذه الأقلية لا تتعايش مع غيرها من الأقليات بل مسلوبة الحرية والسلام تعيش التهجير والتغريب و الانتقال من مدينة لأخرى طلبا للأمن والامان وتعتبر الأقلية الاكثر اضطهادا و معاناة في العالم وفقا لما تحتويه وتضم من عدد يقدر بـ 800 ألف مسلم روهينجي .
وتتعرض هذه الأقلية المسلمة لسيل من التعذيب والحرمان تحت عجلة مختلف من الأنظمة القسرية والديكتاتورية التي تفرض من قبل الحكومة والشعب البوذي البورمي.
ففي العام الماضي 2012 اندلعت شرارة الحقد و الكره تجاه المسلمين الروهينجا عندما أشار( ثين سين) أول رئيس ديموقراطي منتخب معلناً أنه يجب على البورميين طرد الروهنجيين المسلمين من البلاد و بعثهم الى مخيمات اللاجئين وكانت هناك معارك طاحنة في اقليم اراكان بين البوذيين والمسلمين كانت خليفتها تطهير عرقي وإبادة جماعية للمسلمين يلحقها اضطهادا مزمنا و أوجاعا صارمه في جروحها تجاه الأطفال الرضع والأمهات وما تعرضن له من اغتصاب و حالات تعقيم وإجهاض و تهجير جماعي لهم.
من جانب اخر، تشير التقارير الحقوقية عن تدخل الجيش البورمي في مساعدة البوذيين في قتل المسلمين الروهينجا و مساندتهم في الإبادة الجماعية للأقليات المسلمة مما أشاروا أيضا الى تجاهل حكومة بورما القضية الروهينجية و تواطؤها وغض البصر عن المأساة الدموية التي تعرض ويتعرض لها المسلمين بشكل دوري .
مزيدا إلى ذلك، فإن المسلمون الروهينجا يحرمون من التعليم ومن مواصلة تعاليمهم فالكليات والجامعات رغبة من البورميين لنشر الأمية وإفقار أدمغتهم و استنزاف عقولهم من الجهل. بالإضافة إلى حرمانهم من العمل وطلب الرزق خارج قراهم وإن سمح لهم بالعمل الحكومي فإنهم يعملون فقط للعسكر و بلا راتب مما يعني التعسف و الاستبداد البورمي على المسلمين الروهينجا. أيضا يحرم الروهينجا من أداء فريضة الحج والعمرة وهي من الفرائض الأساسية في الدين الإسلامي وهذا يبين صرامة الأحكام الديكتاتورية على الأقليات المسلمة. في بورما لا يسمح للمسلمين زيارة أقاربهم ولا أصدقاءهم وان حدث ذلك سوف تهدم بيوتهم و يضلون في العراء بلا مأوى يأويهم ومسألة المبيت في بيوت الأقارب والاصدقاء تعتبر جريمة كبرى بحق بورما يعاقب فيها المسلمين بشده. أيضا، تفرض ضرائب اقتصاديه على المسلمين حال بيعهم محاصيلهم الزراعية خارج قراهم ولا يسمح لهم بالبيع الا للعسكر أو من يمثلهم بسهر زهيد جدا تمكينا لإدقاعهم في الفقر والقهر أيضا.
من منظور آخر يدور حول حقوق وواجبات الدول تجاه شعوبها وممتلكاتها تنص هيئات ومنظمات حقوق الانسان على بنود وقوانين تلزم فيها الدول على اتباعها حفاظا على مكانة الانسان وتقديرا للكيان الروحي والبشري ومنعا لمسببات الاضطهاد والقهر والحياة القسرية. لذا، ما يحدث في بورما من عنف و ترحيل واعمال لا إنسانية تخلوا من الكرامة البشرية تعتبر متجردة من اتباع تلك القوانين التي تنص على احترام الديانات وتقديرها و حفظ الأطفال والنساء من التعذيب القهري و التشتيت مع العنف الذريع وهو التغريب والترحيل. مما يعني، طرد الأقليات من البلاد الى أي سبيل يخلي بهم في العراء وهذا تنهي عنه القوانين الدولية وقبل ذلك هم بشر ويجب إكرام البشرية لا إهانتها تحت معوقات و مسببات لأعمال العنف الطائفي الذي يتمحور جوهرة حول الديانة والمذهب الذي يعد معوق أساسي ورئيسي في بورما تجاه المسلمين. أيضا، للأطفال والنساء والانسان ككيان كلي أحقية وأهمية كبرى في التعليم و السير تجاه طلب منافع العلم والازدهار والارتقاء بعقول واعية و مفكرة بعيده عن الجهل والرجعية التي يعانيها بكل جدارة مسلمي بورما نتيجة لأعمال العنف والاستبداد الحكومي والشعبي تجاه تلك الأقلية المضطهدة كليا, فمنظمات العفو الدولية تطالب وتنص بنودها على أهمية التعليم ومن يمنع التعليم عن الأطفال والنساء تجرم أفعاله تجريم عظيم كما تشهده بورما من قسر وتعذيب للمسلمين فيها فهي تسلبهم أبسط الحقوق الانسانية وهو التعليم.
أخيراً، ظلت تعاني الأقلية المسلمة من ماسي ومعارك دموية ساحقة تعرضت لها منذ عقود طويله توالت عليها مختلف أنظمة الحكم البورمي الديكتاتوري ولا زالت تعاني منها الى الان. يطالب زعماء المسلمين والمسلمين أنفسهم حكومة بورما في النظر في القضية المأساوية المميتة التي أصبحت كعادة دورية ويومية تتوارى على تلك الأقلية من اضطهاد وقهر وتشريد مطالبين الحكومة بالعفو عنهم وإفساح المجال وفتحه لطلب العلم و تزويد الجامعات والكليات بمقاعد دراسية و كتب تستوعب كمية المسلمين و طالبوا أيضا بالعيش في سلام و أمن الذي انحرموا منه منذ بزوغ نواعم أطرافهم على الأرض.
القضية الروهنجية البورمية قضية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار وتدرس لتأخذ مكانتها اللائقة بين الشعوب إكراما وإجلالا للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وما يحدث لهم لا يعبر إلا عن تهميش و تشتيت لمطالبهم و مبتغاهم الذي ظلوا يطالبون به منذ نشأتهم .
بورما أيضا يجب أن تتبع القوانين الدولية الملزمة فيها و يجب أيضا التدخل الدولي في تلك القضية لردع الاضطهاد والاستبداد والأعمال الإجرامية بل يجب فرض عقوبات دولية على حكومة بورما القسرية .