لاشك أن ليس لأحد منا أن ينكر أن العلم سلاح يحارب به، وأنه أساس النهضة البشرية، وبه يصنع الإنسان، وبه ترتقي الأمم ، وعلى أساسه تبنى ثقافات الشعوب ، وبه تنمى أفكار المجتمعات ، وهو الدليل لتحقيق الإنجازات والطموحات .
فها هو الإسلام أولى أهمية بالغة لهذا الشأن العظيم ؛ فكان أول ما نزل من الكتاب العزيز : { اقرأ باسم ربك الذي خلق } [العلق :1].
إذا علينا أن ندرك أن طلب العلم والمعرفة من الأمور المفروضة على الأمة الإسلامية .
فحضارات الشعوب وفخرها وعزتها، وتقدم الأمم – عبر مر التاريخ – ارتبطت ارتباطا وثيقا بمدى تقديرهم للعلم ، وتقدمهم في شتى مجالات العلوم والمعرفة .
فيا أيها الأراكانيون:
كلماتي إليكم ستدور حول رحى أهمية العلم في تقدم الشعوب والأمم.
وليدرك جيدا بأن كل أراكاني بينه وبين التعليم، قصة معاناة عاشها ويعيشها سالفا وآنفا، فنطمح أن لا يعيشها الأجيال الطموحة .
فيا من تبحثون عن الحياة الكريمة، عليكم بالعلم ؛ فهو سبيل الصعود إلى القمم ، وعلى أساسه يسمو وضع المجتمعات فكريا ، وتربويا، واقتصاديا ، وصحيا ، وفي كل المجالات .
وغالبية الشعب الأراكاني – المقيم في المملكة – يتكون من تجار ، وحفظة ، وكتاب ، وأئمة مساجد، وبعضهم يحترف الأعمال المهنية – وخصوصا النجارة ، فشرذمة قليلة من يلتحق بركب التخصصات العلمية ؛ فلذلك نحن بحاجة إلى أطباء ومهندسين وإعلاميين وتربويين وكفاءات في شتى المجالات.
قد يسأل سائل:
أين الشباب الأراكانيون ؟!!
أليسوا هم الرجالات الذين تتحدث عنهم؟!!
أليسوا هم أمل المجتمع الأراكاني ؟!!
ومن هذا المنطلق علينا أن ندرك جيدا عندما نتحدث عن شباب ، نتحدث عن كوادر وكفاءات ، وحينما نتكلم عن كوادر و كفاءات ، نبحث عن مسار مجتمع بأكمله في المستقبل. فبالتالي ضياع الشباب يعني سقوط مجتمع بأكمله في الهاوية .
ومن المؤسف أن الشاب الغربي يتردد قائلا :
إلى أي الكواكب أصعد ؟!!
والشاب اﻷراكاني يتردد قائلا :
إلى أي بلد أذهب ؛ لألتحق بجامعة بحثا عن مقعد ؟!!
وقد قال الحكماء : لكل مشكلة حل !!
فلذا أختم حديثي ببنت فكري الوضيعة، أقدمها إلى أعيان ورموز الجالية البرماوية المقيمة في المملكة السعيدة .
لوحظ في الآونة الأخيرة ، أن الجالية نالت ثقة الحكومة السعودية ، ولديها مشاريع ضخمة ، وأنشطة مشتركة مع الدولة ؛ فلا مانع بأن تقوم الجالية بكتابة خطاب رسمي إلى وزارة التعليم العالي ، تطالب فيه الجالية بوضع آلية معينة من قبل الوزارة ؛ لقبول الطلاب الأراكانيين .
على أن يتم قبول 10طلاب فقط في كل جامعة ، في تخصصات مختلفة .
وبما أن عدد الجامعات 25 جامعة حكومية ، فقبول 10طلاب سنويا ، يسعف أن يلتحق 250 طالبا وطالبة، بالجامعات السعودية – من الجالية الأراكانية – في تخصصات مختلفة، وفي مدن عديدة .
ومع تتابع السنين نتمكن من إخراج أجيال وكفاءات ، قادرين على خدمة ونصرة قضيتنا الأم ، التي طالما أردنا أن نبحث عن حلها ، ولكنها ازادت سوءا يوم بعد يوم .
وعلى الله قصد السبيل .