أكتب إليك أماه من قلب العالم الإسلامي النابض بالحب والطهر ، الدافق بالنور والإيمان ، الذاخر بالخير والعطاء .
فسلام الله عليك ورحمته وبركاته
سلام الله عليك في وقت أحوج ما تكونين فيه إلى الأمن والأمان ، والطمأنينة والسلام .
ورحمة الله عليك في وقت أبعد ما تكونين فيه عن الرفق واللين ، والعطف والرحمة .
وبركاته عليك في وقت أصبر ما تكونين فيه على القسوة والظلم ، والمحنة وزوال البركات .
سلام الله عليك أماه .. في كل لحظة تذرفين فيها دمعات !
ورحمة الله عليك أماه .. في كل لحظة تصعدين فيها زفرات !
وبركاته عليك أماه .. في كل لحظة تطلقين فيها أنات !
ورغم البعد الشاسع بيني وبينك فإنك أقرب إلي من حبل الوريد ، وكلما ازددت عنك بعدا ؛ ازددت إليك شوقا !
أيتها الأم الرؤوم التي لم تكتحل عيناي برؤيتها وإن رآك القلب وأحبك من على بعد ألوف المسافات : لن أسألك عن حالك وكيف أخبارك ، فإنها معلومة عندي بالضرورة وبحكم الهوى .. فأخبارك لا تسر ، وإن شئت فاسأليني عن حالي وكيف أخباري ، فإني على العهد مقيم ، وبالوفاء لك باق .
لن يهنأ لي جفن ، ولن يرقأ لي دمع حتى تطلقي من سجنك وتتحرري ، فعسى أن يكون قريبا !
وحسبي من الدنيا شرفا أن تاريخك المشرف في خدمة الدين ورعاية أهله تجري دماؤه في عروقي .. وأني إليك أنتسب ، وأن كياني كله مصبوغ بصبغتك الإسلامية المجيدة ..
أماه لن أطيل ، فإن الذي فيك من الألم والحسرة يكفيك !
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته يا أمي الحبيبة ، يا أراكان السليبة .. فرج الله عنك ، وفك أسرك .. في مدة قريبة ، ورد إليك حريتك المغصوبة ..