تأتي المملكة العربية السعودية على هرم الدول الإسلامية..حيث مهبط الوحي … ومأوى أفئدة المسلمين .
واستشعارا بهذا الدور الذي أنيط بها كانت المملكة ولا تزال أماً رؤوما لكل المسلمين … فلا تعصف بالمسلمين نائبة في أي بلد إلا وتجدها مدت يدها باذلة عطاءها ونوالها .
فحين تجددت أزمة المسلمين الروهنجيين في بورما كانت المملكة من أوائل الدول التي ناشدت العالم الحر بأن ينصروا المسلمين هناك وأعلن ذلك ملك الإنسانية الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مؤتمر مكة من أمام الكعبة المشرفة عام 1433هـ .في شهر رمضان المبارك .
ولم تكتف بذلك بل دعمت كدأبها بالمال والجاه وضربت أروع الأمثلة حينما بدأت بتصحيح أوضاع الجالية الأركانية البرماوية المقيمة بالمملكة العربية السعودية منذ عهد الملك المؤسس الذي احتضن هذه الجالية بعد أن فرت بدينها لتحتمي بدولة التوحيد والإيمان .
ففي عام 1434للهجرة أصدرت المملكة قراراً بتشكيل لجنة دائمة لتصحيح أوضاع الجالية الأركانية البرماوية وهيأت لذلك مبنى متكاملا من الجوانب الصحية والنظامية والاجتماعية .
لقد شهدت هذه الأقلية اضطهادا وممارسات عنف منذ أن شردت من أراضيها وانتشرت حول العالم فكانت المملكة مثالا حيا للعالم في معاملة الإنسان .
ولو أدرنا أبصارنا قليلا لرأينا جهود المملكة في تعليم أبناء هذه الجالية حين سمحت بتعليم أبنائها في مدارسها الحكومية على كل المراحل الدراسية حتى غدت ثقافتهم ثقافة عربية بملامح سعودية .
حتى أولئك الذين تعثرت أمورهم النظامية فقد سمحت لهم حكومة المملكة العربية السعودية الاستمرار على المقاعد الدراسية لحين الانتهاء من تصحيح أوضاعهم النظامية .
إنها مملكة الإنسانية جديرة أن تسْمى بذلك .
لقد وعدت ثم ترجمت وعدها إلى أفعال .