وكالة أنباء أراكان ANA
استطلاع / مارتا توتشي
سافرت إلى أكياب في بداية شهر يوليو 2013م لتوثيق أوضاع النازحين الروهنجيا داخلياً ، وعندما وصلت إلى مخيماتهم أدهشني العدد الكبير الهائل من النساء والأطفال بالمقارنة مع عدد الرجال ، فقررت حينها أن أركز عملي على النساء باعتبار أن الصراعات العنيفة تؤثر على حياة النساء بطريقة مختلفة ، وأردت أن أعرف عن قرب كيف تأثرت المرأة الروهنجية في سبل عيشها وفي دورها داخل مجتمعها ، بيد أن ماروته من قصص الإذلال والاغتصاب كان من الهول والفظاعة بحيث لا يطاق ومن الصعب الاستماع إليها ، ولكن قوتهم في الصبر والتمسك بالحياة والصمود في وجه اليأس بلغت درجة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية .
رأيت مجموعة من الفتيات الروهنجيات يملأن الجرار بالماء من واحدة من بين عدد قليل من مضخات المياه المتاحة للنازحين الذين يعيشون في مخيم رباع يسمى بحديقة النازحين بضواحي أكياب وهي غير مسجلة لدى السلطات .
وصلت أمينة 54 عاماً للمخيم منذ 5 أشهر تقول لي : رأيت بعيني كيف يحرقون قريتي ويقتلون ابني .
المهمة الأكثر أهمية لنا هنا هي حماية أطفالنا . ونريد أن نرسلهم إلى المدارس ليتعلموا ويبنوا لهم مستقبلاً أفضل .
هادو 50 عاماً من ثاندوي ، فقدت القدرة على المشي بعد كسر ساقها ووركها أثناء محاولتها الفرار من العنف العرقي والطائفي . وأخبرت أنها ليس لديها مأوى مستقر ، ولذلك يجب عليها أن تنتقل بخيمتها كل بضع ساعات إلى حيث يتوفر لها مساحة صغيرة .
زهرة البحر 24 عاماً من مينغلار ، باعت بعض أشيائها الثمينة لتدفعها رشوة إلى السلطات المحلية ، كي يسمحوا لها بالبحث عن ابنها الأصغر الذي كانت تحمله بين ذراعيها ..
الرابية حتو 46 عاماً من ثاندوي ، تعيش الآن في مخيم للنازحين وهي غير مسجلة ، تقول : لا أحدث الأطفال هنا عن الحزن ، لأنني آفهم الحاجة إلى إعطاء أطفالنا الأمل في أن هذا الوضع المزري سوف ينتهي قريباً .
مهجابين 62 عاماً من ثاندوي ، تعيش الآن في ضواحي أكياب ، وأصبح لها شأن ووجهة اجتماعية لكبر سنها ورجاحة عقلها ، ويحيط بها الأطفال في أكثر الأوقات ليسمعوا منها ويستفيدوا .
السعدية 5 سنوات من بوماي ، رأيتها تحتضن صفحات ممزقة من المصحف ، تنتقل بها بين الأطفال تعبيراً عن رغبتها الشديدة في التعليم .
نورهابا 18 عاماً من بوماي ، انفصلت عن زوجها أثناء اندلاع العنف ، ووصلت إلى مخيم رباع حديقة النازحين منذ 5 أشهر مع ابنها الذي يبلغ الآن سنة واحدة ، ويعاني من اضطراب خلقي ، وهي الآن حامل بطفلها الثاني في شهره السادس .