وجه المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في ميانمار، توماس أوخيا كوينتانا، نداء عاجلا إلى المجتمع الدولي يحثه فيه على مواصلة متابعة حقوق الإنسان في كل خطوة من عملية الإصلاح في البلاد.
وقال السيد أوخيا كوينتانا أثناء تقديم تقريره النهائي إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يوم الخميس "كوني صديقا لميانمار ومؤيدا لعملية الإصلاح الحالية يشعرني بالقلق إزاء حقوق الإنسان ويتطلب مني العمل مع الحكومة لإيجاد الحلول". وأوضح قائلا "حققت ميانمار بعض الخطوات الهامة نحو الإصلاح الديمقراطي والمصالحة الوطنية، شملت الافراج عن المئات من سجناء الرأي، وزيادة حرية وسائل الإعلام وتشكيل برلمان نشط واحتمال توقيع اتفاق وطني لوقف اطلاق النار الشهر المقبل". وأضاف أن "هذه التطورات بحاجة إلى دعم وتشجيع، ولكن من المهم أيضا تسليط الضوء على أوجه القصور في مجال حقوق الإنسان في عملية الإصلاح والعمل على إيجاد حلول لها". وفي تقريره، شدد المقرر الخاص على أهمية الاتفاقات الثلاثة عشر لوقف إطلاق النار التي وقعت عليها الجماعات الإثنية المسلحة، واحتمال التوصل لاتفاق وطني لوقف اطلاق النار. وأكد أن "استمرار القتال في أجزاء من ولايتي شان وكاشين يعد بمثابة تذكير بالمعاناة التي جلبتها هذه الصراعات لشعب ميانمار. إن وقف القتال في حد ذاته يجلب تحسينات فورية لحالة حقوق الإنسان، بعد عقود من انتهاكات خطيرة وواسعة النطاق ارتكبتها القوات العسكرية بدون مساءلة". وفيما رحب بإطلاق سراح أكثر من 950 من السجناء السياسيين، منذ أيار/مايو 2011، أعرب عن قلقه إزاء الاعتقالات والإدانات بحق المدافعين عن حقوق الإنسان والمتظاهرين السلميين، بما في ذلك أولئك المعنيون بقضايا حقوق الأرض. وحث "الحكومة على الاستماع إلى المظالم المحلية والإفراج عن الأشخاص المحتجزين حاليا بسبب الاحتجاج سلميا ضد هذه القضايا". وأشار الخبير إلى أن ولاية راخين تشهد أزمة عميقة. واعترف بأن الحكومة تظهر استعدادا لمعالجة الوضع، ولكنه أعرب عن قلقه من أن القضية الأساسية للتمييز ضد السكان المسلمين وبصفة خاصة الروهينغا لم تحل بعد. وحذر السيد أوخيا كوينتانا من أن الوضع في ولاية راخين يساعد على تعزيز المواقف المضادة للمسلمين في ميانمار، والتي تشكل واحدة من أخطر التهديدات لعملية الإصلاح. وقال إن "هناك قادة في المجتمع، بما في ذلك الرهبان البوذيون، يلعبون دورا ايجابيا في معالجة التمييز والعنف ضد السكان المسلمين. وينبغي الإصغاء لتلك الأصوات ودعمها".