وكالة أنباء أراكان ANA :
قال مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في ميانمار السيد توماس كوينتانا : ” إن مسلمي ميانمار يواجهون الآن “ظاهرة العزل عن باقي المجتمع والتي أصبحت ملازما لحياتهم” لأنهم يعيشون في ملاجئ معزولة بنتها الحكومة ” .
وقال كوينتانا لوكالة أنباء الأناضول التركية :” إن منظمة المؤتمر الإسلامي و بعض الدول الأخرى في الأمم المتحدة تسعى لتنفيذ قرارها بخصوص سجل حقوق الإنسان في ميانمار و معاناة السكان المحليين المسلمين في ولاية راكين “.
وأضاف كوينتانا :”يبدو أنه سيكون القرار بالموافقة ( في الأمم المتحدة ) وبموافقة حكومة ميانمار” وشدد على أن هذا ” خبر جيد” طالما أن الأمم المتحدة كانت تبحث دائما عن مشاركة على المستوى الدولي .
منظمة المؤتمر الإسلامي تأخذ المبادرة :
وتابع كوينتانا ” تعمل الآن حكومة ميانمار مع منظمة المؤتمر الإسلامي وقد يذهب ممثلون من منظمة المؤتمر الإسلامي إلى ميانمار لزيارة ولاية راخين وهذا هو الخبر السار” .
وأشار كوينتانا إلى أن هناك ما بين 800,000 و 1000000 مسلم في ميانمار ( بورما ) من أصل 60 مليون من مجموع سكان البلاد وفقا لتعداد عام 2010م .
وتُظهر السجلات التاريخية أن مسلمي ميانمار فد تعرضوا للخطر بشكل خاص منذ عام 1960م عندما اغتصب الجيش السلطة في ذلك البلد ولكن أكبر تصعيد حدث في حزيران (يونيو) عام 2012 م عندما قتل العشرات من المسلمين الأبرياء من قبل جيش ميانمار و الجماعات الغوغاء البوذية في مقاطعة أراكان ذات الغالبية المسلمة .
ووفقا لتقارير وسائل الإعلام الغربية فقد تم حتى الآن إحراق أكثر من 500 قرية مسلمة ، ولا يزال اضطهاد المسلمين المحليين مستمرا .
أصبح العزل عن باقي المجتمع ظاهرة دائمة :
في الحقيقة، صرح السيد كوينتانا لوكالة الأناضول التركية أن هناك “عنصرا جديداً في هذا المجال” قائلا :” إن مسلمي ميانمار يواجهون الآن العزل عن باقي المجتمع الذي أصبح ظاهرة دائمة لأنهم يعيشون في ملاجئ معزولة بنتها الحكومة “.
وقال :” إن ذلك لم يكن في الماضي بل كانوا يتعايشون بسلام في الولاية مع البوذيين وهناك الآن نمط من التمييز ضد الروهينغا المسلمين “.
وقال كوينتانا :” إن العزلة الآن أصبحت سياسة يتم تطبيقها بشكل دائم ” وأضاف :”هناك الآن مخيمات للمشردين الداخليين للمسلمين يتم فيها عزلهم من دون السماح لهم بالعودة إلى أراضيهم . ” والحقيقة هي أنها أصبحت دائمة.
وقد تم تعيين السيد توماس أوخيا كوينتانا (وهو من الأرجنتين) مقررا خاصا لمتابعة انتهاكات حقوق الإنسان في ميانمار من قبل مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في أيار (مايو) 2008م .
من جانبها قالت الأمم المتحدة إنه مستقل عن أي حكومة أو منظمة و يعمل بصفته الشخصية .
مشاعر المعادية للمسلمين على نطاق واسع :
حذر السيد كوينتانا خلال زيارته لمقر الأمم المتحدة أن الوضع في ولاية راكين قد يساعد على تأجيج المشاعر المعادية للمسلمين في ميانمار على نطاق أوسع مما تشكل واحدة من أخطر التهديدات لعملية الإصلاح وكان ذلك حين قدم تقريره إلى لجنة الأمم المتحدة في الجمعية العامة الثالثة التي تتعامل مع حقوق الإنسان.
وفي الحديث عن حقوق الإنسان بشكل عام في ميانمار اعترف خبير الأمم المتحدة أن الحكومة المحلية تبدي استعدادا أكبر لمعالجة المشكلات المعروفة .
وقال كوينتانا سابقا :”إن الحكومة المحلية سمحت له بزيارة ميانمار ثماني مرات – بما في ذلك ثلاث مرات لولاية راكين “.
وستواصل الأمم المتحدة وكذلك الولايات المتحدة ودول غربية أخرى ، بما في ذلك تركيا تشجيع ميانمار نحو الحرية والديمقراطية وعلى الرغم من إحراز تقدم ملموس لا سيما في مجال تحرير السجناء السياسيين و حرية وسائل الإعلام ، بما في ذلك – السماح لأونغ سان سو كيي الحائزة على جائزة نوبل للسلام بممارسة بعض السياسة المحلية فإن الحكومة في ميانمار حتى وقت قريب كانت واحدة من أكثر الأنظمة القمعية في العالم ، وذلك حسب ما ذكرت الصحيفة الأميركية اليومية ” واشنطن بوست” الأسبوع الماضي .
الحاجة إلى التحقيق :
وقال كوينتانا :” على الحكومة الالتزام بتعهداتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان للتحقيق في مزاعم الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان ، بما في ذلك تلك التي حصلت على أيدي قوات الأمن التي ورد عن ارتكابها أثناء وبعد أعمال العنف التي جرت العام الماضي وكذلك يجب على الحكومة محاسبة الجناة.”
وقدم خبير الأمم المتحدة تقريره النهائي إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يوم الخميس الماضي ، ليكمل السنوات الست عن ولايته في الربيع المقبل .
ومن المقرر أن يعين مجلس حقوق الإنسان مقرراً خاصاً جديداً بشأن ميانمار في آذار(مارس) 2014 .
والسيد توماس أوخيا كوينتانا هو محام عمل في لجنة البلدان الأمريكية لحقوق الإنسان وكان أيضا المدير التنفيذي لبرنامج المفوضية لحماية وتعزيز حقوق الإنسان في بوليفيا وقد مثل المنظمة غير الحكومية ” Abuelas de Plaza de Mayo ” في حالات اختطاف الأطفال خلال النظام العسكري في الأرجنتين .