روهنجيون يغرقون .. يهربون ولا يلامون .. يبحثون عن ملاذ يمنحهم نسمات الأمان .. يركبون قوارب متهالكة .. وهم مدركون تماما أنهم بين خيارين: إما النجاة وإما الموت غرقا .. خلفهم شبح الموت الأحمر .. وأمامهم موت بارد .. فأي الخيارين أرحم؟!
70 روهنجيا ركبوا في قارب عفى عليه الزمن ؛ لينقلب بهم في وسط البحر .. أظنهم لم يرتاعوا كثيرا في حال الغرق ، فقد اعتادوا الألم ورؤية المذابح وسماع أخبار الغرقى !
شمس نهارهم : لون الدم !
وقمر ليلهم : خوف وجوع وبكاء !
وبين الليل الكئيب والنهار المرعب يقضون حياتهم باكين ، ونحن هنا نضحك بملء أفواهنا !! ونشبع حد التخمة والكتمة !! وكأنهم ليسوا منا !! ولا من ذوي قرابتنا وبني جلدتنا وعقيدتنا !!
هذه حقيقة وليست مجرد خاطرة ، فتبا لأعين لا تبكي إلا على مشاهد مسلسلة ، أو لحن أغنية!! أو غياب عشيقة !!
تبا لقلوب لا تحن أو تحزن لآلام المضطهدين!! وشكرا لكل من منح المنكوبين لحظة شعور صادق ، ودعاء بتضرع ..