شهدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع أمس، محاضرة ألقتها داو أونج سان سوكي رئيسة حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية في بورما، ورئيسة لجنة سيادة القانون والسلام التابعة للبرلمان البورمي، وذلك ضمن فعاليات الدورة الأولى لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش).
وجهت سوكي في محاضرتها الشكر إلى صاحبة السمو على مبادراتها الإنسانية العديدة في مختلف المجالات وجهودها في تحقيق التنمية البشرية ليس في دولة قطر وحدها بل في كل المجتمعات، مشيدة في الوقت نفسه بما تشهده دولة قطر من نهضة كبيرة، خاصة في مجال الرعاية الصحية.
وقالت سوكي: «إن الرعاية الصحية من وجهة نظرها تعني رعاية الإنسان بالكامل، سواء الصحة البدنية، أو الصحة النفسية التي تعتبر أمرا في غاية الصعوبة، خاصة أن هناك الكثيرين ممن يعانون نفسيا، لكنهم يرفضون فكرة تلقي العلاج بدافع الخجل، خاصة من سجناء الرأي والضمير بعد الإفراج عنهم».
وأكدت أن الرعاية الصحية الابتكارية يجب أن تركز على الجوانب الإيجابية في الطبيعة البشرية للتعامل مع الجوانب السلبية التي لا نستطيع السيطرة عليها، وقالت «إننا في هذا الصدد نحتاج إلى الروح الإنسانية التي ستمكننا من مساعدة أنفسنا والآخرين».
وأضافت «إننا نعيش في زمن يشهد الكثير من الإمكانات لمزيد من التحسن في عالمنا، خاصة في مجال الرعاية الصحية، لكن يجب العمل على استمرار ضمان تلك الرعاية للجميع كعنصر مهم للأفراد في كل المجتمعات».
وشددت على أهمية إيجاد مجتمع صحي تتوفر فيه كل الإمكانات، وقالت «إنه بهذه الطريقة فقط نستطيع أن نتأكد من أن عالمنا الذي يزداد صغرا سيكون مكانا أكثر سعادة».. موضحة أن العولمة تعني أننا لا نستطيع أن نهرب من بعضنا بعضا، بل علينا أن نتعلم العيش معا لنوجد مجتمعا يتسم بالهدوء والسعادة، فحينها فقط سنحقق عالما أفضل، لذا نحن بحاجة إلى توفير المستلزمات المادية الأساسية.
واستعرضت سوكي الوضع الصحي في بلادها وقالت: «إنها تريد أن تطور نظاما صحيا لا يعتمد على الثروة البالغة، بل على القيم الفضلى بدلا من التركيز على التمويل، ولدينا تقاليد في بلادنا نستطيع أن نستند إليها لتحقيق نتائج طموحة».
وأشارت إلى أن مستشفى رانغون في بلادها هو مستشفى حكومي يعتمد عليه الناس حتى اليوم رغم أنه في حالة مزرية، ونحن نسعى إلى ترميم هذا المستشفى لنحوله إلى نموذج للمستشفيات المتطورة التي تقدم رعاية صحية متكاملة.
وأكدت أن شعب بلادها يرنو إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، مشددة على أنه ما زال هناك طريق طويل أمام بلادها حتى تحقق ما تتمناه،ومعربة عن شكرها لكل من قدم التعاطف والدعم لبلادها حتى يحظى شعبها بالرعاية الصحية المناسبة.