دنيا الوطن – مهمة جنان موسى الأخيرة في ميانمار وتغطيتها لأخبارمسلمي “الروهنجيا” كانت ذات صدى انساني في المقام الأول حيث أضاءت فيها على الأوضاع القاسية التي تعاني منها الأقلية المسلمة هناك.
زيارتها لميانمار لتغطية معاناة “الروهنجيا” كانت بمثابة مبادرة من تلفزيون “الآن” الذي انفرد بالكثير من المقابلات والتغطيات الحصرية في وقت غابت فيه شاشات كثير من القنوات العربية وحتى الصحف والمجلات، فجنان وخلال أيام تواجدها هناك تنقلت في مدينة سيتوي( أكباب )، وصورت تقاريرا عن 5000 مسلم فيها، يعيشون ضمن “غيتو” محاصرين من قبل المتطرفين البوذيين، لا يستطيعون الخروج منه، وتكاد المساعدات تكون شحيحة، كما أنهم ممنوعون من الرعاية الصحية، في مستشفيات وعيادات سيتوي، فما كان منهم إلا أن حولوا أحد المقاهي إلى عيادة ميدانية، تعمل ليومين في الأسبوع فقط، في الوقت الذي انتشرت الأمراض بين أطفالهم، خاصة شلل الأطفال، لعدم وجود اللقاحات اللازمة.
مراسلة تلفزيون الآن جنان موسى أجرت في 18 ديسمبر من العام الماضي أولى تقاريرها من على الأرض، وكشفت فيه أن أوضاع المسلمين في ميانمار تزداد سوءً، فهم محرمون من العلاج في المستشفيات وحتى في العيادات البوذية، فما كان من أهالي احد الأحياء في مدينة “سيتوي” ( أكباب )إلا أن حولوا أحد المقاهي إلى عيادة طبية.
عدد مسلمو ميانمار يصل إلى أكثر من 800 ألف، ظروفهم صعبة، والأصعب هم سكان مدينة “سيتوي” ( أكباب ) ، حيث يعيش 5000 منهم في كيلو متر مربع واحد. مسلمو ميانمار بشكل عام، أو الروهنجيا كما يطلق عليهم، لا تتعدى نسبتهم من مجمل سكان البلاد 4%، حكومة البلاد تعتبرهم مهاجرين غير شرعيين من بنغلادش، لذا فهي لا تعترف بوجودهم.
جنان نقلت في أحد تقاريرها صورة الوضع هناك، حواجز عسكرية منتشرة في أنحاء المنطقة، بعد أن هاجم افراد الأغلبية البوذية أحياء المسلمين، فانتقلوا إلى هذا الحي، ليبقوا فيه محاصرين، لا يتمكن أحد من الدخول إليهم أو الخروج منه.
إمام أحد المساجد أكد لها أنهم طالبوا بحماية دولية من الأمم المتحدة، خاصة وأن المخاوف من تكرار الهجوم عليهم لم تتبدد بعد، والخطر ما زال يحاصرهم.
أحد نشطاء الروهنجيا قال لجنان:”لسنا سعداء هنا. الوضع مأساوي للغاية بالنسبة لنا. أنه مرعب. نحن نخاف من الحكومة لأنهم يحاولون ارتكاب مجازر ضد الروهينغا”.
ظروف الروهنجيا باتت سيئة، فهم محرومون من كل مقومات الحياة، يعتاشون على ما توفره المؤسسات الإغاثية، جنان وخلال تواجدها هناك لم تر سوى شاحنتين تتبعان منظمات غير حكومية تقدم لهم الأرز، مع العلم أن معظم المساعدات تأتي من الولايات المتحدة وسنغافورة و دولة الإمارات العربية المتحدة لكنها من المؤكد ليست كافية.
جنان موسى قالت عن مهمتها الأخيرة في ميانمار “رؤية معاناة الناس ومشاهدة الأف المشردين وضحايا العنف تجعلني اتساءل عن غياب الكثير من وسائل الإعلام عن هذا المسرح وتختتم حديثها، غادرت ولكن لا تفارقني صور دموع النساء وصراخ الأطفالي ونظرات العجزة البائسة.”