تتعامل معهم الطغمة العسكرية الحاكمة وكأنهم وباء لا بد من إستئصاله مسلموا بورما يذبحون ويحرقون ومليار مسلم يتفرج ..!!!!
تحليل الدكتورة ـ امل شطنان الجبوري* :
عشرة ملايين من المسلمين في بورما يقال ان اغلبهم تعود اصولهم الى الجزيرة العربية , وهم من طلائع الجيش الاول الذي وصل الى الصين ومن احفاد التجار الاوائل الذين وصلوا بتجارتهم الى اقصى شرق الكرة الارضية وادخلوا الملايين الى الاسلام من خلال اعمالهم الصالحة والتقوى والاجتهاد والكرم والشجاعة والصدق في التعامل والبيع والشراء , وهم من أصل خمسين مليونا هو تعداد سكان بورما يعيشون جحيما حقيقيا، حيث تتعامل معهم الطغمة العسكرية الحاكمة وكأنهم وباء لا بد من إستئصاله من وطنهم ، فما من قرية يتم القضاء على المسلمين فيها؛ حتى يسارع النظام العسكري الحاكم بوضع لوحات على بوابات هذه القرى، تشير الى أن هذه القرية خالية من المسلمين. تقع مملكة أركان التي احتلتها بورما البوذية وصيرتها إقليماً من أقاليمها في جنوب شرق آسيا، تحدها من الشمال الصين ومن الجنوب خليج البنغال وتايلند ومن الشرق لاوس ومن الغرب بنغلاديش.. وصل الإسلام إلى أركان في القرن الثاني الهجري عام 172هـ ، عن طريق التجار العرب الذين وصلوا ميناء أكياب عاصمة (أركان) في عهد الخليفة الراشد هارون الرشيد «رحمه الله.. وأقيمت في (أركان) سلطنات إسلامية كثيرة، وفي عام 1430م قامت مملكة إسلامية على يد السلطان سليمان شاه .
واستمرت إلى عام 1784م، أي قرابة ثلاثة قرون ونصف، تتابع على حكمها ثمانيةٌ وأربعون ملكاً مسلماً على التوالي، كان آخرهم الملك سليم شاه، وكانوا يكتبون على العملات كلمة التوحيد وأسماء الخلفاء الأربعة باللغة العربية , وفي عام 1784م احتل الملك البوذي مملكة أركان وضمها إلى بورما خوفاً من انتشار الإسلام في المنطقة، وعندها بدأت معاناة المسلمين هناك، وضاعت فصولها وسط جراحات الأمّة المتتالية.. ولم تكن هذه الأزمة وليدة الليلة ومع ذلك غابت قضية هؤلاء المسلمين الذين باتوا فريسةً للفقر والحرمان وحملات القمع والتهجير من قبل حكومة بورما التي تمارس أبشع صور الاضطهاد الديني والعرقي ضد المسلمين الأركانيين حيث ألغت الحكومة جنسية المسلمين الروهنجا في أركان ظلماً وعدواناً بموجب قانون المواطنة والجنسية الذي وضع عام 1982م. ليتم تهجيرهم وطردهم من أراضيهم وهو ما حصل بعد ذلك، ولا يزال التهجير مستمراً حتى اللحظة، وحرمت المسلمين أيضاً من حرية السفر والتنقل داخل البلد وخارجه.
وقامت باعتقالهم وتعذيبهم كما أجبرت الحكومة البوذية المسلمين على القيام بأعمال السخرة دون أجر كتعبيد الطرق وحفر الخنادق في المناطق الجبلية البورمية والخدمة في معسكرات الاحتلال، بالإضافة إلى مصادرة أوقاف المسلمين وأراضيهم الزراعية, ومنعهم من الاستيراد والتصدير.
أو ممارسة الأعمال التجارية.. ووضع العقبات أمام دراسة أبناء المسلمين علوم الشريعة ومنعهم من الزواج وتحديد النسل إلى ما هنالك من سياسات ممنهجة تحتاج إلى مؤلفات لتوضيح أبعادها السياسية والإنسانية.. قرى بأكملها أحرقت أو دمرت فوق رؤوس أهلها، لاحقوا حتى الذين تمكنوا من الهرب في الغابات أو إلى الشواطئ للهروب عبر البحر، وقتلوا العديد منهم ، وكانوا يدفنون الضحايا في طين البحر وأدا للفضيحة.
ومن أستعصى عليهم قتله ولم يتمكن من الهرب ورأوا أن لهم حاجة به، فقد أقيمت لهم تجمعات، كي يقتلونهم فيها ببطئ وبكل سادية، تجمعات لا يعرف ما الذي يجري فيها تماما، فلا الهيئات الدولية و لا الجمعيات الخيرية ولا وسائل الإعلام يسمح لها بالإقتراب من هذه التجمعات، وما عرف حتى الآن أنهم مستعبدون بالكامل لدى الجيش البورمي ؛ كبارا وصغارا، حيث يجبرون على الأعمال الشاقة ودون مقابل. أما المسلمات فهن مشاعا للجيش البورمي؛ حيث يتعرضن للإغتصاب في أبشع صوره، ومليار مسلم يتفرج.
أما من ينتظر دوره منهم، فخذ بعضا من القوانين التي يطبقها عليهم العسكر ؛لا زواج للمسلم قبل الثلاثين وللمسلمة قبل الخامسة والعشرين، وأحيانا يمنع تزاوج المسلمين كليا لفترة من الوقت، وحين تكتمل الشروط ، تبدأ عذابات الحصول على الإذن بالموافقة ، والذي لا يعطى دون رسوم باهضة ورشاوى لضباط الجيش، وإذا حملت المرأة المسلمة فعليها أن تذهب لمركز الجيش التابع لمنطقتها لتكشف عن بطنها بحجة تصوير الجنين بالأشعة ، ويتصرفون بهذا الإسلوب حتى لا تفكر الأسر المسلمة بالحمل والإنجاب لأنهم يعلمون حساسية المسلمين بالنسبة لقضية كشف العورة.. وليس هذا فحسب بل جاؤوا بمرضى الأيدز لإغتصاب المسلمات لنشر هذاالمرض بين المسلمين.
أما من نال قسطا من التعليم أو حباه الله بموهبة ما، أو صاحب رياضة معينة، فالويل له إن لم يستفد منه الجيش، فحينها يكون عقابه السجن حتى الموت.. لقد سجل التاريخ لمسلمي بورما إن الموت عندهم أسهل بكثير من أن يرضوا بأي دنية في دينهم ، فلم يسجل أن أحدا أرتد عن دينه، بل كانوا عندما يخيرون بين القتل أو أكل لحم الخنزير؛ يختارون الموت على ذلك حين حاول البوذيون والنظام العسكري الحاكم حملهم على الإرتداد عن دينهم؛ تطبيقا للشعار الذي أتخذوه لا بيت فيه مسلم في هذا الوطن.. لذا أتخذوا معهم هذه الطريقة ألا وهي إبادتهم بأقذر الأساليب التي عرفها البشر.. من الصعب تحديد المذابح التي تعرض لها المسلمون في بورما أو ذكرها جميعها في مقالة ، ولكن ما يمكن قوله إنه في كل هذا الجحيم الذي تعرضوا له، لم يلتفت إليهم أحد من المسلمين، في عام 1938 قام البوذيون وبدعم من الإنجليز، حين كانت بورما مستعمرة بريطانية، بإرتكاب مذبحة قتل فيها ما يقرب من ثلاثين ألفا من المسلمين ،وأحرق مائة وثلاثة عشر مسجدا، وفي عام 1942 أرتكب البوذيون مذبحة أخرى في "أركان " والتي كانت في يوم ما دولة إسلامية، ذهب ضحيتها ما يقرب من مائة ألف مسلم، وهي المذبحة التي دمروا فيها جنوب أركان بالكامل.. وعندما أستولى الجيش عام 1962 على الحكم في بورما، أرتكبوا العديد من المذابح والطرد بحق المسلمين، وبأبشع من سابقيهم وبأكثر سرية ، وهي التي حين كانت تكشف لوسائل الإعلام ، ترد بطريقة ذكية ، كالقول بإنها جرت ضد أقليات عرقية ودون أي ذكر لإسم المسلمين.
في عام 1978 طرد الجيش البورمي أكثر من نصف مليون مسلم في ظروف سيئة جدا، حيث توفي أثناء التهجير ما يقرب من أربعين ألفا من النساء والأطفال والشيوخ حسب إحصائية لوكالة غوث اللاجئين.
وعندما فازت المعارضة في الإنتخابات الوحيدة في بورما عام 1991،والتي ألغيت نتائجها؛ دفع المسلمون الثمن لأنهم صوتوا لصالح المعارضة، فطردوا منهم ما يقرب من نصف مليون مسلم أيضا.
كل دول العالم المتحضرة أستحقرت حكام بورما العسكريين ، وشددت عليهم العقوبات تلو العقوبات عليهم ،حتى الحكومة الأمريكية نزولا على مطالب الشعب الأمريكي وجمعيات حقوق الإنسان الدولية، قامت بتشديد الحصار على الحكومة البورمية، وأصدرت قرارا بمقاطعة حتى الشركات التي تتعامل مع الحكومة البورمية ، ومنع أي من قادة بورما وأسرهم ومن يتعاون معهم من دخول أمريكيا.. في حين توجد أنظمة عربية تساعد ثلة الإجرام في بورما على الخروج من أزمتها بسبب الحصار المفروض عليها.
* كاتبة و اعلامية ـ اميركا
مصدر المقالة : صحيفة أنباء الإلكترونية سعودية شاملة