وكالة أنباء أراكان ANA : خاص
كشف عدد غير قليل من اللاجئين الروهنجيين في ماليزيا عن ممارسات لا إنسانية وانتهاكات واضحة مورست ضدهم من قبل تجار البشر الذين قاموا بتهريبهم وبيعهم عبر قنوات بحرية خطرة للوصول إلى بعض دول شرق آسيا كتايلند وماليزيا وإندونيسيا وبنغلاديش، ووصل هؤلاء اللاجئين إلى ماليزيا بعد رحلة طويلة فروا خلالها من موطنهم أراكان غربي بورما “ميانمار ” .
وقال محمد كفاية الله لوكالة أنباء أراكان ANA : قررت الرحيل عن موطني ومسقط رأسي أراكان بعد أن ضيّق علينا البوذيون في حياتنا حتى لم نعد نطيق العيش في تلك الظروف الصعبة، مشيراً إلى أن العصابات البوذية المدعومة من قبل الحكومة الميانمارية قامت ضدنا بأعمال وصفها بـ “الوحشية” كالقتل والاضطهاد والتمييز العنصري والاغتصاب والمنع من الخروج من المنزل والمنع من البيع والشراء وغيرها لافتاً إلى أن الدافع للهجرة لم يكن للثراء أو جمع المال وإنما للبقاء على قيد الحياة والنجاة من هجمات الموت التي تشنها العصابات البوذية.
ويواصل كفاية الله حديثه: وبعد ركوبنا في قوارب صغيرة اتجهنا إلى عرض البحر وبعدها قام المهربون بنقلنا إلى باخرة كبيرة كانت مخصصة فيما يبدو لنقل المواشي والبضائع مشيراً إلى أنهم كانوا في ظروف غير إنسانية حيث كان ربان تلك البواخر يمنعوننا من ماء الشرب إلا مرة واحدة كل يومين وكانوا يعطوننا وجبة جافة من أرز لا نستطيع أكلها بسبب عدم وجود أي شراب، وأضاف: وعلى مقربة من تايلند قاموا بإنزالنا بالقرب من جبل تحيط به المياه من كل الجوانب وصعدوا بنا إلى أعلى الجبل وتفاجأنا بوجود معسكر كبير محاط بأسلاك شائكة وفيها مجموعة كبيرة من الرجال والنساء والأطفال، وبعد ذلك أخذوا يساوموننا عن طريق الاتصال بأقاربنا لدفع مبالغ طائلة لإيصالنا إلى ماليزيا، ومن لم يتمكن من الدفع لأي سبب كان يتعرض للضرب المبرح والمنع من الطعام والشراب، ومن دفع قاموا بنقله إلى ماليزيا وأحياناً يبيعونه لتاجر آخر ليقوم هو بدور الابتزاز مرة أخرى.
وفي ذات السياق قالت هيومن رايتس ووتش (HRW) في تقرير صدر عنها: إن الروهنجيا المسلمين الفارين بالقوارب من العنف في ولاية أراكان غرب بورما أصبحوا بضائع مربحة للسلطات والمتاجرين في تايلاند. وقد فر آلاف الروهنجيا من بورما على متن قوارب متهالكة عبر المحيط الهندي ، مما جعل رحلاتهم محفوفة بالمخاطر أملا في الوصول كلاجئين إلى بر الأمان .
الجدير بالذكر أن الحكومة التايلندية تواصل البحث عن متاجرين بالبشر داخل الأدغال والغابات ، ويتوقع وجودهم واحتجازهم للاجئين الروهنجيين داخل محتجزات بالغة السوء من حيث أوضاعها الصحية والإنسانية.