وكالة أنباء أراكان ANA : الجزيرة
حثت منظمة حقوقية ألمانية المستشارة أنجيلا ميركل وكبار المسؤولين بالبلاد على مطالبة زعيمة المعارضة في ميانمار أونغ سان سوتشي بدعوة سلطات بلادها للسماح بإدخال مساعدات إنسانية لعشرات الآلاف من أقلية الروهنجيا المسلمة.
ودعت المنظمة الألمانية للدفاع عن الشعوب المهددة السياسيين الألمان إلى اغتنام مباحثاتهم مع سوتشي لبحث مسألة القمع وانتهاكات حقوق الإنسان المستمرة في ميانمار منذ صيف عام 2012 ضد الروهنجيا المسلمين المصنفين من قبل منظمة الأمم المتحدة كأكثر الأقليات اضطهادا في العالم.
واستقبلت المستشارة أنجيلا ميركل أونغ سان سوتشي بدائرة المستشارية الألمانية عقب وصولها يوم الخميس إلى برلين في مستهل زيارة وصفت بالرسمية وتستغرق ثلاثة أيام، وتلتقي خلالها زعيمة المعارضة في ميانمار بالرئيس الألماني يواخيم غاوك.
واعتبرت المنظمة الألمانية للدفاع عن الشعوب المهددة أن الوقت حان لتدخل أونغ سان سوتشي من أجل وضع حد لمعاناة الروهنجيا وإيصال المساعدات الأممية إليهم في مخيمات اللجوء التي عزلوا فيها حيث يعيشون في ظروف تفتقر إلى الحد الأدنى من المعايير الإنسانية.
وقالت المنظمة -في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه- إنها تتوقع أن يتطرق المسؤولون الألمان مع ضيفتهم إلى الأوضاع الإنسانية للروهنجيا بعد مطالبة الأمم المتحدة السلطات في ميانمار بالتخلي عن رفضها إدخال المساعدات لمخيمات لاجئي الروهنجيا وانتقاد وسائل إعلام ألمانية صمت سوتشي المطبق تجاه “الإبادة الصامتة” لهذه الأقلية المسلمة.
من جانبه، عبر مسؤول قسم آسيا وأفريقيا بالمنظمة الحقوقية الألمانية أولريش ديليوس عن صدمته من سكوت زعيمة المعارضة بميانمار-التي مرت بتجربة طويلة من الاضطهاد- تجاه ما يتعرض له الروهنجيا المسلمون من عزل وقمع وتشريد ممنهج.
واعتبر ديليوس أن أونغ سان سوتشي “اختارت التحول من أيقونة للحرية إلى سياسية حزبية تناصر النزعات الشعبوية في بلادها بدلا من احترام حقوق الإنسان والدفاع عن المضطهدين”.
وأضاف ديليوس أن سوتشي تساير التيارات الشعبوية والأغلبية البوذية المرحبة بعزل الروهنجيا وتجريدهم من الجنسية، واضعة عينها على الترشح لرئاسة ميانمار عام 2015 وزيادة فرص فوز حزبها في الانتخابات القادمة، حسب قوله.
ولفت إلى أوضاع نحو 140 ألفا من الروهنجيا الذين أرغمهم العنف البوذي المتواصل ضدهم على الهرب من قراهم وأحيائهم والعيش في المخيمات التي تشهد أوضاعا إنسانية متدهورة.
وخلص الناشط الحقوقي الألماني إلى أن “من يحصل على جائزة نوبل للسلام كسوتشي لا يتوقع منه التزام الصمت حيال ما يجري للروهنجيا من قمع وعزل وتشريد ونزع الجنسية نددت به الأمم المتحدة وعدد كبير من المنظمات الحقوقية”
ومن المقرر أن تتسلم أونغ سان سوتشي اليوم الجمعة من وزير الاقتصاد الألماني زاغمار غابريال جائزة فيلي برانت التي يمنحها حزبه الاشتراكي الديمقراطي لشخصيات دولية ذات إنجازات مهمة.
وأكدت المستشارة أنجيلا ميركل خلال استقبالها سوتشي دعم بلادها لميانمار في تحولها الديمقراطي، ووصفت ميركل ضيفتها بالشخصية الاستثنائية في الدفاع عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
من جانبها، تعهدت سوتشي بإعطاء دفعة للإصلاحات في بلادها، والسعي لتحقيق ما وصفته بعالم من الأخوة الحقيقية بين البشر.