أكد خبراء وبرلمانيون ومحللون سياسيون سعوديون لـ«البيان» أن انعقاد القمة الإسلامية الطارئة التي دعا اليها خادم الحرمين الشريفين «يشكل حدثا مرتقبا في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة والتي تتسارع فيها الأحداث الخطيرة التي تهدد مستقبل المنطقة بأكملها»، مشددين على «ضرورة أن تبحث القمة التي تستمر يومين سبل النهوض بالأمة والتصدي للتحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية التي تواجهها».
وقال الباحث السياسي حسن الأهدل إن القمة «تأتي في وقت تحدق بالعالم الإسلامي وفي قلبه الوطن العربي أخطار جسام»، معربا عن اعتقاده بأن «المشاكل العربية وفي مقدمتها الأزمة السورية سوف تسيطر على أعمال القمة الإسلامية، على اعتبار أن مجلس الأمن والمنظمة الدولية عجزت حتى الآن عن وقف نزيف الدم وممارسات النظام ضد الشعب السوري». وأضاف الأهدل إن «خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سيفتتح فعاليات القمة بكلمة إلى الأمة يستعرض خلالها التحديات التي تواجهها وكيفية التصدي لها ويستعرض رؤية المملكة العربية السعودية لتفعيل العمل الإسلامي المشترك».
وسيتصدر جدول اعمال القمة الأزمة السورية وتطورات القضية الفلسطينية والوضع المأساوي للمسلمين في ميانمار وتطورات الأوضاع في مالي في أعقاب الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكومتها، فضلا عن الوضع المأساوي في الصومال.
قمة ضرورية
ومن جهته، يؤكد استاذ العلوم السياسية كمال الشمري أن القمة الاسلامية الطارئة في مكة المكرمة «يجب أن تبحث في الأوضاع السياسية والاقتصادية المأساوية التي تعاني منها الشعوب الاسلامية»، مشيرا الى أن «هناك ما يدعو للتفاؤل وهو أن أغلب القادة الذين سيشاركون في القمة الإسلامية في مكة المكرمة يدركون تماما أن الوقت حان لكي يتحركوا ليتعاملوا مع العديد من الملفات الشائكة التي تواجه العالم الإسلامي الآن».
واعتبر الشمري أن «المطلوب من الدول الإسلامية المشاركة في هذه القمة صياغة رؤى وأهداف تتعامل مع روح الإسلام، وليس مع الأشياء الأخرى لأطراف الدعوة الإسلامية، وتعمل على صياغة رؤية للعالم الجديد و خصوصا بعد الربيع العربي وغيره لرؤية واضحة المعالم للإسلام كما يجب أن يحكم في البلدان الإسلامية والعربية».
ومن ناحيته، رأى عضو مجلس الشورى السعودي السابق محمد آل الزلفة أن «الوضع في سوريا يفرض على مختلف الدول والحكومات الإسلامية التداعي من أجل البحث عن ما يمكن أن ينهي هذه الحالة المأساوية التي تعيشها سورية، والمعاناة الكبيرة التي يعانيها الشعب السوري».
وأضاف إن «الحاجة الى القمة الطارئة ضرورية وتوقيتها مناسب لكونه يجيء في أواخر هذا الشهر المبارك، فأغلب الدول الإسلامية تعاني مشكلات سياسية واجتماعية واقتصادية وتواجه خطرا مزدوجا يتمثل في وجود اتجاهات دينية متطرفة لدى بعض الشباب بسبب تلك الظروف الاجتماعية والاقتصادية غير المواتية».
مؤتمر تمهيدي
قال مصدر دبلوماسي لـ«البيان» انه سيسبق انعقاد القمة الإسلامية الاستثنائية مؤتمر تمهيدي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في 25 رمضان يحضّر لأعمال القمة التي سيخاطبها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال مراسم الجلسة الافتتاحية «والتي تهدف الى تدارس أحوال الأمة الإسلامية واستشراف آفاق المستقبل لبلورة رؤية تمكن العالم الإسلامي من مواجهة تحديات الحاضر ورهانات المستقبل».
المصدر / albayan.ae ـــ عالم واحد