[caption id="" align="alignleft" width="300"] مسلموا الروهنجيا: ورحلة الفرار من "الموت" إلى "الموت" بقلم /هاني صلاح[/caption]
وكالة أنباء أراكان (ANA) متابعات : "الأمة"
انتشرت بين السلع التجارية التي يتبادلها البشر بيعاً وشراءاً فيما بينهم، سلعة من نوع خاص أضحت رائجة في منطقة جنوب شرق أسيا، إنها سلعة "البشر".
فكما ينطلق الصيادون في كل يوم بحثاً عن صيدهم الثمين من أنواع السمك المختلفة والمتنوعة، أضحى هناك نوعاً من الصيادين يبحثون عن صيدهم الثمين، إلا أنه ليس في داخل البحر؛ بل في داخل قوارب صغيرة تقاوم أمواج البحر العاتية وتحمل على أخشابها المتهالكة بعض من "البشر" الخائفين والهاربين من الموت إلى المصير المجهول.
هذه التجارة مواسمها تبدأ مع "الهروب المتكرر" لمسلمي الروهنجيا ـ القاطنين على أرضهم التاريخية في ولاية أراكان في غرب بورما ـ الذي يبدأ في أعقاب حملات المداهمات المتكررة التي تباغتهم فجأة من قبل قوات الأمن البورمية ومعها المجموعات المسلحة البوذية المتطرفة.
فمع كل حملة "أمنية/بوذية" على قرية "مسلمة/روهنجية"، يتم قتل واعتقال الرجال واغتصاب وخطف النساء، ثم سرقة محتويات بيوتهم ثم حرقها بما فيها من أقوات لم يستطيعوا حملها معهم. هذا "الجحيم البورمي"، هو ما يدفع بالمسلم الروهنجي إلى الهرب للمجهول والفرار لدول الجوار؛ إلا أن يتفاجأ بأنه قد وقع في أسر جحيم آخر لا يقل قساوى وألماً عن الجحيم الأول.
فالعصابات المنتشرة على سواحل البحر أضحت لها خبرة عملية تعرف من خلالها مواسم صيدها الثمين، كما أنه أصبح معروفاً عن تعاونها مع مسئولين رسميين سراً في كل من تايلاند وبورما وغيرها من دول المنطقة. وهو الأمر الذي جعل مراكب الفارين من بورما هدفاً سهلاً لتجار البشر التي تنتظرهم في البحر.
وآخر الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام، ما نشرته وكالة أنباء أراكان اليوم الخميس 20 فبراير، من استنقاذ السلطات التايلاندية لعشرات من مسلمي الروهنجيا من أيدي تجار البشر التايلانديين وتحريرهم من أماكن احتجازهم وهم في حالة مزرية وأوضاع صحية سيئة للغاية.
وقال مراسل الوكالة: بإنهم يعانون من أنواع عديدة ومختلفة من الأمراض بسبب طول الفترة التي أمضوها في محتجزاتهم في ظل ظروف مأساوية ومعاملة وحشية قاسية ونقص شديد في المواد الغذائية والعلاجية التي يحتاجون إليها .
وأوضح المراسل، بأنهم مصابون بأمراض غريبة يتم اكتشاف بعضها لأول مرة فيما يعاني الكثير منهم من أمراض جلدية وضيق في التنفس وضعف في النظر وتصلب في المفاصل.
وقال: بإنهم يتلقون العلاج بعد تسجيلهم في ملاجئ مؤقتة يتم احتجاز اللآجئين الروهنجيين فيها عادة من قبل الحكومة التايلاندية.
وعبر مراسل الوكالة عن تخوفه من وجود لآجئين آخرين محتجزين بأيدي تجار البشر وينتظرون الجهات الرسومية التحرك لإنقاذهم، موضحا أنه يتم خطفهم من على سواحل تايلاند خلال رحلة فرارهم من العنف البوذي الممارس ضدهم في أراكان بورما.
يذكر أن حكومة تايلاند قد نفت في وقت سابق وجود عمليات متاجرة بالروهنجيا على أراضيها رغم تأكيد عدد من المصادر الإعلامية والجهات الدولية عن تورط بعض المسؤولين الحكوميين في تايلاند في الاتجار بالروهنجيا وأنهم أصبحوا بضائع مربحة للسلطات وتجار البشر في تايلاند على حد قول منظمة "هيومين رايتس ووتش" في تقرير لها