[caption id="" align="alignleft" width="300"] بورما: 4 خطوات لطرد مسلمي الروهنجيا من ولاية "أراكان" بقلم / هاني صلاح[/caption]
وكالة أنباء أراكان (ANA) متابعات "الأمة"
( مداهمات وترحيل ثم منع وتهجير )
مجرد حادثة مفتعلة بسيطة، كاشتباك صغير بين رجل مسلم بآخر بوذي، يعد كافياً لانطلاق حملات ومداهمات لقوات الأمن ومعها المجموعات البوذية المتطرفة والمسلحة للانتقام من قرية بأكملها.
حملات باتت تتكرر مع كل حادثة سواء أكانت طبيعية أو مفتعلة، يتم خلالها قتل بعض الرجال واعتقال البعض الآخر، ثم الاعتداء على النساء وخطف بعضهن، وبعدها سرقة محتويات البيوت "التي خلت من أصحابها" ثم حرقها على ما تبقى فيها.
هذه الأعمال الانتقامية الوحشية باتت مفردات ثابتة لـ"حملة مداهمات" متكرة هدفها في كل مرة تطهير قرية روهنجية مسلمة من سكانها الأصليين أصحاب الحق والأرض معاً، ودفعهم للخارج، خارج البلاد.
ومن يهاجر من مسلمي الروهنجيا خارج البلاد لدول الجوار فإنه يصعب عليه العودة، حيث لا يحملون أي هويات تثبت أنهم من سكان بورما؛ نظراً لأن السلطات لا تعتبرهم كذلك ـ صدر قانون في عام 1982 بسحب المواطنة منهم ـ كما لا تعطيهم بطاقاته هوية وتعاملهم على أنهم مهاجرين من دول الجوار قبل عشرات السنين.
لذلك فإن كثير من العائلات الروهنجية المسلمة ترفض الهجرة خارج البلاد، وما زالت لم تفقد الأمل بعد في تغير الأمور مستقبلاً؛ فتبحث عن منطقة أخرى داخل بورما نفسها للنزوح إليها، وهناك تأتي بعض من المنظمات الدولية لمساعدة هؤلاء النازحين من ضحايا الإرهاب والإجرام البوذي، إلا أن السلطات البوذية مرة أخرى لا تتركهم وشأنهم؛ فهدفها من إخراجهم خارج البلاد لم يتحقق منه سوى 50% فقط، ولم يتبقَ لها سوى خطوات أخرى لتحقيقه بنسبة الـ100%.. كيف؟ هذا السؤال الذي تجيب عليه التحركات البوذية الحالية في أماكن النزوح.
فقد تواردت الأنباء المرة تلو الأخرى عن الصعوبات التي تعمل فيها منظمات الإغاثة الدولية وعن المظاهرات الشعبية "البوذية" المنددة لعمل تلك المنظمات تحت زعم أنها تساعد فقط المسلمين الذين نزحوا من ديارهم وقراهم بسبب العنف البوذي"، ثم تأتي تصريحات هنا وهناك بأن السلطات مضطرة لأخذ إجراءات حيال تلك المنظمات الإغاثية نظراً للغضب الشعبي "البوذي" منها.
ومرة أخرى تأتي مفردات الحملة الثانية لترحيل النازحين من مسلمي الروهنجيا تحمل عنوان منع المساعدات عنهم عبر طرد المنظمات الإغاثية الراعية لهم ومن ثم يضطرون بعدها للهجرة خارج البلاد أو الموت جوعاً في أماكن نزوحهم.
وفي سياق هذه الخطة الممنهجة، ووفق وكالة أنباء أراكان اليوم السبت 23 فبراير، فقد عقد عدد من كبار الرهبان البوذيون عدد من اللقاءات في مدن "بوسيدونغ" و"راسيدنغ" و"منغدو" خلال اليومين الماضيين هدفت لمناقشة أسباب نجاح المساعدات الإنسانية في الوصول لمناطق مسلمي الروهنجيا رغم العقبات والمضايقات التي تمارسها السلطة المحلية وبمساعدة المجموعات البوذية المتطرفة ضد المنظمات الإغاثية لمنعها من مواصلة عملها الإنساني.
وبحسب مراسل وكالة أنباء أراكان، فقد اتهم هؤلاء الرهبان عدداً من الدول ـ من ضمنها دول الخليج وماليزيا ـ بإرسال المساعدات الإنسانية إلى المسلمين خاصة، مطالبين بضرورة إيقاف تلك المساعدات.
من جهته، قال الباحث الروهنجي، "محمد أيوب": هدف هؤلاء الرهبان من منع المساعدات الإغاثية عن مسلمي الروهنجيا هو إشعارهم باستحالة معيشتهم هنا في بورما ومن ثم دفعهم للهجرة من مناطقهم في ولاية أراكان غرب البلاد.
وتشير مصادر دولية إلى أن مثل هذه الممارسات أدت إلى هروب الآلاف من الروهنجيا إلى دول مجاورة، وهو ما عرضهم في كثير من الأحيان إلى غرق المئات منهم نظراً للمراكب الصغيرة المتهالكة التي يبحرون فيها، كما أن عدد آخر تعرض للوقوع في أيدي عصابات تجار البشر المنتشرين على سواحل الدول المجاورة خاصةً في كل من تايلند وماليزيا وغيرها.