وكالة أنباء أراكان ANA : تواصل
لو كان نصرانيا واحدا، فكيف لو كانوا نصارى بالألوف أو الملايين؟
لرأيت العالم من أول لحظة يتداعى من كل زاوية لردع الجاني ومحاسبته .
لو كانوا نصارى لاجتمع “مجلس الأمن” المفصّل على مقاس اليهود والنصارى ليقول كلمته الحاسمة في دقائق ثم تتحرك حاملات الطائرات والأساطيل لحمايتهم، بل لحمايته لو لم يكن إلا واحدا، المهم أن يكون يهوديا أو نصرانيا؟
منذ سنتين وربما أكثر، بل منذ عشرات السنين والمسلمون في أراكان في بورما يذبّحون ويحرّقون ويغرَّقون في البحار، لا لشيء إلا لأنهم مسلمون؟
هذا الأمر ليس بخافٍ على أحد من المسلمين ولا غير المسلمين، لكن لأنهم مسلمون فلا حس ولا خبر ولا مجلس أمن ولا ما يأمنون…
لأنهم مسلمون فلا أهمية تذكر لرجال ونساء وأطفال يذبحون ذبح الشياه، ويحرقون تحريق النفايات التي يجب التخلص منها.!
أفهمُ ألا يتحرك النصراني واليهودي وغيرهم من الملل غير الإسلامية، لكن الذي لا أفهمه ولا يفهمه أي عاقل في هذا العالم ألا تتحرك الدول الإسلامية والشعوب الإسلامية والمنظمات الإسلامية – هذا إذا كانت المنظمات الإسلامية حية ترزق –
قتلُ امرئ في غابة
جريمة لا تغتفرْ
وفتكُ شعب آمنٍ
مسألة فيها نظرْ
النظام البورمي الوحشي منذ ما يزيد عن عامين وهو يقتل المسلمين ويحرقهم ويخرق رؤوسهم “بالدريلات” توفيرا للرصاص والبنزين.
فقط عليك أن تفتح -يا أخي- محرك البحث Google، وتنظر قسم الصور، وتكتب أي عبارة تتحدث عن كارثة المسلمين في بورما، وسترى ما لا يخطر لك على بال من الأهوال التي يعانيها المسلمون العزّل الذين خذلهم العالم كله وفي المقدمة عالمهم الإسلامي.
أفريقا الوسطى وما تقوم به منظمة انتي بلاكا (ضد السواطير) النصرانية منظمة من قتل وتحريق للمسلمين في أفريقا الوسطى، بتدبير وتأييد مطلق من فرنسا – ولدور فرنسا الخطير في مذابح المسلمين في أفريقا الوسطى حديث سيأتي إن شاء الله؟
لو كانوا نصارى، لرأيت الأقلام والمنظمات السياسية والحقوقية في العالم الغربي بل وحتى في العالم الإسلامي تتحرك كالبرق؛ لأن العالم الإسلامي أصبح –ويا للخجل والحزن- لا يتحرك ولا يتحرك مثقفوه وغيرهم إلا إذا أراد الغرب لهم التحرك، بل ودون إبداء هذه الرغبة ، فبمجرد أن يكون الطرف مهضوم الحقوق نصرانيا أو يهوديا فلا بد أن يتحرك العالم، أما إذا كان مسلما فمسألة خاضعة للبحث المستفيض والتحقيق طويل الأمد حتى يكون التحرك على بصيرة؟
أين الكتّاب في العالم الإسلامي الذي يتغنون بحقوق الإنسان؟
أين هم مما يجري لأهل بورما ؟ ولأهل أفريقا الوسطى ؟ وأهل مالي ؟ وفلسطين وسوريا وغيرها من جراح المسلمين:
جراح المسلمين بكل صَوب
وليس لهم معين أو نصير
ولو كان الجريح من النصارى
لسيرت البوارج والنُّسور
إن على كل ذي قلم وبيان ولسان من كاتب وخطيب وعالم واجب عظيم لن يسقط عنه إلا إذا أداه، وهو الحث الدائم والمستمر ليل نهار لنصرة المقهورين المستضعفين الذين استفردت بهم قوى الطغيان والقهر من البوذيين والنصارى واليهود وغيرهم .
بل إن ذلك الواجب لا يسقط عن كل مسلم مهما قل حظه من القدرة على التعبير، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم (ما من امريء مسلم ينصر امرءا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصره, وما من امريء خذل مسلما في موطن ينتهك فيه حرمته إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته) أخرجه المنذري وحسنه وكذا ابن حجر رحمهما الله تعالى.
ولنستحضر دائما قوله تعالى (إنما المؤمنون إخوة)، ولنتذكر الحكمة (أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض).
اللهم فرجك للمسلمين ونصرك يا نصير كل مظلوم ومعين كل مستعين بك ، اللهم فرجك وغوثك وعونك يا أرحم الراحمين.