كان جو الحرب مستمرا دائما بين ملوك أراكان والمغوليين بعد مقتل شاه شجاع –المدعي الخائب للعرش المغولي في الهند، أخو الملك أورنغزيب- ومجزرة رفقائه، وكان البرتغاليون كانوا يعتبرون أصحاب البحار وقد كانوا أقاموا مستوطنات عديدة وجديدة في الجنوب وجنوب شرق آسيا، وكانوا يمارسون أعمال النهب البحرية وتجارة العبيد.
بعد مقتل شاه شجاع ظلما لم يبق الانسجام في العلاقات المتبادلة بين الشعوب المجاورة في أراكان (الروهنجيا المسلم والمغ البوذي) مثل السابق، واستمرت الحروب الداخلية المدمرة بين كلا الفريفين بالإضافة إلى عملية تغيير السلطة التنفيذية فيها، فاستغل الملك البوذي البورمي "بودابايه" هذا الموقف العصيب لأراكان، فهاجم عليها في 1784م واحتل أراضيها.
قد تحقق تاريخيا أن 42 عاما لعهد " بودابايه " كان عهدا مظلما وفتاكا في حق الشعب المسلم الروهنجيا والبوذي المغ على السواء، وكان قام المذكور بشن الغارة على مروهانغ -عاصمة أراكان، ونهبها إثر مجزرة كبيرة مع الوطنيين أيضا، كما قام بهدم المكتبة الملكية والمآثر القديمة والمساجد والمدارس وغيرها ومحوها كلية.
قد قام بودوبيه بهدم كل شيء شك فيه إنه إسلامي أو أنه يتعلق بالمسلمين، وبالإضافة إلى ذلك قام هو بإنشاء معابد البوذيين وزوايا لهم ليحول أراكان الإسلامية إلى دولة بوذية بعد محو ميزاتها الإسلامية، وقد لجأ آلاف من المسلمين والبوذيين الوطنيين إلى جنوب البنغال، إنقاذا للأنفس من الأذى، وكان بودابايه قبض على آلاف الرجال والنساء منهم وذهب بهم كأسرى حرب إلى بورما، حيث استخدمهم في الحروب.