وكالة أنباء أراكان ANA:
ولدت "دوسمدا بيبي" قبل سنة ونيف وأمضت حياتها القصيرة في مخيم لأكثر الأقليات الدينية المضطهدة في العالم.
ومثلها مثل العدد المتزايد من الأطفال المسلمين الروهنجيا الذين يعانون من الجوع، حيث بدأت تظهر عليها أول علامات سوء التغذية الحادة.
معدتها منتفخة وجلدها ملتصق بإحكام على عظام ذراعيها وساقيها الصغيرتين.
وفي حين أن آخرين من سنها يمكنهم الجلوس أو الوقوف، لا يمكن للطفلة أن تتحرك من دون مساعدة والدتها. "
"أنا خائفة من أنها لن تعيش لفترة أطول" هذا ما همست به حميدة بيغوم بينما كانت تحدق في الظلام في عيون ابنتها الغارقة.
وتابعت " بالكاد لدينا أي طعام. في بعض الأيام أحصل على لقيمات قليلة من الأرز لها كي تأكل" .
معدل سوء التغذية لدى الأطفال في ميانمار هو بالفعل من بين أعلى المعدلات في المنطقة، وقد بدا هذا أمرا مألوفاً على نحو متزايد في ولاية أراكان التي تقع في غرب البلاد والتي هي موطن لما يقرب من 1.3 مليون روهنجي مسلم في البلاد.
حُوصر أكثر من140,000 شخص في المخيمات المزدحمة والقذرة منذ أن بدأت العصابات البوذية المتطرفة مطاردتهم في ديارهم قبل عامين، مما أسفر عن مقتل حوالي 280 شخصا، كما احتجز آخرون في قرى معزولة بسبب التمييز المنهجي، مع فرض قيود على حركتهم وعلى محدودية فرص الحصول على الغذاء والمياه النظيفة والتعليم والرعاية الصحية.
حتى قبل اندلاع موجة العنف، أفاد المكتب الإنساني للمجموعة الأوروبية أن أجزاءً من ثاني أفقر ولاية في البلاد لديها معدلات حادة من سوء التغذية بلغت 23 في المئة و هو أعلى من مستوى الطوارئ الذي يبلغ 15 في المئة الذي وضعته منظمة الصحة العالمية.
ومع تخريب الأمطار الموسمية للخيام والأكواخ المصنوعة من الخيزران والبلاستيك داخل مخيمات الروهنجيا، أصبح الوضع أكثر بؤسا وخطراً للأطفال مثل دوسمدا .
يركض الأطفال حفاة القدمين على الممرات الضيقة الموحلة، أو يلعبون في برك من مياه الصرف الصحي، مما يعرضهم للإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه و التي تؤدي إلى الموت.
البعض له شعر أسود مشوب ببقع حمراء أو شقراء، مما يدل على نقص في التغذية التي تُشاهد في الأماكن التي تعاني من المجاعة.
بعد زيارة لمدة 10 أيام إلى المنطقة الشهر الماضي، لخصت يانغي لي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة حول حقوق الإنسان في ميانمار، ما شاهدته، فقالت: "الوضع محزن".
ميانمار هي دولة ذات أغلبية بوذية، وقد خرجت مؤخرا من نصف قرن من الحكم العسكري القمعي والعزلة التي فرضتها على نفسها. وعلى الرغم من القلق الذي تبديه الولايات المتحدة وبريطانيا من الوضع فإنهما وقفتا مع الحكومة .