وكالة أنباء أراكان ANA: ( ترجمة الوكالة)
بقلم: روبن ماكدول
هناك شعور متزايد من اليأس يساهم في نزوح جماعي للروهنجيا المسلمين من غرب بورما، إذ إن عدد الذين فروا بالقوارب منذ اندلاع العنف الطائفي قبل عامين هو الآن حوالي 100,000، وذلك حسب خبير بارز.
قالت مديرة منظمة مشروع أراكان غير الربحية "كريس ليوا" ، إن هناك زيادة ضخمة منذ 15 أكتوبر تشرين الأول بمعدل 900 شخص يوميا يتراكمون داخل سفن البضائع المتوقفة قبالة ولاية أراكان. وهذا ما يقارب من 10000 في أقل من أسبوعين، وهو من أكبر المصائب.
بورما وهي دولة ذات الأغلبية البوذية تتألف من 50 مليون، ولمع صيتها مؤخرا فقط بعد نصف قرن من الحكم العسكري، وفي هذه الدولة حولي 1.3 مليون من الروهنجيا.
في العامين الماضيين، خلفت هجمات من قبل العصابات البوذية مئات القتلى و 140,000 مشرد وضعوا في المخيمات، حيث يعيشون من دون الحصول على الرعاية الصحية المناسبة والتعليم أو وظيفة.
تعتبر ليوا، التي لديها فرق مراقبة لنقاط المغادرة، المرجعية الرائدة في موضوع الفارين من الروهنجيا. ولكن القوارب الآن تبحر من عدة أماكن، حسب ليوا، وأصبح من الصعب على نحو متزايد تتبع عدد الذين يغادرون. وأضافت :"ربما يكون الرقم الحقيقي أعلى."
وقالت إن بعض أسر الروهنجيا تلقت مكالمات هاتفية تعلمهم أن هناك سفنا جاهزة للسفر وهي بدأت بالوصول إلى تايلاند حيث يتم إحضار الركاب إلى مخيمات الغابة، ثم يتعرضون للابتزاز والضرب لحين أن يدفع أقاربهم ما يكفي من المال ليتم الإفراج عنهم. ومن هناك يسافرون عادة إلى ماليزيا أو غيرها من البلدان، ولكن لا ما يزالون عديمي الجنسية، ومستقبلهم قاتم.
في بورما، فإن الغالبية العظمى تعيش في الطرف الشمالي من ولاية أراكان، حيث حملة شرسة من قبل السلطات في الأشهر الأخيرة لتسجيل أفراد الأسر وتصنيفها رسميا باسم "البنغاليين" - مما يعني أنهم مهاجرون غير شرعيين من بنغلاديش المجاورة - وهذا يفاقم حالتهم .
ووفقا للقرويين الذين اتصلت بهم وكالة أسوشيتد برس، فإن بعضهم التزم البقاء في قراهم لأسابيع لرفضهم المشاركة في عملية "التحقق"، في حين أن آخرين تعرضوا للضرب أو الاعتقال.
وقالوا إنه في الآونة الأخيرة، تم اعتقال العشرات من الرجال بتهمة علاقات مزعومة لمنظمة تضامن الروهنجيا المسلحة، أو "RSO" حسب ما قال خين مونغ وين، وهو من سكان بلدة في منغدو، مضيفا أنه تم الإبلاغ عن ضرب العديد أو تعذيبهم أثناء اعتقالهم أو أثناء الاحتجاز.
وقالت ليوا إن ثلاثة رجال ماتوا من جراء ذلك. وتابعت :"فريقنا أصبح أكثر فأكثر اقتناعا بأن هذه الحملة من الاعتقالات التعسفية ا تهدف إلى إرباك المغادرين."
ومن جهته نفى المتحدث باسم ولاية أراكان وين ميانغ أي معرفة بالاعتقالات أو سوء المعاملة. وقال: "لا يوجد شيء هناك. لا توجد اعتقالات لأشخاص يشتبه بانتمائهم إلى RSO"" ولم أسمع أي شيء من هذا القبيل ."
في كل عام، خلال عيد الأضحى الذي يحتفل به المسلمون في جميع أنحاء العالم في وقت مبكر من هذا الشهر، يمثل بداية لنزوح كبير للروهنجيا، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن البحار أكثر هدوءا ولكن أيضا لأنها فرصة لقضاء بعض الوقت مع العائلة و الأصدقاء.
ولكن يبدو أن هناك شعورا متناميا باليأس هذا العام، مع أرقام مزدوجة تقريبا من نفس الفترة لعام 2013.
وقالت ليوا إن عدداً من الروهنجيا أيضا ينتقل برا إلى بنغلاديش ومنها إلى الهند ونيبال.
الأمم المتحدة التي وصفت الروهنجيا بأنهم واحدة من الأقليات الدينية الأكثر اضطهادا في العالم، أكدت في وقت سابق من هذا العام أن الأرقام التي قدمتها ليوا عن نزوح هائل والتي بدأت بعد اندلاع العنف الطائفي في يونيو 2012،هي بشكل رئيسي للروهنجيا.
ومع آخر المغادرين، تقدر ليوا العدد الإجمالي من الروهنجيا الذين يفرون لأكثر من 100,000. ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان الوافدون الجدد قد وصلوا إلى اليابسة أم لا.