أراكان هي إحدى ولايات دولة بورما التي يدين أكثر سكانها بالبوذية ويوجد بها مسلمين ينظر لهم على أنهم أقلية وهي” الأقلية الأكثر اضطهاداً في العالم ” ، دعونا في هذا المقال نتوقف عند النقاط المضيئة في قضية أراكان ، نشكر كل من ساهم وشارك في إيصال صوتهم وتوضيح عداله قضيتهم ، فأراكان لن تكون منسية بعد اليوم – بإذن الله – .
ساهمت مواقع التواصل الإجتماعي كالفيس بوك وتويتر بشكل كبير في تعريف العالم بالمسلمين في أركان تلك الأمة التي عاشت تحت وطأة التعذيب والتشريد أكثر من 70 عامًا، دون أن يعرف عنهم أحد؟! ، فالكثير مناً لم يسمع بهذه الدولة إلاّ من خلال تلك المواقع ، تويتر والفيس استطاع أن يوصل صوتهم للعالم ويعرض قضيتهم العادله ، ويكشف مايتعرضون له من تعذيب وتنكيل ومجازر وحشية .
ومن أفضل الصفحات الداعمة لأركان على الفيس بوك (مظاهرة مليونية نصرة لـ أراكان عبر الفيس بوك) ويقول أدمن الصفحة ” بجميع لغات العالم نعبر هنا عن غضبنا العارم تجاه ما يحصل لإخواننا في أراكاننا الجريحة … عبارات .. لافتات .. تنديد … بنرات .. إنها مظاهرة إلكترونية”.
وهناك أيضاً صفحة (كلنا أراكان ) والتي طالبت الجميع من مستخدمي الفيس بوك بـ “نصرة إخواننا في بورما عن طريق نشر قضيتهم” .
أمّا الشبكات الإخبارية التي تهتم بنشر الأحداث من خلال تقارير وفيديوهات وأخبار عاجلة وتوثيق كل ذلك بالصور والفيديو نذكر منها “شبكة أخبار مسلمي بورما أراكان” على الفيس بوك .
وعلى تويتر تجد هاشتاقات عديدة تحمل همّ أراكان ومنها (#أراكان_المنسية)، و(#أفكار_لنصرة_أراكان) والهاشتاق الأخير قام بطرح خمس وخمسون ( 55 ) فكرة ووسيلة لنصرة مسلمي الروهينجا في أركان بورما ، وهي أفكار جديرة بالاحترام وسهله وواقعية .
ويوجد أيضاً حساب على تويتر هو ” أخبار أراكان – بورما” وهو يهتم بنقل أخبار المسلمين في أراكان الأمر الذي تسبب في غلق الحساب خمس مرات متتالية! وهم مستمرون – أعانهم الله وسدد خطاهم -.
الشيوخ والدعاة لم يتوقفوا يوماً عن تذكير المسلمين بأخوانهم في بورما من خلال محاضراتهم القيمة وخطبهم في المساجد، كما قادوا حملات للتبرع لصالح اراكان ، ومن أبرزهؤلاء الشيوخ” الشيخ محمد العريفي”، و”الشيخ نبيل العوضي ” و”الدكتور سلمان العودة، ” وغيرهم .
وطبعاً لن ننسى الزيارة التاريخية التي قام بها رئيس الوزارء التركي رجب طيب أردوغان إلى بورما ، ولن ننسى صورته زوجته وهي تبكي من هول المأساه التي يعيشها المسلمون هناك ، وتركيا لم تتوقف ، فاليوم .. هي ترسل هيئة الإغاثة التركية التي استطاعت بفضل الله دخول أراكان وبدأت في تقديم المساعدات .
كما نشكر أيضاً القنوات الدينية ونذكر منها على سبيل المثال لاالحصر قناه وصال التي قادت حمله بعنوان ” أراكان تستصرخكم” ، وقناة المجد التي قادت مؤخراً حمله قوية بعنوان ” أركان المنسية ” في العشر الأيام الأولى من شهر ذي الحجة ، الحملة استمرت ثلاثة ايام في أوقات الذروة ، وشملت إنتاج فيلم وثائقي رائع يتحدث عن مأساه المسلمين في أراكان.
وكان من نتائج هذه الحملة الخير الكثير … حيث أعلن في ختامها ومن خلال الشاشة وعلى الهواء عن أربع مبادرات رائعة، أطلقتها أربع جهات رائدة : وهي مبادرة الهيئة العالمية للمساجد لبناء خمسين مسجدا لإخواننا البورميبن مع كفالة دعاة ومبادرة الهيئة العالمية للتنمية البشرية بابتعاث خمسين طالبا بورميا للدراسات العليا في ماليزيا بقيمة خمسة ملايين ريال ، ومبادرة رابطة علماء المسلمين بعقد مؤتمر علماء لنصرتهم، و مبادرة أطباء عبر القارات لخدمات طبية لإخواننا تنطلق بعد الحج
فشكراً لكم من ساهم وشارك في نشر جزء بسيط من المعاناه والمأساه التي يعيشها المسلمون هناك - حفظكم الله ورعاكم من كل شر –.
ولكن يبقى أن نذكركم ياإخواني أن المأساه لم تنتهي ، وأن مظاهر التنكيل بالمسلمين هناك ، ومنعهم من ممارسه الشعائر الدينية كالحج والصلاه مستمرة ، لذا نرفع أكفنا بالدعاء في هذه الأيام المباركه ووصيتي لحجاج بيت الله الحرام أن يكثفوا الدعاء ، ومن يعرف حاجاً فليبلغه الدعاء لمسلمي أراكان – هذه أمانه – .
وفي الختام .. نسأله جل وعلا أن يفرج كربهم ويكشف عنهم الهم والغم فهو وحده القادر على رد كيد الأعداء ، اللهم ارحمهم رحمة تغنيهم بها عن من سواك، ولله المن والفضل وهو المستحق للثناء والشكر .
المصدر : المقال