الكاتب : محمود الفطافطة
من لا يعلم تاريخ مسلمي بورما أقول إنهم هم أصل هذا البلد الآسيوي. هؤلاء كانوا نواة الوطن وعمروه بدمهم وعرقهم ليشكلوا قاعدة أساسية في هذا البلد الفقير بأهله الغني بموارده....هذا الشعب المسلم كان منه على تاريخ القرون المنصرمة زهاء 48 حاكم... هؤلاء نجدهم الآن لا أحد ينظر إليهم بعين المساعدة والرحمة في وقتٍ يتعرضون فيه إلى أبشع سياسية تطهير عرقي تعرفها البشرية في العصر الحديث..
مسلمو بورما يتعرضون الآن إلى مجازرٍ دموية والعالم العربي والإسلامي ومثله العالم الغربي لا يحرك ساكناً.. العرب والمسلمون تائهون في ربيعهم وقضاياهم ومشاكلهم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، والغرب الذي يتشدق بحماية الحقوق والإنسان دون أن نجد ما نلمسه من اهتمام أو مناصرة أو نصرة للمظلومين والمضطهدين والمشردين في العالم ... الغرب يسارع إلى التدخل في هذا البلد أو ذاك نصرة لحماية تمثال أو صرح يرى فيه رمزاً حضارياً أو تاريخياً بينما شعب يُباد ويطرد ويحرق في داخل منازله فليس مهماً أن ينقذ أو يحمى!!.
وصدق الشاعر حينما قال: قتل إمرء في غابة جريمة لا تُغتفر ... وقتل شعب بكامله قضية فيها نظر
هذا الشعب المسلم يصرخ فلا أحدٍ ينجده... يتألم ويقطر دماً والإعلام صامت ومنظمة العالم الإسلامي لا نجد لها صوتاً أو أثراً.. الجامعة العربية هي الأخرى لا نجد لها صوتاً .. الأمم المتحدة ومجلسها " الأمن " متواطئ عن التدخل .. ما يحدث لمسلمي الروهينغا هو تواطؤ أكثر منه عجز.. لماذا لا يضغطون على حكومة بورما العنصرية التي تساهم في إبادة الشعب البورمي المسلم على يد البوذيين؟ إنها حكومة ليس عظمى أو قوية متخمة بالأسلحة الفتاكة .. ولكنه الربح فوق الشعب والسياسة فوق الإنسانية .. إنه التواطؤ بكل ما يقطر منه عاراً وذلاً ...
ما نراه من إبادة لإخواننا في بورما يذكرنا بقول الشاعر الأليم ..
أ تسبى المسلمات بكل ثغر ... وعيش المسلمين إذا يطيب ؟!
أما لله والإسلام حق ... يدافع عنه شبان وشيب
فقل لذوي الكرامة حيث كانوا ... أجيبوا الله ويحكموا أجيبوا
لكم الله يا أهل بورما المسلمين من شياطين بوذا وشياطين العرب والمسلمين والغرب...
المصدر : وكالة معا الإخبارية