[caption align="alignleft" width="300"]بورما: مأساةُ «إنسانٍ».. الإسلامُ دينُه[/caption]
حتى الآن نجحت الحكومة البورمية، في أن تمتص موجة الغضب التي اجتاحت العالم العربي والإسلامي ضد ما تقوم به من انتهاكات للمسلمين هناك، وبعد أن شهدت عواصم الدول مظاهرات ومطالبات بطرد السفراء، تآكل كل شيء، وتناسى الناس أن هناك في بورما مأساة إنسان كل ذنبه أنه يحمل الإسلام في قلبه. الحكومة البورمية، ومن خلال تجنيد عدد لا بأس به من الإعلاميين المزورين والمضللين، عمدت إلى طمس الموضوع، ودعمت ذلك بخطوات عملية؛ من إقامة معسكرات مزيفة للراخين البوذيين، ثم لجنة تقصي حقائق عنصرية التكوين. توصية بمزيد من القتل لم يكن مستغرباً أن تخرج لجنة التحقيق الرسمية التي شكلتها حكومة بورما ذات المرجعية البوذية بنتيجة مفادها: «إن الأمر يتطلب المزيد من الضغط وممارسة العنف ضد المسلمين في آراكان، والعمل على تهجيرهم وإخراجهم من البلاد». حيث تحدثت التقارير الصحفية المنشورة حول هذه اللجنة، بأنها اجتمعت مع موظفين حكوميين فقط في مدينة منغدو، ولم يزوروا مخيمات اللاجئين الروهينجيين، ولم يجتمعوا بهم لسماعهم؛ حيث إنه ومن المعروف أن موظفي الحكومة في بورما 100% بوذيون. ووفقاً لشهود عيان، اجتمعت اللجنة مع عرقية راخين في معابد البوذيين، حسب التوجيهات من إدارة المنطقة، والجهات المعنية، كما أن العضو البارز في اللجنة ذا التأثير الكبير على أعضائها هو «د. أي مونغ»، رئيس حزب التنمية لعرقية راخين (أر إين دي في)، الذي يعتبر أحد أبرز الشخصيات المعادية للمسلمين في بورما، والذي حرض البوذيين وعرقية راخين للهجوم على المسلمين والاعتداء عليهم، وأشعل نار العنف الطائفي بين الطائفتين. وقال أحد زعماء القرية: «نحن متأكدون من أن تقرير اللجنة يكون ضد المسلمين، ويغطي جرائم البوذيين وعرقية راخين، فجعله «ثين سين» كعضو في اللجنة على الرغم أن له دوراً كبيراً في إشعال النار بين الطائفتين، وحرض البوذيين وقوات الأمن للهجوم على المسلمين واعتقالهم». وبالمثل، أصدر «الحزب الوطني الديمقراطي لحقوق الإنسان» (NDPHR) بياناً ضد تشكيل لجنة التحقق في العنف من ولاية آراكان، وجاء في البيان: «إن اللجنة لم تشمل فيها الأعضاء من كلا الجانبين (مسلم وراخين)، ونحن لا نعترف بهذه اللجنة كلجنة متساوية».. وجاء في البيان أيضاً: «تم ضم - في هذه اللجنة - بعض الأشخاص الذين حرضوا على العنف والقتل ضد المسلمين، مثل «د. مونغ أيي»، و«كوكوجي» الذي أعلن سابقاً أن المسلمين هم المهاجرون إلى بورما بطرق غير شرعية، و«زاغانا» الذي أعلن في مقابلة أن الروهينجيا هم الأجانب ودخلاء على بورما». يذكر أن الرئيس البورمي أصدر بياناً رفض فيه الدعوات التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة بشأن تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق، وذلك بعد اعتراضات من جماعات حقوق الإنسان لتشكيل اللجنة التي أقرها «سين»، مشيراً إلى أن الاضطرابات التي شهدتها ميانمار تعتبر شأناً داخلياً. معسكر للتضليل مع استمرار موجة الضغط الدولي على حكومة بورما بغرض فتح مجال أمام البعثات الدولية والمنظمات الإغاثية لتقصي الحقائق، والوقوف على أبعاد المشكلة، عمدت حكومة بورما إلى توفير وسائل للتضليل؛ هدفاً إلى إخفاء الوضع الحقيقي وخداع جميع الفرق الزائرة لتقصي الحقائق، فأقامت مخيمات مزيفة للبوذيين الجبليين في مدينة منغدو في المناطق الريفية، وفي جميع أنحاء مدينة منغدو الجنوبية، مع قيام قوات الأمن البورمي والرهبان البوذيين بتوفير جميع سبل الأمن والمواد الغذائية والطعام والعلاج لهم، حيث قال شهود عيان: إن أناساًً من عرقية راخين يجتمعون في مخيمات مزيفة، ويبقون في هذه المخيمات حتى مغادرة فريق لجنة التحقيق، وبعد ذلك يرجعون إلى بيوتهم في الأرياف وفي الجبال. «الدالاي لاما» يستنكر وفي ظل ما يحدث من مجازر وحوادث تطهير عرقي، ندد الزعيم الروحي للتبت السيد «دالاي لاما» ما يحدث في بورما من عنف، ووصف ما يحدث بأنه انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، معتبراً إياها «مؤسفة للغاية»، وقال: إنه حاول الاتصال بزعيمة «أونغ سان سوكي» والحكومة البورمية حول هذه القضية، وقال «الدالاي لاما»، في رده على سؤال بشأن تقرير انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في بورما، خلال إلقاء الكلمة في المؤتمر الذي عقدته جامعة «ميليا الإسلامية» بنيودلهي حول موضوع «أهمية القيم الأخلاقية واللاعنف» بتاريخ 13 سبتمبر الماضي، قال: «كتبت إلى «أونغ سان سو كي»، واتصلت بها فيما يتعلق بالمسألة، ولكن لم أستلم أي رد منها، وبالمثل من ممثلي في دلهي للتواصل مع السفارة البورمية هنا، ولكن مضت عدة أسابيع، ولكن لم أستلم أي رد منهم»، ويقول «دالاي لاما» بكل أسف وحزن: «ما لي أن أفعل الآن سوى الدعاء».
المصدر/ المجتمع