[caption align="alignleft" width="300"]بنجلاديش في مواجهة الفيضانات[/caption]
حسن شعيب
حتَّى الآن لازالت عمليات التقدير والإحصاء لعدد القتلى والمشرَّدين إثر الفيضانات التي ضربت بنجلاديش في نهاية الأسبوع الماضي في تزايد مستمر, حيث ارتفعت حصيلة الضحايا إلى أكثر من مائة قتيل بسبب هطول الأمطار الغزيرة والانهيارات الأرضية للدرجة التي اضطرت الحكومة لاستدعاء قوات الجيش للمشاركة في أعمال الإنقاذ والإغاثة اللازمة.
من جانبهم أعلن مسئولون أنَّ حصيلة ضحايا الفيضانات التي وقعت في جنوب شرق بنجلاديش قد ارتفع إلى 110 قتلى, حيث قال أحد أبرز مسئولي وزارة إدارة الكوارث والغذاء: "إنَّ عمال الإنقاذ تمكَّنوا من انتشال 110 جثث من أجزاء نائية في المنطقة المتضرّرة", مضيفًا: "إنَّ الوفيات وقعت بسبب الانهيارات الطينية والفيضانات والصعق بالكهرباء والبرق، خلال الأيام الخمسة الأخيرة".
وصرَّح المسئول "أنَّ الحكومة بعثت جنود احتياط من قوات الجيش للمشاركة في أعمال الإغاثة في المناطق الأكثر تضرّرًا في مدن "شيتاجونج" و "بانداربان" و "كوكس بازار" والتي حُوصر فيها الكثير من البنجاليين بسبب الفيضانات"، مشيرًا إلى أنَّ "الجيش يقوم كذلك بتوزيع مواد الإغاثة".
كما أشار حاكم مقاطعة "شيتاجونج"، سراج الحق خان، إلى أنَّ الجيش انتشر في المنطقة الجبلية، للمساعدة في عمليات الإنقاذ، معربًا عن خشيته من احتمال ارتفاع حصيلة القتلى أكثر", مضيفًا أنَّ عدد القتلى في مقاطعته قد تزيد عن 25 قتيلاً بسبب الانهيارات الطينية والفيضانات على مشارف منطقة شيتاجونج.
بسبب غزارة هطول الأمطار كانت عمليات الإغاثة تتأجّل لبعض الوقت, حسب ما قاله قائد شرطة منطقة بندر بان المجاورة لـ"شيتاجونج", والذي أضاف قائلاً: "لقد فقدت إحدى الأسر 12 شخصًا من أفرادها", كما علّقت رحلات الطيران في مطار شيتاجونج الدولي, فضلاً عن تعطل المواصلات عبر السكك الحديدية بين شيتاجونج وسائر المدن، بعد انهيار جسر تحت وطأة الفيضانات.
إلى جانب ذلك فقد وصلت أعداد الذين شُرّدوا بسبب هذه الفيضانات إلى حوالي 250 ألف شخص والذين قد تقطعت بهم السبل جراء المياه الغزيرة والانهيارات الطينية, بعد أن دُمرت مئات المنازل, ووفقًا لوزير الزراعة البنجالِي فإنَّ حوالي 850 ألف شخص و70 ألف هكتار من الأراضي الزراعية قد تأثروا بالفيضانات, كما انقطعت الطرق والمواصلات.
وعلى الصعيد الدولي, قال مسئول كبير بالأمم المتحدة: "إنَّ منسقة الشئون الإنسانية في الأمم المتحدة تستعد لدعم بنجلاديش بعد هذه الفيضانات والأمطار الغزيرة التي ضربت البلاد, حيث قال مارتن نيسركي: "إنَّ الشئون الإنسانية في الأمم المتحدة تقف على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة للسلطات وقت الحاجة".
جدير بالإشارة إلى أنَّ الحكومة البنجالية تعمل جاهدة إلى اتخاذ خطوات هامة لمكافحة كارثة الفيضانات الحالية وترحّب بالمساعدات من داخل البلاد وخارجها, حيث أصدرت تعليمات لإدارة الغذاء والكوارث، ووزارات الزراعة والصحة والمواصلات وغيرها من الوزارات المعنية, والإدارات بتوفير مواد إغاثة وإعادة تأهيل لضحايا الفيضانات ومنع اندلاع الأمراض، وكذا القيام بأنشطة تتعلق بالصحة.
من أجل ذلك تشكلت فرق طبية لتقديم خدمات طبية لمن يعانون في النواحي التي ضربتها الفيضانات حيث انتشرت أمرض تسببها المياه مثل الإسهال والكوليرا والأمراض الجلدية بسرعة، ويتمّ نقل مئات المرضى إلى المستشفيات يوميًا, كما أقيم صندوق للإغاثة والرعاية الاجتماعية يرأسه رئيس الوزراء المؤقت من أجل ضحايا الفيضانات في البلاد وتَمَّ تشجيع جميع المواطنين والمنظمات على التبرع للصندوق.
يشار إلى أنَّ المسلمين في بورما, والذين يعانون من إبادة جماعية, كانوا قد بدأوا عملية فرار جماعي إلى دولة بنجلاديش المجاورة عبر السفن، إلا أنَّ السلطات البنغالية ردت بعضهم إلى بورما، بعد أن وصل عدد اللاجئين فيها حوالي 300 ألف ينتمون إلى قومية الروهينجيا المسلمة.
المصدر: البشير