بقلم : فايز بن عبدالله الشهري
وكالة أنباء أراكان ANA | خاص
الروهنغيا شعب مضطهد منذ أن حل الاستعمار البريطاني في القارة الهندية.
ومن العجيب أن هذا الشعب وحده هو الذي يتحمل كل أنواع العذاب من بقية القوميات وأصحاب الديانات في تلك البقعة من الأرض، والسبب أنهم يقولون: لا إله إلا الله محمد رسول الله، مع صمت وتجاهل من كل الأمم التي تنادي صباحاً ومساءً بالحرية والعدالة ونبذ العنصرية والظلم وإعطاء كل إنسان حقوقه التي يكفلها له القانون الدولي الأممي وكل الشرائع الدينية السماوية ويقرها، ويعترف بها كل ذي عقل ولب من البشر.
وهنا تكمن الكارثة حيث إن القول يخالف العمل، فالنداء بالرحمة معناه الظلم، وإعطاء الحق والحرية أي سلب الممتلكات والقتل والتشريد، والمساواة عندهم بين الناس هي العنصرية والإبادة بكل أنواعها.
هذه القوانين البشرية القاصرة الظالمة تؤكد أن شريعة الغابة ليست قاصرة على الحيوانات؛ بل هي عند البشر أشد وأكثر تطرقاً وفتكاً مما لدى الحيوان، فعند الحيوان لا يقتل الحيوان إلا من أجل الجوع، وعند الإنسان القتل بسبب اللون والجنس والتملك والدين وإشباع غريزة الطغيان والظلم في النفس البشرية الفاسدة.
وهنا نقف ونتساءل: ما دور الأمم المتحدة والشعوب المتحضرة وأرباب المنابر الذين ينادون بحقوق الإنسان ونبذ العنصرية والظلم مما يرون ويشاهدون بشكل يدعونا إلى العجب؛ ولكن فجأة يزول العجب عند معرفة السبب أن القصد هم فقط وليس غيرهم.
والمنطق يقول القوة هي من يحقق ويقيم كل ذلك من قوانين وشعارات في ظاهرها أنها للكل وفي باطنها أنها فصلت لهم، فتباً لهم ولقوانينهم؛ ولكن الذي يعزي النفس ويطمئنها هو الثقة بالله وبعدله.
وعلى الظالمين تدور الدوائر. قال تعالى: ( لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد * متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد ). وقال تعالى: ( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ).
والحمد لله رب العالمين