[caption align="alignleft" width="300"]الروهنجيا..... ومصيرهم المجهول ؟[/caption]
الروهنجيا..... ومصيرهم المجهول ؟
بقلم: أبو عمر محمد إلياس
كاتب وناشط إعلامي وأكاديمي
المسلمون في أراكان هم الروهنجيا، أراكان كانت دولة مستقلة حكم عليها المسلمون أكثر من ثلاثة قرون ونصف, لكن مع الأسف اليوم اعتدى عليهم البوذيون المتطرفون الأرهابيون، يقتلونهم ويشردونهم ويعذبونهم شتى التعذيبات بمساندة الحكومة الراهنة لبورما, جرت على المسلمين المذابح تلو المذابح منذ 1942م ثم الهجرات الجماعية المتتالية إلى الدول المجاورة خاصة إلى بنغلاديش، حتى أصبح حاليا أكثر من نصف مسلمي أراكان يعيشون في المهاجر عيشة المعاناة,
وحسب وصف هيئة الأمم المتحدة : إن الروهنجيا أكثر الأقليات اضطهادا في العالم، منذ يونيو 2012م العام الماضي بدأت حملات البوذيون عليهم من قتل وحرق البيوت وتدمير القرى ومستوطنات المسلمين وغارات ونهب ممتلكات واغتصاب جماعي على بناتهم ونسائهم وتهجيرهم القسري، تحقيقا لنواياهم الشريرة الشنيعة من الإبادة العرقية للمسلمين من أرض أراكان التي هي أرضهم ووطنهم ومسقط رأسهم وتحقيقا لهواهم تأسيس دولة ركاين الكبرى والذي يدل عليه ما يحدث حاليا استيطان البوذيين البنغالين الجبليين على أراضي المسلمين بعد إخلائهم منها، وتدفقت استنكارات وتنديدات من الهيئات الأممية والمنظمات الحقوقية والدولية وتحرك المجتمعان الإسلامي والدولي بتحريك القضية من قبل منظمة التعاون الإسلامي حيث احتلت هذه القضية في أهم محاورها في مؤتمراتها من مؤتمر القمة ومؤتمرات الوزراء وظلت من إحدى أهم القضايا لها.
استمر بروفيسور دكتور وقار الدين مدير عام اتحاد الروهنجيا أراكان في جولاته وصولاته السياسية خلال زياراته العديدة للدول وحضوره في عديد من المؤتمرات الدولية المعنية للقضايا الإنسانية كما تمكن بلقاءات بمسئولين رفيعي المستوي على المستوى الدولي بعرض القضية عن أبعادها وحقائقها.
تدهور مستمر
مع الأسف الشديد أن الروهنجيا معظمهم حاليا تحت المخيمات المؤقتة شبه عراء والتي لا تحميهم من المطر ولا من الشتاء ولا من حر الشمس, والذين في بيوتهم هم يعيشون محصورين غير مسموح لهم التنقل حتى شراء الحوائج الضرورية لسد الرمق, والمساجد والمدارس والكتاتيب مغلقة, يعيشون جوعى, وكذا تعرض عدد كبير للاعتقالات التعسفية وظلوا ضحايا التعذيب الشنيع في السجن (منهم من قضى نحبهم ومنهم من ينتظر) والمخيمات وصفها مبعوث الأمم المتحدة أن اللاجئين يحسبونها السجن كما أبدى من قلقه الشديد تجاه معاناتهم خاصة في موسم المطر إن الرجال من الروهنجيا يبيتون في الغابات والجبال خوفا من حملات البوذيين والبوذيون يشنون الغارات في بيوت المسلمين ليلا ويغتصبون نساء وبنات المسلمين حتى بشكل جماعي والعياذ بالله.
البوذيون يهددون المسلمين بأنه عليهم إخلاء المنطقة قبل مجي مهرجان ترشح المياه البوذي السنوي وإلا ستعم المذأبح أشنع من السابق حتى يتم القضاء على المسلمين عدد كبير حاليا يهاجر عبر القوارب الخشبية قاصدين إلى ماليزيا حتى لقي منهم حوالى أكثر (500) حتفهم في متن القوارب ويقولون أنه خير لهم الموت مغرقين في البحر من تعرضهم لعذاب البوذيين.
جهود قولية..؟!
حتى اليوم لم يظهر أي جهود مثمرة لحمايتهم وإنقاذهم من مثل هذه الويلات والمصائب وهناك مطالبات من هيئة الأمم المتحدة إرسال قوات الأمن الدولي إلى إراكان لحماية المظلومين الروهنجيا لكنها دون جدوى, وتتصاعد يوما فيوما أعمال العنف على المسلمين من قبل البوذيين المتطرفين,اعتقالات, تهجير قسري، حصار قرى المسلمين, تقييد التنقلات للمسلمين مطلقا, نهب ممتلكات المسلمين, اغتصاب جماعي لبنات ونساء المسلمين وغيرها كل هذه الأعمال مستمرة.
وترحيل اللاجئين وترجيعهم القسري أيضا من سوء حظ هؤلاء المظلومين, يتم ترجيعهم القسري بدون أي مبالاة بالقوانين والمواثيق الدولية تجاه طالبي اللجوء إلى الدول المجاورة لإنقاذ حياتهم من المظالم والوحشية البربرية, وبالتالي يعرضون أنفسهم في المخاطر عبر البحر إلى بلاد ما تقبل لجوءهم.
قال بعض المحللين للأوضاع الدولية إن من أهم أسباب تعرض الروهنجيا للظلم والاضطهاد لجعلهم الحكومة عديمي الجنسية بقانون مزعوم عام 1982م وكذا بعدم اعترافها بالعرقية الروهنجيا من العرقيات الأصلية في بورما.
ولكن .. أما كان هؤلاء الروهنجيا مشاركين في حكومة بورما تحت النظام الفيدرالي قبل استيلاء العسكريين عليها، حيث كان المسلمون قد تولوا خمسة مناصب وزارية من مجموعة(12 )المناصب الوزارية إبان حكومة «أونو» قبل عام 1962م كذا تولوا أهم المناصب الحكومية؟!
وهل كانوا تولوا هذه المناصب بكونهم أجانب ودخلاء في بورما كما تزعم حكومة «تين شين» حاليا؟!
بل يجب على بورما أن تستحي نظرا إلى أوضاع البوذيين في بنغلاديش, أليسوا هم أقلية فيها فهم يحظون فيها بجميع الحقوق بالدرجة الأولى مساهمين في تطوير الوطن حتى سفير بنغلاديش لدى بورما واحد من البوذيين وكذا هم يتولون أعلى المناصب حسب مؤهلاتهم بل هم الأفضل في استحقاق مقاعد الوظائف الحكومية .
وكذا كان مفروضا على حكومة بورما أن تتفكر فيما يحظى الأقليات بالحقوق في الهند المجاورة التي تشمل الشعوب والأقليات المتعددة .
فعلى المجتمع الدولي والإسلامي اتخاذ التدابير اللازمة لإنقاذ هؤلاء الروهنجيا وحمايتهم بجدية وإلا أن البوذيين سوف لا يرجعون عن نواياهم الشريرة من قتل المسلمين الروهنجيا وإبادتهم عرقيا حيث أن المؤشرات حاليا تنبئ عن ذلك واضحا.
ونسأل الله العظيم أن يحفظهم وأن يحفظ الإسلام والمسلمين في أراكان وأن يؤيدهم بنصره وأن يخذل البوذيين الكافرين الحاقدين على الإسلام والمسلمين, آمين, يا رب العالمين.