بقلم: فهد بن عبدالله الغانم
وكالة أنباء أراكان ANA | الخليج
إنها مأساة الروهنغيا في "الأرض الذهبية" ولكنها بالنسبة لهم لم تعد ذهبية كما كانت فهم يواجهون فوق هذه الأرض كل شيء لا يمت بحقوق الإنسان بصلة ؟!! لأنهم أقلية مسلمة.
فرار هذه الأقلية من أرضهم إلى بنغلاديش كملاذ آمن سوف يلقي بالعنف الذي واجهوه ورأوه بأعينهم وأسرهم وأطفالهم الصغار خلف ظهورهم ليودعوا مظاهر مؤلمة أخذت معهم وقتاً طويلاً فالقتل الجماعي والاغتصاب تحت تهديد السلاح وقتل الأطفال بدم بارد وحرق المنازل والمدارس والمساجد أصبحت مشاهد مألوفة في ميانمار؟!!.
لقد باتت انتهاكات حكومة ميانمار وأفراد الشرطة مصدر قلق لجميع المنظمات الدولية، وزاد من هذه الانتهاكات ممارسة كراهية لا تطاق أبداً ضدهم مع رجال العسكر البوذيين. ولقد وصل عدد الروهنغيين الفارين من الصراع الدامي في ولاية أراكان يقدر عددهم بالآلاف. ورغم نفي حكومة ميانمار المتكرر لجرائم الوحشية المرتكبة ضد الروهنغيين إلا أنها تخفي الكثير من التفاصيل عن هذا الملف الحساس. فليس هناك ما يسمى "اشتباكات" أو "عنف" أو "عنف مضاد" بين طرفين غير متكافئين فهناك اضطهاد وتنكر لحقوق هؤلاء المسلمين. وتكشف صور الأقمار الاصطناعية جزء من فضائح خطيرة يرتكبها الجيش الميانماري باستمرار.
نكبة الروهنغيا المسلمين في بلد ذو غالبية بوذية لا تزال متواصلة خصوصاً في إقليم "أراكان" غرب ميانمار فليس هناك صحة ولا تعليم والفقر والجوع هما سيدا الموقف هناك. ورغم كل ما يحدث لهذه الأقلية الدينية الأكثر اضطهاداً في العالم في وقت أصبحت فيه لعنة الرهبان والمعابد تطاردهم، لكنهم ليسوا في طي النسيان وقضيتهم حاضرة ويدفعهم الأمل أو بصيص منه لعدة أمور منها:-
أن الضغط الدولي المستمر على الحكومة الميانمارية سياسياً وفضح أكاذيبها إعلامياً كفيل بتغيير المعادلة على الأرض وحماية هذه الأقلية وردع التجاوزات التي تمارس ضدها.
كشف المجتمع الدولي وخصوصاً المسلم بعض الأيدي الخفية التي تشارك عبر ضخ الأسلحة للحكومة البوذية في تأجيج العنف وارتكاب المزيد من المآسي ضد مسلمي ميانمار.
إن حماية مسلمي الروهنغيا في ميانمار وإغاثتهم يتحملها بالتأكيد المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان ودول العالم الإسلامي كافة.