[caption align="alignleft" width="300"]المسلمون في بورما...د.حلمى محمد القاعود[/caption]
انتفضت الولايات المتحدة من أجل ممثل هزلي حققت النيابة معه بسبب بلاغات قدمها بعض المواطنين ضده, ورأوا أنه يسخر من دينهم ويهزأ به.
ولكنها لم تنتفض من أجل آلاف المسلمين الذين يتم ذبحهم في بورما( ميانيمار).
وخاض السيد ديفيد كاميرون في الأوحال والمياه لينقذ نعجة من الغرق, ولكنه لم يتفوه بكلمة اعتراضا علي تهجير عشرات الآلاف من المسلمين البورميين من منطقة أراكان موضع إقامتهم إلي الدول التي تردهم علي أعقابهم فيقضون في البحر أو يتعرضون للقتل علي أيدي حراس الحدود!
الغرب يمارس إنسانيته مع النخب الموالية له والحيوانات, ولكنه لا يجربها مع المسلمين, فالمسلمون لا قيمة لهم ولا ثمن, يموتون بالجملة والقطاعي لا يهم. ولكن الذي يعنيهم هو إطلاق قذيفة صغيرة علي غزاة غاصبين في فلسطين المحتلة, أو كاتب إباحي يسب الإسلام, أو ممثل هزلي يسخر منه.
قبل أيام توفي ثلاثة عشر طالبا مسلما في حريق اندلع في مجمع للتعليم الديني, يدرس فيه خمسة وسبعون طالبا, بالعاصمة البورمية, يانغون. وادعي مسئولون في بورما أن الحريق نجم عن تماس كهربائي في المجمع الديني, المكون من مدرسة ومسجد ومبني لسكن الطلاب, لكن مسلمين أكدوا أن البوذيين هم من أشعل الحريق.
وذكر المسئولون أن الطلبة في الطابق الأرضي تمكنوا من الفرار من الحريق, فيما قفز ثلاثة طلاب من أصل ستة عشر, يقيمون في الطابق العلوي, من النوافذ فنجوا بأرواحهم, أما البقية, الذين توجهوا إلي الدرج فقضوا حرقا.
اتهم المسلمون في المنطقة البوذيين بإضرام النيران في المجمع الديني, وتجمعوا أمامه احتجاجا, مما استدعي تدخل قوات الأمن البورمية واتخاذها تدابير أمنية مشددة. وقال أحد أعضاء منظمة الشباب المسلمين, ويدعي زاو مين هتون, إنهم لم يعثروا علي أسلاك كهربائية محترقة, وإن علبة القواطع الكهربائية كانت سليمة. وأوضح أن المجمع حرق بفعل فاعل, وأن الأطفال الأبرياء قتلوا في الحريق, داعيا المسئولين إلي الكشف بأسرع وقت عن ملابسات الحادث.
المفارقة أن الدول الإسلامية تتبع الغرب في الصمت علي جرائم حكومة بورما ضد المسلمين, ولا تتحرك إنسانيتها إلا في المناسبات التي أشرت إليها في بداية السطور!