بقلم: فيصل خالد الغريب
وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
انجر عدد من العامة و الغوغاء خلف رسائل تكذيب للقضية الروهنغية وما يلفها غطاء دموي ، وجرى تفنيد وتكذيب العديد من الصور و الفيديوهات المنتشرة عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي، وحتى لا نخوض في التفاصيل، علينا أن ندرك بأن الهدم أيسر وأسرع من البناء .
خلال السنوات القليلة الماضية، نشط الروهنغيون إعلامياً بشكل ملحوظ، ما أصاب الاحتلال الميانماري البوذي يفقد أعصابه، حيث إن سادة مملكة أراكان المسلمين المضطهدين، وجدوا صوتاً لهم في الخارج، ومع تسارع الأحداث، وصلت القضية للتدويل العالمي وبلغت أروقة الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان وكان حريا بحكومة الاحتلال أن تتصرف، وتبدأ في شن هجوم إعلامي تجاه المجتمعات الداعمة للقضية، وبدأت الحرب النفسية و الاجتماعية نحو الخارج، وهذا سلوك طبيعي من قبل المحتل، ولكنه ليس بطبيعي أن تقوم به أنت بهذا الدور أيضاً. !
عدد من العوام وغير المطلعين وغير المختصين، أخذوا في تداول مواد إعلامية منسوبة للقضية مليئة بالأغاليط والفبركات المعتادة في جميع القضايا الساخنة دون استثناء، وضربوا بها القضية الأصلية، حتى أنهم أنكروا القضية جملة وتفصيلاً في غياب واضح للقدرة العقلية على التمييز وإدراك المعطيات على مدى أكثر من 70 عاماً من المجازر، وتطور الأمر لتقود الغوغائية حملة عنصرية ضد المستضعفين في مملكة أراكان الإسلامية المحتلة، وأولئك الذين يعيشون خارجها، وحتى من تبنى الدفاع عن القضية لحماية النساء و الأطفال و العجزة و الآمنين العزّل .
إن لانخفاض المستوى المعرفي وضعف الإيمان وقلة المدركات العقلية دوره في تبني حملة التكذيب والتمييز العنصري تجاه الأقلية الروهنغية ( البرماوية ) هنا أو هناك والتي أتوقع أن تزداد وتتنوع وتتطور، والتي تصطدم بواقع مثبت في تقارير تقص حقائق دولية مستقلة، وتغطية من كبريات وكالات الأنباء العالمية، وتذكر قوله ﷺ ( إنما المؤمنون إخوة ) وعليك أن لا تنسلخ عن قيمك تجاه إخوتك، وأن تستخدم قدراتك العقلية بشكل فعال، إذ لا يكفي أن تفكر؛ بل كيف تفكر؟، وكن حريصاً على القيام بدور إيجابي في تصحيح الأخطاء لا اختلاقها .
في حال وجود خلط ما بين صور وأحداث دامية كثيرة حول العالم ، فإن الفيصل في خطوة ذكية وحيدة ، ألا وهي أخذ الأنباء من مصادرها ( وكالة أنباء أراكان ANA ) وعلى المصدر أن يؤكد أو ينفي وهذا أبسط ما يمكن القيام به للتحقق من وثائق الإبادة الجماعية التي تقوم بها قوات الاحتلال الميانمارية والعُبّاد البوذيون تجاه المسلمين العُزّل في أراكان أو مقاوتهم على حد سواء ، و إن شئت في مزيد توسع فسيكون من السهل عليك قراءة صفحات من تاريخ مملكة أراكان لفهم أبعاد القضية التاريخية وتقييم الموقف الحالي وفق معطيات موثوقة ، وبعد هذا كن حريصاً على أن لا تلقى الله تعالى وقد شاركت في دم إنسان بأي شكل من الأشكال ، فكيف إن كان أخوك المسلم .. أعِد سلاحك ( قلمك ) إلى غمده و اتق الله .. فإن لم تنفع ، فلا تضر.