بقلم: د. رضوى عبداللطيف
وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
القتل والذبح والحرق والاغتصاب والتنكيل بالجثث والتهجير القسري هي الحقوق التي يحظي بها مسلمو الروهنغيا من حكومة ميانمار التي كانت في الماضي تقتلهم لأنهم في نظرها ليسوا مواطنين واليوم تقتلهم بدعوي أنهم إرهابيون تماشيا مع موجة تعريف الإرهاب العالمية التي تحكمها المصالح.
»حملات التطهير» هو اسم الحملة البربرية التي قادها جيش ميانمار غرب العاصمة ميانمار والتي أحرق من خلالها أكثر من 10 مناطق يسكنها مسلمو الروهنغيا وقتل قرابة 3 آلاف مسلم في 3 أيام. بينما هرب أكثر من 125 ألف شخص متجهين إلى بنغلاديش هربا من جيش ميانمار والجماعات البوذية المتطرفة.
ولسنا هنا بصدد الحديث عن الماضي والتاريخ المشين الذي هو عار علي البشرية بأكملها أن يقتل هؤلاء الأبرياء بدم بارد طوال السبعين عاما الماضية دون أن يحرك العالم ساكنا أو حتي يشجب ويدين هذه الجرائم ضد الإنسانية فقط لأن الضحية هم من المسلمين.
ولكننا سنتحدث عن بطلة من ورق ظلت تكافح لسنوات من أجل الديمقراطية حتى منحها العالم جائزة نوبل للسلام عام 1991 بعد أن ظلت قيد الإقامة الجبرية في منزلها لأنها تزعمت المعارضة ضد النظام العسكري في ميانمار. ومنحت نوبل لدعمها النضال الوطني والمقاومة بلا عنف حيث أرادت أن تنتهج بلدها مسارا ديمقراطيا يحترم آراء الآخرين ويحافظ علي حقوق الجميع.
هكذا قدمت أون سان سو تشي رئيسة وزراء ميانمار نفسها للعالم عندما كانت ببساطة إنسانة. واليوم سقط عنها قناع المبادئ والبراءة وتحولت لوحش ينهش أجساد الأبرياء بعد أن أصبحت مسؤولة عن كل ما يحدث من مجازر في حق مسلمي الروهنغيا.
ولم تتوقف عند حدود القتل والذبح والحرق بل أعطت لنفسها ومن حولها المبرر عندما وصفت مسلمي الروهنغيا بالإرهابيين؛ لذا لم يكن غريبا أن ترفض دخول لجان التحقيق التابعة للأمم المتحدة للتحقيق في الجرائم ضد الروهنغيا بل اتهمت اعضاء المنظمات الإغاثية بمعاونة الإرهابيين.
وليس غريبا أن يرفض الجاني والمجرم دخول الصحفيين ووكالات الأنباء لموقع الجريمة كي ينقلوا للعالم ما يتعرض له مسلمو الروهنغيا من جرائم. ومن أحقر ما فعلت وهي امرأة أنها اتهمت النساء الروهنغيات بتلفيق قصص تعرضهن للاغتصاب؛ فكيف ينتظر العالم من تلك المرأة أية حلول وهي جزء من المشكلة؟
وعلى بعد كيلومترات قليلة من أرض أراكان المنكوبة ستظهر حدود بنغلاديش الدولة الإسلامية التي أصبحت تستضيف نصف مليون لاجئ من الروهنغيا الذين فروا من جحيم البوذيين ليواجهوا جحيما من نوع آخر بعد أن اكتظت مخيمات الحدود بالروهنغيين ولم تعد تستوعب المزيد.
وتعجز المساعدات الإنسانية عن تلبية احتياجات شعب المخيمات الذي تناساه العالم لعقود.
وكما تختبر الأزمات الإنسانية مبادئ وقيم الحكام والمسؤولين خرجت الشيخة حسينة »المسلمة» وتبنت خطاب أونغ سان قائلة بأنها »لن تسمح لأي أحد باستخدام تراب بنغلاديش لشن هجمات إرهابية علي أي من دول الجوار».
ومع بداية توافد اللاجئين المفزوعين من هول الجرائم التي شاهدوها أمرت بإغلاق الحدود ولم تكن تلك المرة الأولى.. فكم ابتلع البحر جثثا للروهنغيا الذين فروا من الجحيم.
وبلغة الأرقام رصدت مجالس قرى أراكان الانتهاكات التي وقعت في ولاية أراكان منذ تاريخ الـ 25 من اغسطس وجاء فيها أن جيش ميانمار هاجم 17 منطقة منها 230 قرية وأحرق 25451 منزلا و339 مسجدا وهدم 1542 منزلا، وبلغ عدد الشهداء 7354 شهيدا و6541 مصابا وعدد النساء المغتصبات 941 سيدة.
وتتزايد الأعداد يوميا رغم الإدانات الدولية علي المستوي الرسمي والشعبي، واتخذت حكومة ميانمار من مقاومة الروهنغيا ذريعة للمزيد من القتل والإبادة العرقية لأكثر الأقليات اضطهادا في العالم.
من جانب آخر أدانت منظمات حقوقية الدور الإسرائيلي في مذابح المسلمين في ميانمار وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن إسرائيل تتعاون عسكريا مع جيش ميانمار منذ سنوات طويلة ولا زالت تسلح وتدرب جيش ميانمار لقتل مسلمي الروهنغيا.