بقلم: رنا الشهري
وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
من يتحدّون منطق تفكير الجماعة ويروون الحقائق لا يقبلون لمثل هذا الادعاء أن يستقر في الأذهان، الادعاء عبر مصادر عربية في وسائل التواصل بأن الولايات المتحدة تقف خلف أزمة أقلية الروهنغيا، وبكون حكومة ميانمار في ميانمار متآمرة مع أمريكا التي ترغب في تحجيم التقدم الاقتصادي في الهند والصين من خلالهم، ولذا فهي تستعملهم بطريقتها وتوجيهاتها في تلك المنافسة.
تضخ تلك المصادر أيضاً تفاصيل محدّثة بشكل مستمر دون أن تطلع الناس على كيفية التوصل لتلك الاستنتاجات المغذية للفكرة المؤامراتية حتى يفقد الناس فضول التتبع ويستسلمون للغموض الذي يصعب عليهم إدراكه، كلما كان غامضاً كان أكثر جاذبية للاطمئنان إليه، وكأن المقصود أن لا يستوعب أحد «عمق» هذا الجدل، لكن من الضروري أن يتبنوا خلاصاته التي تُلبس الولايات المتحدة عثرات النظام، وهي تحديثات من اليسير أن تقرأ في عمقها تبرئة للحكومة البورمية ومستشارتها من جناية التفرقة العنصرية والانتهاكات الحقوقية بين مواطنيها، والزعم بأن ثمة محركات خارجية للأزمة لا يد لهم فيها، وبكونها حكومة تحافظ على مصالح الجميع لولا الطمع الأمريكي.
هذه ليست ثيمة جديدة، تبرئة سقطات الأنظمة من خلال استدراج سيرة طموحات دول أكبر، وفي حين يكون هذا صحيحاً في بعض الأحداث، لكن هذا لا يعني ديمومة جعله سبباً في كل حالة وعرَض، وحتى عندما يفترض أن توجه الانتقادات والعقوبات لحكومة تصادر حق المواطنة من بعض الأقليات، وترفض حصولهم على الجنسية وعلى حق الصحة والتعليم، وحرمانهم من التملك، وتحديد نسلهم قسراً رغم كونه ليس قانوناً يسري في البلاد بأكملها، حتى على الرغم من ذلك يمكن بالنسبة لهؤلاء المؤمنين بتلك المصادر التغاضي عن هذا كله، ويظل تفسير أطماع الدول الكبرى قابلاً لتصديقهم أكثر.