بقلم: فيصل محمد بن سبت
وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
هكذا كانت ردة فعل الدول الغربية لما يتعرض له شعب الروهنغيا المسلم على يد الجماعات الإرهابية وقوات الجيش الميانماري في ميانمار أو ميانمار من عمليات قتل وتشريد وحرق للمنازل وطمس كامل لهويتهم. عمليات القتل والاضطهاد ضد شعب الروهنغيا قائمة منذ سنين، إلا أن القرار هذه المرة كان بإبادتهم «أو كما قال الأمين العام للأمم المتحدة بأنها عمليات تطهير عرقي» على مرأى ومسمع من دول العالم التي ما زالت تراقب الوضع.
ما يحدث ليل نهار أمر غير مهم بالنسبة للعالم الغربي الذي يتغنى بالحرية والعدالة وحقوق الإنسان واحترام الديانات، لأن من يتم قتلهم وحرق مساكنهم وتشريدهم هم من المسلمين فقط، وكل ما تتغنى به الدول الغربية من مبادئ وأخلاقيات لا ينطبق عليهم ولا يستحقون سوى المراقبة لأوضاعهم حتى نهايتهم.
الدول الغربية هي السبب الأول والمحرك الأساسي وراء كل ذلك، وإن لم تقم بتلك العمليات أو تمويلها. الدول الغربية هي أول من يشجب تلك الأعمال الإرهابية التي تحدث عندهم في كل وسيلة إعلامية متاحة لهم ليل نهار ويتسابقون بينهم لإلصاق التهم على الإسلام والمسلمين وتشويه صورهم أمام العالم، ولكن عندما تنعكس الأمور ويكون المسلمون هم الضحايا وهم من يتم قتلهم وتشريدهم وهدم وحرق منازلهم كما يحدث لشعب الروهنغيا الآن ومنذ سنين طويلة للشعب الفلسطيني، فإن الدول الغربية تقف متفرجة، بل ومؤيدة لها ضمنياً في كثير من الأحيان، ولا تتدخل هذه الدول إلا بعد أن تتم إبادة المسلمين وتشريد من تبقى منهم من ديارهم. ثم يتساءلون: كيف تتمكن داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية من تجنيد الشباب؟!
في يوم 17 ديسمبر 2010 قام المواطن التونسي محمد البوعزيزي بإضرام النار بنفسه احتجاجاً على الشرطية التي قيل إنها صفعته أمام الناس، وكان ذلك سبباً في الثورة التي أطاحت بالرئيس التونسي، لكن بعد شهرين من الحادثة برأت المحكمة الشرطية من التهمة واكتشف العالم أسباب حرق البوعزيزي لنفسه. قبل أيام أقدم شخص «بدون» على حرق نفسه لأسباب لا يعلمها إلا الله، فكان ذلك مدخلاً لكل صاحب أجندة خبيثة ولكل من همته نفسه وفضلها على مصلحة البلاد وأهلها للهجوم على العم صالح الفضالة، الذي كان شاغله الوحيد حب هذا البلد وحرصه على أمنه وأمن أهله. فلله درك يا أبا يوسف ولك منا كل الحب والتقدير.