بقلم: محمد منهاج الدين
وكالة أنباء أراكان ANA | خاص
آلاف من الروهنغيا كانوا يعيشون في شمال مدينة منغدو التي تناهز مساحتها 40 كم، ولكن بيوت كل قرية من قراها أحرقت ودمّرتْ منازلها، بأيدي جيش ميانمار العسكرية الغاشمة.
ووُجد في تقرير وكالة رويترز للأنباء : أن الكلاب الجائعة تأكل الماعز الصغيرة في تلك الأماكن التي كانت فيها الجالية المسلمة الأكثرية قبل أيام قلائل، وقد كانت فيها المساجد والأسواق والمدارس تدج بخطوات مسلمي الروهنغيا في الزمن الماضي القريب، ولكن الآن ساد فيها جوّ لا يسمع فيه إلا الصمت الطويل.
لجأ أكثر من نصف مليون شخص من الروهنغيا إلى بنغلادش المجاورة، فرارا من حملة البوذيين العسكرية البشعة، والاضطهاد العنيف الشنيع، والتي قتل فيها أكثر من ثلاثة آلاف من الروهنغيا في هذه الهجمة الشرِسة. ووصفت الأمم المتحدة حادث التعذيب الذي يمارسه جيش ميانمار على مسلمي الروهنغيا بأنه "التطهير العرقي والتهجير القسري"، على الرغم من ذلك فحكومة ميانمار تنفي الاتهامات بالتعذيب ضد الروهنغيا.
سويد الإسلام (32 عاما)، وهو من سكان قرية "يو كات تشونغ غويا سون" في منغدو لجأ إلى مخيمات الروهنغيا اللاجئين في بنغلادش، وقال لوكالة رويترز، إن سكان قريته كانوا ضحايا للجيش الميانماري وفرائس للبراثن البوذية في العام الماضي أيضا. وأولئك الذين لم يهربوا في ذلك الحين نجوا بعد أن نصبوا أكواخا مؤقتة في الغابات الكثيفة آكلين ما يجدون من الثمرات والأعشاب وجوز الهند، أو هاربين وبعيدين من عين الطغاة البوذيين الظالمين بمساعدات الإغاثة التي تقدمها وكالات الإغاثة، ولكنهم هربوا في هذه المرة بعد هجوم الجيش العسكري من ميانمار إلى بنغلادش. وقال في اتصال هاتفي "لقد كنا خائفين، وكانت المخاطر تحيط بنا والقلق غشي قلوبنا لأننا إذا وقعنا في يد الجنود أو الشرطة أو البوذيين المتطرفين الظالمين سيطلقون علينا الرصاص والنار أو يحرقوننا، أو يقتلوننا بآلات حديدية قتل عشواء، لذا غادرنا القرية وتركنا ما فيها من البيوت والأموال والأثاث والمواشي والأراضي. والذين مكثوا حتى الآن في أراكان هم يعيشون حياة قاسية في الجبال والغابات الكثيفات النائية، معظم أوقاتهم تنقضي وهم جياع عطشى، وفي بعض الأوقات يأكلون جوز الهند .