[caption align="alignleft" width="300"]" مسلمو بورما .. مذبحة العصر" الحلقة (5) حكومة بورما تجبر الروهينجيا على تغيير جنسيتهم...بقلم: يوسف عبدالرحمن[/caption]
شعب الروهينجيا في اقليم اراكان يواجه الابادة على يد القوات البورمية والعصابات البوذية وتحت سمع وبصر وانظار العالم «المتحضر» الرافع لواء حقوق الانسان والمدافع عن الحريات في كل مكان!
هذه الابادة تجسدها تقارير وصور وتصريحات يكشفها هذا الملف ويسلط الضوء على الجرائم التي ترتكب بحق افراد هذا الشعب المسلم المكافح والذي لا جريرة له سوى تمسكه بدينه في هذه البقعة المظلمة من العالم.
الملف يطرح الاسئلة الاهم ويجيب عنها:
ما اسباب هجرة المسلمين من بورما وخاصة اقليم اراكان؟ وماذا تعرف عن قانون المواطنة في بورما؟ وماذا تعرف عن درجات الجنسية وكيف طرد قرابة المليونين من مسلمي اراكان الى الحدود المجاورة عبر التاريخ؟
الملف يطرح القضية من جذورها ويعيد توثيقها في هذه الملفات.
أما عن كيفية دخول الاسلام في بورما، فيرجح الى عدة طرق:
٭ عن طريق التجار العرب الذين كانوا يتنقلون من شبه الجزيرة العربية مارين بالهند وسريلانكا وبلاد البنغال وبورما وتايلند واندونيسيا وماليزيا والعكس، فقد كان لهم الفضل في نشر الاسلام لأنهم كانوا يتعاملون مع الناس بالصدق والوفاء والامانة الى جانب انهم كانوا يدعون الناس الى الاسلام بالحكمة والموعظة الحسنة الى جانب تطبيق الاسلام في معاملاتهم.
٭ الطريق الثاني: أيام الفتح الاسلامي (حيث عبرت جيوش المسلمين بلاد فارس مرورا بهضبة الافغان سنة 652م وجبال هند كوش وسليمان وحوض السند وبلاد التركستان وحتى حدود الصين).
كما عبروا القارة الهندية حتى دلتا نهر الجنجنر والبرهموبترا (بنغلاديش) وجنوب هضبة الدكن. حتى وصلوا الى أراكان.
٭ الطريق الثالث: عندما غزا التتار بورما في عام 686 هجري بقيادة أميرها المغولي (سوجا) شقيق الامبراطور محب الدين لاور انجزيب الذي حكم الهند. حيث استقر الأمير سوجا وعدد من أتباعه في أراكان وذلك لأن منطقة أراكان منطقة زراعية خضراء خلابة وقد استقر سوجا وأتباعه في هذه المنطقة ونشروا فيها الاسلام.
كما أشارت بعض المصادر الى أن أول مرة يتعرف فيها سكان بورما، وخاصة أراكان على الاسلام في عهد الملك ماحيان شاندرا الذي حكم منطقة أراكان من عام 788 حتى عام 810 وكان خلال هذه الفترة التجار العرب يعبرون خليج بحر البنغال بسفنهم التجارية مارين بالسواحل البورمية وخاصة أراكان وحدث أن غرقت إحدى السفن وطلبا للنجدة كان ركاب السفينة يرددون في صياحهم كلمة الرحمة، وقد قام أهالي جزيرة (راموري) بإنقاذهم، ولعدم معرفتهم للغة هؤلاء الذين هم من العرب فقد أطلقوا عليهم الكلمة التي كانوا يرددونها وهي كلمة الرحمة ثم حرفت الكلمة فأصبحت (روحانج) والتي أطلقت فيما بعد على المسلمين في بورما.
وقد تبع التجار العرب كل من الفرس والمغول والباتان والبنغال وهؤلاء وصلوا الى أراكان فيما بين القرنين الرابع عشر والتاسع عشر الميلادي، وقد اعتنق الاسلام عدد كبير من السكان المحليين لتأثرهم بالمسلمين وخاصة في المعاملة التجارية كالصدق والوفاء بالعهد والأمانة والإخلاص في العمل.
وتقول الروايات التاريخية ان الاسلام وصل بورما منذ أمد بعيد فأحسن المسلمون العلاقة مع السكان والملوك البوذيين فوثقوا فيهم ومنحوهم الأرض لبناء المساجد ووظفوهم في الاعمال التي تحتاج الى الأمانة والإخلاص مثل الحراسة والإشراف على الخزائن.
ويذكر في جريدة «المسلمون» عدد 44 ، أن أحد ملوك بورما يقال له الملك (مندوف) قد ساعد المسلمين في بناء رباط مجمع خيري أو تكية بمكة المكرمة في الحفائر بجوار المدرسة الصولتية، وذلك حتى يتمكن مسلمو بورما أن يقيموا فيها أثناء أدائم الحج. كما عين وزيرا للمالية من المسلمين واسمه اسماعيل.
وكان يستشيره في شؤون أمور الدولة وظلت أراكان تحت حكم الاسلام على مدى 350 عاما كان المسلمون في أمان وهدوء دينيا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا مع مواطنيها من الديانات الاخرى.
ومضت على أراكان أدوار مختلفة يكون فيها الحكم للمسلمين تارة وللسلطات المشتركة تارة أخرى. بحيث لا يوجد أي نزاع بين الطوائف والمذاهب المختلفة، بل كانوا يعيشون كمواطنين يحترم كل فرد ديانة الآخر ويعيشون على المحبة والسلام. (ويقول بعض المحققين. دخل الاسلام إقليم أراكان (بورما) عن طريق البحر ما بين عام 172هـ و788م مع تجار العرب وكانت تلك الايام السلطة التامة للعرب في التجارة عبر البحار الشرقية.
وكان العرب هم الملاحون في تلك البحار وكانوا يتاجرون وينقلون البضائع من الغرب الى الشرق وقد ثبت في الروايات التاريخية والآثار القديمة أن تجار من العرب وصلوا الى ميناء أكياب في عام 172 هجري أي سنة 788 ميلادي في عهد الخليفة هارون الرشيد راجعين من الجزر المجاورة في المحيط الهندي وشاءت الأقدار أن سفينتهم تمزقت بسبب الطوفان البحري في المحيط الهندي ووصلوا الى مدينة أكياب بعد جهد مضني من التعب والارهاق بسبب ما حدث لهم وغرق سفينتهم فحطوا رحالهم في مدينة أكياب وتوطنوا فيها مبلغين رسالة القرآن الكريم ومطبقينها على أرض الواقع في معاملاتهم التجارية الخالية من الغش والشوائب، ولأمانتهم وإخلاصهم في أداء عملهم وواجباتهم وأدائهم الصلوات المفروضة في الوقت المحدد من كل يوم أدى الى اعتناق الكثير من عبدة الأوثان الاسلام ففتحوا قلوبهم وبيوتهم لهؤلاء العرب المسلمين واستتب لهم المقام وتزوجوا منهم اللاتي دخلن في الاسلام وأصبح لهم ذرية وأحفاد.
ولم تكن هناك أي شقاق أو عداوة بين المسلمين والبوذيين والمواطنين من الكفار والملحدين، بل كان ملك أراكان يكرمهم بسبب أخلاقهم الحميدة ولمعرفتهم بحركة التجارة ومهارتهم في الملاحة البحرية.
وذكر المؤرخ هاروي في تاريخ بورما أن كثيرا من المساجد توجد على طول سواحل البحر من آسام الى سواحل ملايا وتسمى هذه المساجد باسم «بدرمقام» وبنيت هذه المساجد قبل القرن العاشر الميلادي وأكثرها معمورة واستمر ورود العرب من أراكان حتى ورد رجال من البصرة من العراق وبنو لهم «بليدة» خاصة تسمى الآن بصرة أو باصرة وذكر المستر هاروي ان ورود الرحالة من البلاد العربية ومنهم الرحالة الكبير التاجر سليمان عام 751 ميلادي والرحالة خير ذادابة في عام 844 ميلادي والرحالة ابن الفقيه في عام 902 ميلادي ونقل من كتبهم الكثير من المعلومات عن أحوال المسلمين وعن أحوال الاراضي الخصبة والبلاط الملكي وغيرها من المعلومات المهمة.
كما أن العرب كانوا أصحاب الشجاعة والمروءة والشهامة ويميلون الى التعاون والصداقة دوما ، لذا اتخذهم أمراء بورما، وخاصة أمراء أراكان من المقربين لهم وكان لهم مكانة خاصة في بلاطهم وكانوا مقربين من الاسرة الملكية بحكم أخلاقهم الحميدة وأمانتهم وإخلاصهم في أعمالهم.
حيث نبع منهم أشهر مشاهير قواد الجيش وحكام المقاطعات ونالوا من الامراء الهدايا الثمينة من الحوافز المادية والعقارات ومنهم القائد عبدالرحمن في القرن السابع عشر والحاج علي خان حاكم اقليم أراكان في القرن التاسع عشر وأشرف خان القائد العام للعساكر والقاضي عبدالكريم والقاضي شجاع ومولانا محيي الدين الخطيب والشيخ سليمان المعروف باونكي والشيخ فتح علي وغيرهم الكثير.
ويسمي البوذيون في بورما المسلمين الذين هم من أولاد التجار العرب (ميدو) لأن العرب هم أول من حفروا الخندق في المعسكرات ومعنى ميدو في اللغة البوذية يعني حفر الخندق أو الترعة.
لقد اتحد المسلمون والبوذيون في محاربة الاستعمار البريطاني التي استعمرت بورما في عام 1942 ميلادي وعندما رأوا العنف من المسلمين للتخلص من الاستعمار بدأوا حملتهم للتخلص من المسلمين بإدخال الفرقة بين المسلمين والبوذيين وكان ما كان.
حقائق تاريخية
مما لا شك فيه أن كلمة روهينجيا اسم قديم لأراكان وقد اشتقت كلمة أراكان من روهينجيا، وقد قال بومونق تان لوين وهو مؤرخ مشهور لتاريخ أراكان : ان كلمة أراكان مشتقة من الكلمة العربية «ركن» وهو تشويه لكلمة «روهينجيا» ولكن رغم ان اسم اراكان والذي يعزى الى الغرب الذين سكنوا في هذه المنطقة يعتبر حقيقة تاريخية لا يمكن انتقادها.
ونجد أن السكان الاصليين لأراكان مسلمون، وقد كونوا جماعة سميت روهينجيا. والحقيقة التاريخية الناصعة هي أن الروهانجيين استقروا في منطقة أراكان قبل «الماغ» البوذيين لفترة طويلة ويمكن إثبات ذلك عن طريق آلاف المراجع التاريخية التي تدعم هذه الحقيقة.
- في مؤتمر بانلوتج طالب الروهانجيون بممثلين خاصين بهم ، الامر الذي لم يرحب به الجنرال أونج سان، الرئيس المؤسس لحركة بورما المستقلة.
- كما أكد رئيس الوزراء (يونو) ادعاء الروهانجيين بأنهم سلالة أصلية، وقد سمح بإذعة برنامج بلغة روهينجيا من إذاعة حكومة بورما ثلاث مرات في الاسبوع.
- في تاريخ 1954/9/25 أعلن يونو رئيس الوزراء في تلك الفترة في إذاعة حكومة بورما قائلا «يوجد قسم أراكان في الجانب الغربي لاتحاد بورما وتعتبر ومونج دو ويوتدوينج مدينتين رئيسيتين بمنطقة أكياب بقسم أراكان. وتجاور هذه المنطقة شرق باكستان (بنغلاديش حاليا) وسكان المنطقة روهانجيون ودينهم الاسلام.
- وفي تاريخ 1955/11/14 عندما كان يوبا موي وزير الدفاع السابق «رئيسا لرابطة الحرية الصامدة المناهضة للشعوب الفاشية» ألقى خطابه في اجتماع عالم عقد في ونج دو - أعلن بمراجع تاريخية كافية - ان الروهانجيين أقلية وطنية أصلية في اتحاد بورما ووضعهم مماثل لوضع مون ومياما وشان وكاشين وجين وكرن.
وتورد الموسوعة «الكتاب التاسع» حول بورما (وهي من إعداد جمعية الترجمة في رانجون عاصمة بورما ـ في الصفحات 89، 90). إن منطقة حدود مايو يبلغ عدد السكان أربعة ملايين الى خمسة ملايين معظمهم مزارعون وصيادو أسماك و75% من جملة هؤلاء السكان روهانجيون. ويدينون بالإسلام وكذلك جماعات رافاين (ماغ) ووينت ومرو من البوذيين.
٭ وفي تاريخ 4 /7/ 1961م أعلن البرقادير «يونج جي» نائب الأركان عندما ألقى خطابه في الاجتماع.. ان الروهانجيين أكثر مواطني بورما تهذيبا.
٭ مملكة الروهينجيا المستقلة بدأت عام 1430م وكان مؤسس هذه المملكة سليمان شاه (كل هذه الدلائل تدل على أن مسلمي بورما لهم ماض مجيد) ولكن الشيء المدهش والمؤسف حقا هو أن نظام رانجون العسكري الذي يرأسه الجنرال ني ون لا يبدي أي اهتمام للتاريخ وينكر كل القيم العالمية والحقوق الإنسانية.
ومن الجدير بالذكر أن تعداد السكان من المواطنين المسلمين في بورما يزيد في الوقت الحاضر عن 7 ملايين نسمة تقريبا ويعتبر الإسلام الديانة الثانية بعد البوذية، ويعود الوجود الإسلامي في بورما الى أكثر من 12 قرنا من الزمان وهو ما أثبته التاريخ وأقره المؤرخون والرحالة منذ القديم.
٭ حصلت بورما على الاستقلال في 4 يناير عام 1948م من الاستعمار البريطاني الذي استمر فيها 98 عاما وكان المسلمون خلالها وحتى نهاية عهد حكومة أونو في عام 1962م يشغلون المناصب الهامة في الدولة وخاصة في البرلمان البورمي كغيرهم من مواطني البلاد، فبعد الاستقلال شغل السيد عبداللطيف منصب وزير العدل، وأيم اي رشيد منصب وزير التجارة، وسلطان محمود منصب وزير الصحة، وسلطان أحمد وأبوالخير وزهرة بيغم ورشيد أحمد وغيرهم الكثيرون من المسلمين شغلوا مناصب قيادية هامة، وكل هذه الحقائق تدل على ان ماضي المسلمين في تلك البلاد أرسي على أسس ومبادئ إنسانية راقية جذبت انتباه البوذيين أنفسهم وبهرتهم بسماحتها وسمو أخلاقها واستقامتها ووجود آثار إسلامية تدل على عمق التاريخ الإسلامي في بورما.
٭ وتدل على قدم المسلمين في بورما الآثار التاريخية التي تدل عليها ومنها «بدر مقام» في مدينة أكياب ومسجد سندي خان الذي بناه الحاكم سندي خان قبل حوالي ستين وخمسمائة وهو معمور وتقام الصلاة فيه بكاوالنغ، وكذلك مسجد الديوان موسى قد بناه موسى في عام 1258م وهو واقع في مدينة اكياب بحارة ناظرفاره المعروف بـ«فكتلي مسجد» وكذلك مسجد ولي خان الذي بني في القرن الخامس عشر ويوجد الكثير من المساجد والأضرحة وخاصة في مدينة منبيا بقرية ساداتفاره.
٭ وفي سنة 1955م وزعت على المواطنين البورماويين بكل فئاتهم، ومن بينهم المسلمون، بطاقات جنسية وذلك بعد تفتيش دقيق تفاديا لوجود أجانب وحتى يصبح كل من يحمل تلك البطاقة فيما بعد مواطنا بورميا يتمتع بجميع حقوق المواطنة.
٭ وفي سنة 1978م قامت السلطات البورمية بحجة انها ستجري إحصاء عاما في البلاد بسحب البطاقات من المسلمين وأصبح المسلمون من دون هوية وبلا جنسية وذلك بعد أن هدمت منازلهم وأحرقت قراهم وهدمت مساجدهم وطردوا من مزارعهم فالتجأوا الى حدود بنغلاديش، ويقدر عددهم بأكثر من 300 ألف مسلم، وبلغ الطرد الجماعي ذروته في عام 1978م إذ بلغ أكثر من مليون لاجئ من مسلمي بورما.
أوضاع المسلمين بعد استقلال بورما من الحكم البريطاني
نالت بورما استقلالها من بريطانيا في 4 يناير عام 1948م فتفاءل المسلمون خيرا وأملوا أملا كبيرا في أن الاستقلال يسود بعده الأمن والاستقرار والمساواة لجميع القوميات البورمية بغض النظر عن الأديان ولكن سرعان أن ضاعت ثمرة الاستقلال من المسلمين وتطلعاتهم المستقبلية في لمح البصر، حيث تجاهل مستر يونو رئيس الدولة حقوق المسلمين، فقال: لا مسوغ أن تكون لهم أعضاء في الرئاسة للجمهورية ومقاعد في مجلس الأمة والنواب والبرلمان، عليهم أن يعملوا داخل حزب بورما «A.F.P.F.L» فحسب ولا حاجة لهم الى التمسك بمنظمتهم «برمن مسلم كانجرس». ومنظمة «برمن مسلم» ليست منظمة سياسية كما انه ليست لهم حقوق في بورما كالقوميات البورمية البوذية.
وفي سنة 1962م استولى الجنرال ني وين على الحكم وأعلن ان بورما دولة اشتراكية، وذكر علنا أن الإسلام هو عدو الدولة الأول مما ترتب عليه شن حملة دعائية معادية للإسلام وتنفيذ مخطط واسع لتشويه الإسلام برعاية وسائل الإعلام الحكومية، وكانت السياسة التي انتهجتها الحكومة الاشتراكية تقضي بإبعاد المسلمين عن دينهم من خلال العراقيل التي زرعتها في طريقهم بحيث ينسون دينهم مع مرور الوقت، فكان الذين يدينون بالإسلام يتعرضون للاضطهاد والكراهية والإذلال وينكرون عليهم حقهم في الالتحاق بأي عمل ويحاربونهم بشتى الطرق في كل عمل ومكان.
كما أممت الأملاك والعقارات من المسلمين في أراكان بنسبة 90% ولم تؤمم من البوذيين إلا نسبة 10% فقط، كما سحبت السلطة الاشتراكية البورمية الأوراق النقدية المتداولة من فئة الخمسين والمائة ووعدت بإعطائهم بدلا منها فلم تف بوعدها بالذات لمسلمي الروهينجيا، والإنسان المسلم لا يتمتع بأي حقوق كغيره من المواطنين وتردت أحوال المسلمين في عهد ني وين من سيئ الى أسوأ، وعمل العهد النيويني على التمييز العنصري والتفرقة بين المسلمين والبوذيين بحيث يرشح البوذيون لجميع الأعمال التجارية دون المسلمين وكان من نتيجة هذه الضغوط اللاإنسانية التي يتعرض لها المسلمون في بورما أن تدهور وضع المسلمين وتشتت شملهم وأصبحوا يعيشون داخل بورما متناثرين وبأعداد ضئيلة كما انهم اندرجوا تحت الثقافة البوذية، بل قد تجرأ بعضهم بالجهر بالنكوص عن الإسلام حتى يتمتعوا بحقهم في الوظيفة الرسمية والمعاملات التي توفرها لهم الدولة وكان من أهم شروط من أراد الإقامة في بورما ما يلي: التقيد بالثقافة البوذية واللغة البوذية والزواج من البوذيات وعدم لبس الحجاب والتسمي بأسماء بوذية وكتابة القرآن الكريم بحروف بورمية والتعليم بورمي والأضحية تحتاج الى تصريح من السلطة وغيرها من الشروط التي تقيد المسلم.
أسباب هجرة المسلمين من بورما وخاصة أراكان
وهذه بعض الأسباب التي اضطر المسلمون بسببها الى الهجرة من بورما الى دول العالم الإسلامي والدول الأخرى وخاصة في أيام الحكومة الاشتراكية التي كان يرأسها الجنرال ني وين، ويقول بعض شهود العيان ان هجرة المسلمين من بورما ازدادت خاصة في بداية عهد استقلال باكستان فقد هاجر عدد كبير من الماغ البوذيين من باكستان الشرقية الى بورما خوفا من الحكم الإسلامي في باكستان الشرقية (بنغلاديش حاليا) ونتيجة لهذه الهجرة المعاكسة الى بورما أصبح هؤلاء الماغ أكثر ضراوة وشدة في أذية المسلمين لكونهم هربوا من المسلمين في باكستان الشرقية وخاصة في عهد الرئيس محمد أيوب خان، وارتكبوا ما يلي:
1 - منع الموظفون والطلبة من أداء صلاة الجمعة والصلوات المكتوبة حتى منع رفع صوت الاذان.
2 - أممت أوقاف المساجد والمدارس الإسلامية وحظر كليا طبع الكتب الدينية والمجلات والصحف.
3 - تم حل جميع المنظمات الاجتماعية والثقافية بما فيها الاتحاد الطلابي وجمعية الطلاب الروهينجيين بجامعة رانجون.
4 - منع أبناء المسلمين من مغادرة البلاد لطلب العلم والمعرفة.
5 - أممت الأملاك والعقارات من المسلمين في أراكان بنسبة 90% ولم تؤمم من البوذيين إلا نسبة 10%.
6 - اعتقل زعماء المسلمين واعدم الكثيرون منهم وتم تجريد بعضهم من حق المواطنة وإيداعهم في السجون الى أجل غير مسمى.
7 - إبعاد نحو عشرة آلاف من الروهينجيين عن مناصبهم في الشرطة والجيش وعن الوظائف الحكومية وعدم السماح لهم بالالتحاق بالوظائف المدنية إلا إذا تخلى أحدهم عن عقيدته وسار في ركب الشيوعية.
المسلمون في أراكان في عام 1942 تعرضوا لمذبحة كبرى على يد البوذيين المتطرفين راح ضحيتها 100 ألف مسلم
خلال أعوام 1962 إلى 1994 تم تهجير المليون ونصف روهينجي إلى الحدود البنغلاديشية
عقدنا ندوة جماهيرية بعنوان «أراكان وستون عاماً من الجرائم ضد الإنسانية»
تقرير مصير الروهينجيين حسب الشرائع الدولية يقتضي رفع وصاية الحكومة الميانمارية
أكد رئيس جمعية مقومات حقوق الإنسان د.يوسف الصقر ان السلطة في «جمهورية اتحاد ميانمار» متواطئة بالمجازر الوحشية ضد المسلمين بإقليم أراكان، وكان يجب على الأمم المتحدة العمل على محاكمة السفاحين الذين يرتكبون المجازر تلو المجازر من أكثر من 60 عاما ضد الاراكانيين والتطهير العرقي وأبشع صور القتل والإبعاد القسري والتهجير وتدمير منازلهم وممتلكاتهم ومساجدهم على يد الجماعة البوذية المتطرفة «الماغ» بدعم او تواطؤ من النظام في جمهورية ميانمار وتحت سمع ونظر الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي للأسف الشديد.
وأشار الى ان مشاهد الجثث المحروقة والنساء اللاتي ألقين بأنفسهن في البحر خوفا من الاغتصاب، والصور المؤلمة التي اهتزت لها المشاعر واقشعرت لها الأبدان ليست هي الأولى! فالمسلمون في أراكان تعرضوا في عام 1942 لمذبحة كبرى على يد البوذيين المتطرفين، راح ضحيتها أكثر من 100 ألف مسلم، وشرد مئات الآلاف، كما تعرض المسلمون للطرد الجماعي المتكرر خارج وطنهم خلال أعوام 1962 و1991، حيث تم تهجير قرابة المليون ونصف المليون مسلم الى بنغلاديش في أوضاع إنسانية قاسية جدا.
وأكد الصقر على ما ورد في المادة السابعة من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، من تجريم وإدانة الأفعال والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، حيث تنص على ان يشكل أي فعل من الأفعال التالية «جريمة ضد الإنسانية» متى ارتكب في إطار هجوم واسع النطاق او منهجي موجه ضد أي مجموعة من السكان المدنيين، وعن علم بالهجوم ومن ذلك «القتل العمد او الإبادة او الاسترقاق او إبعاد السكان او النقل القسري للسكان او السجن او الحرمان الشديد على اي نحو آخر من الحرية البدنية بما يخالف القواعد الأساسية للقانون الدولي او التعذيب او الاغتصاب او الاستعباد الجنسي او الإكراه على البغاء او اي شكل آخر من أشكال العنف الجنسي على مثل هذه الدرجة من الخطورة او اضطهاد أي جماعة محددة او مجموعة محددة من السكان لأسباب سياسية او عرقية او قومية او إثنية او ثقافية او دينية».
وفي المنحى نفسه، قررت المادة 3 من اتفاقية الإبادة الجماعية، وجوب ان يعاقب على الأفعال التالية: الإبادة الجماعية، او التآمر على ارتكاب الإبادة الجماعية، او التحريض المباشر والعلني على ارتكاب الإبادة الجماعية، او محاولة ارتكاب الإبادة الجماعية، او الاشتراك في الإبادة الجماعية في حين وضعت المادة 4 من الاتفاقية جميع مرتكبي مثل هذه الفظائع تحت طائلة المسؤولية، حيث تنص على ان يعاقب مرتكبو الإبادة الجماعية او اي فعل من الأفعال الأخرى المذكورة في المادة الثالثة، سواء كانوا حكاما دستوريين او موظفين عامين أو أفرادا.
وقال اننا لا نحرض على ديانة او فئة بل نحترم الكرامة الإنسانية لجميع البشر، لكن وبناء على ما تقدم من أنواع للجرائم قام بها مجرمو «الماغ» بتواطؤ من السلطة، فقد حان الوقت لينال كل مجرم عقابه، ونطالب المنظمة الدولية الحقوقية والإسلامية وحكومات الدول الإسلامية القيام بواجبهم قبل ان يباد آخر مسلم في أراكان، ونناشد المجتمع الدولي وعلى رأسه مجلس الأمن الدولي، ان يبادر ويسرع في اتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية ودولية حاسمة ضد قتلة المسلمين في بورما، ليثبت للعالم أجمع انه لا تزال للمجتمع الدولي شرعيته وقوته، وليعيد لكل دولة عضو في المجتمع الدولي ثقتها في قدراته على دحر الطغاة ومعاقبة القتلة ايا ما كانوا نظير ما يرتكبونه من مجازر وفظائع لا إنسانية.
وبين الصقر دور جمعية مقومات حقوق الإنسان في نصرة هذه القضية التاريخية والتي كان من أبرزها عدة أنشطة وخطوات وتحركات أقامتها الجمعية وهي:
1 ـ عقد ندوة جماهيرية بعنوان (أراكان وستون عاما من الجرائم ضد الإنسانية)، حيث سلطنا من خلالها الضوء على ما يعانيه مسلمو آراكان في بورما من انتهاكات جسيمة يندى لها الجبين، ونددت بالمجازر الوحشية والانتهاكات المروعة التي يتعرضون لها وحاضر بها نخبة من الحقوقيين والقانونيين والبرلمانيين وتضمنت مداخلة هاتفية من أمين سر مسلمي روهينجيا عبدالله الأركاني من السعودية، وتم عرض أفلام مرئية لأبشع تلك المجازر وخرجت بمجموعة توصيات كالتالي:
٭ إنشاء مشروع لإدخال الأجهزة الإعلامية في أراكان بأي طريقة.
٭ بناء قيادات روهنيجية في بلاد المهجر.
٭ وقف العنف والسماح للمهاجرين بالعودة الى أوطانهم ومنح المواطنين حقوقهم في التعليم والصحة والخدمات العامة.
٭ مقترح بقيام المجموعة الإسلامية في چنيف بالتقدم بطلب عاجل الى مجلس حقوق الإنسان الدولي لإرسال بعثة تقصي حقائق للتحقيق في الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبت ومازالت ترتكب بحق المسلمين في أراكان.
٭ فرض عقوبات اقتصادية على حكومة ميانمار.
٭ حث المنظمات الدولية والإسلامية على تقديم جميع الخدمات للروهينجيين في اراكان.
٭ حث بنغلاديش على توفير الخدمات الأساسية للاجئين ومساعدتها من قبل الدول الإسلامية والمنظمات الدولية لتوفير حياة كريمة للاجئين.
٭ الضغط السياسي الجماعي على حكومة ميانمار ومن أعجلها: استدعاء السفير البورمي والتنديد الرسمي لمجازر المسلمين مع التهديد بقطع العلاقات الديبلوماسية.
٭ نأمل من جميع الدول الإسلامية والعربية تسليط الضوء إعلاميا على ما تتعرض له القومية الروهينجية من التطهير العرقي والتهجير القسري وتغيير ديموغرافية اراكان منذ اكثر من 70 سنة.
٭ تقرير حق المصير للروهينجيين حسب الشرائع الدولية، ورفع نظام الوصايا عليهم من الحكومة الميانمارية.
٭ تشكيل تجمع دولي من الحكومات والجمعيات الإغاثية لمساعدة إقليم أراكان وإعادة البناء والتأهيل.. كالتجمع الدولي البريطاني لمساعدة الصومال، حيث تتمتع بحصانة دولية.
٭ إرسال قوات دولية لحفظ السلام عاجلا لإدراك البقية قبل ان تحصدهم آلة الجوع.
٭ الضغط على رئيس ميانمار للتراجع عن تصريحه الاخير ومن ثم السماح للنازحين بالرجوع الى قراهم مع تأمينهم من المتطرفين البوذيين.
٭ السماح بفتح مكاتب للمنظمات الإسلامية والدولية والإسلامية والحقوقية داخل إقليم اراكان.
2 ـ أعدت الجمعية دراسة قانونية وحقوقية بشأن تلك الانتهاكات، وقد تمت ترجمتها للغة الإنجليزية وأرسلت لسفارات الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والمنظمات الحقوقية الدولية ومنظمة الأمم المتحدة تناولت محاور عدة، أبرزها غض الطرف من قبل المجتمع الدولي عما يحدث من مجازر خلال عشرات السنين وتراخي وسكوت الأمم المتحدة ومخالفة الدولة البورمية لاتفاقيات جنيف الأربع والانتهاكات الخطيرة والجرائم التي ارتكبت ومخالفة ذلك لنظام روما الأساسي والجرائم ضد الإنسانية والإبادة والإبعاد القسري ومخالفة مواد وقواعد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمواثيق والصكوك الدولية المعنية، لاسيما اتفاقية الإبادة الجماعية والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية.
3 ـ قدمت الجمعية بلاغا الى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية عن الجرائم البشعة والممنهجة التي ارتكبها ولا يزال يرتكبها النظام السياسي الحاكم في بورما وتنظيماته الأمنية والعسكرية والأغلبية البوذية ضد «الأقلية الروهينجية المسلمة» بولاية أراكان في بورما بقصد إهلاك الأقلية الدينية الإسلامية بصفتها هذه، إهلاكا كليا لا جزئيا، حيث تمثل الجرائم المبلغ عن ارتكابها جرائم دولية تنطبق عليها أوصاف وأركان جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية المنصوص على تجريم وحظر ارتكاب جميع صورهما وأنماطهما ضمن أحكام نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، والتي لاتزال ترتكب منها في ولاية أراكان ضد الأقلية المسلمة بشكل مستمر ومتستر عليه ومنها (القتل الفردي والجماعي وتعمد الإصابة بالعاهات والإعاقات.
«رايتس ووتش» تتهم بورما بالتطهير العرقي
اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الاثنين 22 أبريل بورما بتنفيذ «حملة تطهير اثني» ضد اقلية الروهينجيا المسلمة، مؤكدة وجود اثباتات تشير إلى مقابر جماعية وعمليات نقل قسري لعشرات آلاف السكان. وقال تقرير للمنظمة ان الروهينجيا تعرضوا لـ «جرائم بحق الإنسانية» ولاسيما اعمال قتل وترحيل وإذلال وطمس هوية.
وتابع التقرير ان «المسؤولين البورميين وعددا من قادة المجموعات والرهبان البوذيين نظموا وشجعوا» الهجمات ضد الراخين في القرى المسلمة في حملة شعواء لتهجيرهم من إقليم أراكان الآمن» والعصابات البوذية المتطرفة.
مفتي مصر يطالب بإغاثة مسلمي بورما
طالب د.شوقي علام مفتي جمهورية مصر العربية اللجنة الدولية للصليب الاحمر ببذل مزيد من الجهد للعمل الاغاثي لمسلمي بورما من اجل تخفيف معاناتهم، حيث يتعرضون بشكل كبير ويومي للاضطهاد والقتل والتشريد.
فريق تحقيق.. ونتائج كارثية
ما زالت اراكان المسلمة تشهد اشتباكات بين مسلمي الروهينجيا وفريق التحقيق المكلف من السلطات البورمية لتصنيف الروهينجيا على أنهم «بنغاليون» في مدينة أكيا عاصمة ولاية أراكان غرب بورما. وذكرت وكالة أنباء الروهينجيا ان فريق التحقيق المشكل من سلطات الهجرة والشرطة وقوة أمن الحدود «ناساكا» والجهات المعنية، قد بدأوا بجمع البيانات من السكان الروهينجيين، وانه عند سؤال الفريق لأحد السكان عن أصله، أجاب المواطن: «الروهينجيا»، إلا أن عضو الفريق سجله على أساس انه بنغالي في خانة الجنسية.
واضافت الوكالة أن المواطن الروهينجي اعترض على هذا التحريف، ما أدى إلى نشوب نزاع بين عضو فريق التحقق والمسلم الروهينجي، وتطور حتى عم جميع الموجودين في المكان، وعندما تدخلت قوات الأمن للسيطرة على الوضع فأطلقت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع.
بعد وقوع هذه الحادثة رحل فريق التحقيق من المكان ورجع الروهينجيون إلى مساكنهم.
يذكر أنه في العام الماضي، أجبرت السلطات البورمية وعبر فريق التحقيق الكثير من القرويين الروهينجيين الأميين على القبول بأنهم من الجنسية «البنغالية» وذلك في مناطق «مونغدو» و«بوثيدونغ» و«سيتوي» ومدن أخرى في ولاية أراكان، وفي كل مرة يحاول فريق التحقيق تثبيت كلمة «بنغالية» بدلا من «الروهينجيا».
البرلمان التركي يتحرك
تستعد لجنة حقوق الإنسان في البرلمان التركي لعقد مؤتمر خاص لتناول قضية الإبادة العنصرية التي يتعرض لها مسلمو الروهينجيا القاطنون بإقليم اراكان في ميانمار من جانب الأغلبية البوذية المتطرفة. وأفاد رئيس اللجنة «آيهان سفر اوستون» بأن المسلمين في اقليم اراكان يعيشون مذابح ومجازر مخططة من الأغلبية البوذية بدعم من رجال الدين البوذيين وقوات الجيش النظامية مما يضاعف من حجم الكارثة التي تعاني منها الأقلية المسلمة في اقليم اراكان. وأضاف اوستون ان ارسال الحكومة الميانمارية قوات امن الى المنطقة بعد انتهاء هذه المذابح يعتبر فضيحة كارثية بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
«مدافعين» تطالب «الجنائية الدولية» بالتحقيق في الجرائم البورمية
تستعد لجنة حقوق الإنسان في البرلمان التركي لعقد مؤتمر خاص لتناول قضية الإبادة العنصرية التي يتعرض لها مسلمو الروهينجيا القاطنون بإقليم اراكان في ميانمار من جانب الأغلبية البوذية المتطرفة. وأفاد رئيس اللجنة «آيهان سفر اوستون» بأن المسلمين في اقليم اراكان يعيشون مذابح ومجازر مخططة من الأغلبية البوذية بدعم من رجال الدين البوذيين وقوات الجيش النظامية مما يضاعف من حجم الكارثة التي تعاني منها الأقلية المسلمة في اقليم اراكان. وأضاف اوستون ان ارسال الحكومة الميانمارية قوات امن الى المنطقة بعد انتهاء هذه المذابح يعتبر فضيحة كارثية بكل ما تحمل الكلمة من معنى.