[caption align="alignleft" width="300"]«مسلمو بورما .. مذبحة العصر» الحلقة ( 3) بقلم: يوسف عبدالرحمن [/caption]
البوذية تصف حياة الإنسان بأنها «شر وألم» وفلسفتها أن التخلص من المسلمين يتم عن طريق «النرفانا» وهي كلمة غامضة يفسرونها بالاندماج
سكان بورما يدينون بالبوذية وعدد المسلمين يبلغ 7 ملايين نسمة
أرض الروهينجيا مليئة بالثروات الطبيعية
إقليم أراكان المسلمة عصب الاقتصاد البورمي
شعب الروهينجيا في اقليم اراكان يواجه الابادة على يد القوات البورمية والعصابات البوذية وتحت سمع وبصر وانظار العالم «المتحضر» الرافع لواء حقوق الانسان والمدافع عن الحريات في كل مكان! هذه الابادة
تجسدها تقارير وصور وتصريحات يكشفها هذا الملف ويسلط الضوء على الجرائم التي ترتكب بحق افراد هذا الشعب المسلم المكافح والذي لا جريرة له سوى تمسكه بدينه في هذه البقعة المظلمة من العالم.
الملف يطرح الاسئلة الاهم ويجيب عنها: ما اسباب هجرة المسلمين من بورما وخاصة اقليم اراكان؟ وماذا تعرف عن قانون المواطنة في بورما؟ وماذا تعرف عن درجات الجنسية وكيف طرد قرابة المليونين من مسلمي اراكان الى الحدود المجاورة عبر التاريخ؟
الملف يطرح القضية من جذورها ويعيد توثيقها في هذه الملفات.
تعد جمهورية بورما بلادا زراعية، حيث يعمل أكثر من 70% من الأيدي العاملة فيها بالمزرعة وتبلغ نسبة عدد السكان الذين يسكنون الريف نحو 65% من مجموع السكان، وعلى الرغم من أن بورما تعد من أقل دول إقليم آسيا الموسمية ازدحاما بالسكان إلا أن عدد سكانها في زيادة مستمرة فقد كان عدد سكانها نحو 4 ملايين نسمة عام 1840م ثم صار عدد سكانها اليوم نحو 38 مليون نسمة ومن ثم يبلغ متوسط الكثافة بها نحو 90 نسمة في الميل المربع، وتعد زراعة الأرز، والحبوب الغذائية الأخرى أهم المحاصيل الزراعية بجمهورية بورما، كما يعد محصول الأرز غلة نقدية كذلك، حيث يصدر بعض الإنتاج إلى الخارج، ولمنتجات الغابات في بورما أهميتها التجارية، حيث تأتي الأخشاب في المرتبة الثانية أو الثالثة بين أهم المنتجات النقدية المصدرة الى الخارج أما من ناحية الثروة المعدنية في بورما فهذه يصعب تقديرها تبعا لقلة الأبحاث الجيولوجية التي أجريت لدراسة صخور أجزاء هذه البلاد، ومن ثم يحسن ان نشير إلى العناصر المختلفة للنشاط الاقتصادي في جمهورية بورما.
الإنتاج الزراعي والحيواني
تقدر مساحة الأراضي التي يمكن زراعتها في جمهورية بورما بنحو 12.9% من المساحة الكلية، بينما تبلغ مساحة المناطق التي تغطيها الغابات والأحراش نحو 57.7% وتحتل المرتفعات الجبلية والمستنقعات والمناطق السكنية، المساحة الباقية من أرض الجمهورية وتتمثل معظم الأراضي الزراعية التي تبلغ مساحتها 21 مليون فدان بالمناطق الدلتاوية من الأنهار وفي السهول الفيضية لأودية ايراوادي، وشاندوين، وشيتانج، وفي المناطق التي تقل فيها كمية الأمطار الموسمية الساقطة يلجأ المزارع إلى استخدام الري لاستغلال الأراضي الزراعية كما هو الحال في الأجزاء الوسطى المنخفضة المنسوب من بورما، وتقدر مساحة الأراضي التي تزرع بالري بنحو 2 مليون فدان.
ويزرع الأرز في المناطق الغزيرة بالأمطار، وتقدر المساحة السنوية المزروعة بالأرز بنحو 65% من جملة المساحة الكلية المنزرعة. ويتركز نطاق الأرز في المناطق الدلتاوية وبالسهول الفيضية النهرية خاصة تلك التي يتوفر بها الموارد المائية، كما يظهر نطاق الأرز في بعض المناطق التي تقل كمية الأمطار الساقطة فوقها عن 40 بوصة، إلا أن زراعة الأرز هنا تعتمد على مياه الري، وتكاد تتفق أكثر المناطق ازدحاما بالسكان وأغزرها مطرا مع أهم مناطق زراعة الأرز حيث تزيد كثافة السكان في دلتا نهر ايراوادي عن 200 نسمة في الميل المربع.
وقد كان انتاج الأرز في بورما نحو 6 ملايين طن عام 1958 ثم أصبح نحو 6.6 ملايين طن عام 1962 وارتفع الانتاج الى نحو 8.1 ملايين طن عام 1970 وإلى نحو 8.7 ملايين طن عام 1975 وتصدر بورما ما يقرب من 2 مليون طن من الأرز سنويا.
ومن الغلات الزراعية الأخرى الهامة في بورما، الذرة، والفول السوداني، والسمسم، والبقوليات، والقطن، والطباق، وقصب السكر، والمطاط الطبيعي، ويزرع القطن في المناطق شبه الجافة في بورما، وتعتمد زراعته على الري، ويتركز النطاق الرئيسي لزراعة القطن في القسم الأوسط من حوض نهر ايراوادي. وقد ارتفع إنتاج القطن في بورما من 12 ألف طن عام 1958 الى نحو 17 ألف طن في عام 1963 ثم انخفض الانتاج الى نحو 13 الف طن فقط في عام 1974، ويعد نطاق القطن نطاقا مختلطا، حيث يزرع فيه غلات اخرى من أهمها السمسم، والذرة، والفول السوداني، وينحصر النطاق الزراعي لهذه الغلات في السهول الفيضية لنهر ايراوادي، ونهر شندوين وخاصة تلك المحصورة بين مدينة اينداو شمالا وباكوكو جنوبا. وقد ارتفع انتاج الفول السوداني في بورما من 260 ألف طن في عام 1959 الى نحو 450 ألف طن في عام 1962 ثم انخفض الإنتاج إلى نحو 300 ألف طن في عام 1963 تبعا لاستغلال الأراضي في زراعة غلات اخرى.
أما الطباق ـ فتتركز زراعة شجيراته في القسم الجنوبي من جمهورية بورما، وارتفع إنتاج الطباق من 36 ألف طن في عام 1958 إلى نحو 43 ألف طن في عام 1963 ثم قفز إلى نحو 47 ألف طن في عام 1971 ولكن انخفض الإنتاج الى معدله السنوي العام بلغ نحو 41 ألف طن عام 1974، ويحسن في النهاية أن نشير إلى الملامح الجغرافية العامة لدلتا نهر ايراوادي الكبرى ومدى استغلالها في الإنتاج الزراعي كنموذج لدلتاوات هذا الإقليم. فتؤثر الظروف المورفولوجية لدلتا نهر ايراوادي (مثلها كمثل دلتاوات سالوين، ومينام، وشاوبرايا، وميكونج) من مستنقعات بحيرية ساحلية وجسور طبينية لزجة في طبيعة الاستغلال الزراعي لأرض الدلتا نفسها. وتشبه دلتا نهر ايراوادي شكل المثلث وتمميز بكثرة الفروع المتعرجة فيها والتي تساعد على تصريف حمولة النهر الكبرى من المياه والرواسب وقد تبين ان زراعة الارز قد تركزت في البداية عند رأس الدلتا بعد ان تغلب السكان على بعض مشاكل الصرف والتربة المتماسكة والامراض الوبائية في اقاليم الدلتا وعلى ذلك لم تستغل دلتا نهر ايراوادي اقتصاديا الا منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي فقط. ولا تزال تغطي المستنقعات مناطق واسعة الى الغرب من العاصمة رانجون والى الشمال من هنزادا عند رأس دلتا ايراوادي.
وتعمل حكومة بورما على استمرار التوسع الافقي في الارض المنزرعة بالارز في اقليم دلتا نهر ايراوادي واستصلاح اراضي المستنقعات بها.
وتشجع زراعة الازر على الري في اواسط حوض نهر ايراوادي. وتمثل المناطق المنزرعة بالارز في دلتا نهر ايراوادي واراضي القسم الجنوبي من بورما اهم مناطق تركز او توطن زراعة الارز في البلاد حيث تزيد نسبة المساحة المنزرعة بها عن 70% من جملة الاراضي المنزرعة بالارز في بورما.
نجد ان زراعة الارز لها نصيب كبير في دلتا نهر ايراوادي وتقدر بملايين الافدنة عن المناطق الاخرى. ولم يوجه سكان بورما عنايتهم لاستغلال مناطق الحشائش في عمليات الرعي التجاري بل يربون الحيوانات اساسا لاستخدامها في بعض الاعمال الزراعية، وتقل منتجات المراعي من عام الى آخر، وتعد ماشية الذوبو الهندية الاصل اهم الحيوانات التي يستخدمها الزراع وتنتشر في المناطق شبه الجافة، بينما تتركز الابقار ذات القرون الطويلة بالمناطق الرطبة الغزيرة الامطار. وتبدو هناك فترة ركود في تربية الحيوانات والاهتمام بها حيث انخفضت عدد الخيول من 51 الف رأس عام 1938 الى 13 الف رأس في عام 1963، والاغنام من 82 الف رأس في عام 1938، الى 37 الف رأس في عام 1956، والماعز من 293 الف رأس في عام 1938 الى نحو 260 الف رأس في عام 1974، وقد بدأت اعدادها في الارتفاع التدريجي منذ عام 1960، تبعا لاستخدام الماشية والابقار في الاعمال الزراعية وعمليات النقل وفي عام 1974 بلغ عدد رؤوس الماشية في بورما نحو 7.8 ملايين رأس والخنازير 1.9 مليون رأس، وتبقى الحقيقة أن من يتعرف على الثروات الموجودة في أراكان يعرف لماذا اتفق الجيش مع عصابات البوذيين المتطرفة من أجل اغتصاب هذه الثروة وكلاهما وجهان لعملة واحدة في الإجرام.
انتاج الاخشاب
تغطي الغابات اكثر من نصف مساحة بورما وتعد الغابات النفضية المدارية المختلفة اهم هذه الغابات من الناحية الاقتصادية تبعا لتعدد انواع الاخشاب التي تقطع منها.
ومن الاخشاب التجارية المهمة في بورما اخشاب شجر الساج (التيك) و(البينكادو) و(البادوك).
ويعظم انتشار هذه الغابات في اودية بيجويوماس ووادي ومو في اعالي بورما حيث تقطع الاشجار وتنقل بواسطة الافيال الى المجاري النهرية المجاورة ثم تجرف الاخشاب مع التيار المائي للنهر الى ان تصل مدينة رانجون. وقد استمر استغلال الغابات بصورة بدائية حتى وقت قريب الا ان الحكومة وجهت عنايتها للاهتمام بالثروة الغابية ووضعت خطة السنوات العشرين لتحسين الانتاج الغابي بالبلاد وانشأت لهذه الغرض معهد دراسات الانتاج الغابي في ثامينج وادخلت الادوات الميكانيكية لنقل اخشاب الساج الثقيلة من مكان الى آخر بدلا من الاعتماد على الفيلة كما كان الحال من قبل. وقد كانت كمية الاخشاب المصدرة نحو 200 الف طن في عام 1940، الا ان كمية المصدر منه الآن لا تزيد عن نصف هذه الكمية في الوقت الحاضر تبعا لتدهور حالة الغابات.
الانتاج المعدني والصناعة
يعد زيت البترول من اهم المواد الخام بجمهورية بورما وتظهر حقول البترول في نطاق رئيسي بأواسط بورما يمتد الى الشمال الغربي من بوجو يوماس. ولم يزد متوسط الانتاج السنوي خلال الفترة 1909 - 1939 عن مليون طن واحد وانخفض الانتاج كثيرا في الفترة من 1940 - 1945 بسبب الظروف وهي (الحرب العالمية الثانية) فلم يزد الانتاج السنوي للبترول عن 700 الف طن عام 1962. وعلى الرغم من قلة الانتاج المعدني في بورما الا ان الحكومة تبذل الكثير من الجهد للبحث عن المعادن اللازمة للانتاج الصناعي في البلاد.
وتبين ان بورما فقيرة في انتاج الفحم وكان لذلك اثره في تأخر الصناعة في بورما ولا يوجد بها سوى بعض الطبقات من فحم اللجنيت الفقيرة في شمال ولاية شان بالقرب من منطقتي (لاشيو) و(ناما) وعند سفوح مرتفعات اركانيوما بالقرب من مينبو وبكميات ضئيلة في منطقة كاليوا بالقسم الاوسط من نهر شيندوين، ويمثل البترول اهم مواد الوقود المستغلة في بورما وتوجد حقوله في الثنيات الصخرية المحدبة في صخور منطقة بيجويوما، وتمتد حقول البترول على شكل خط شمالي - جنوبي يبدأ من الشمال في منطقة اندوا (اعالي نهر شيندوين) وتمتد بالقرب من مدينة ساب (غرب مدينة باكوكو) ثم الى حقول (ياننجيات) و(شواك) ثم الى حقول ناينجهالا في الجنوب والواقعة الى الغرب من مدينة سادينج كما تظهر بعض حقول البترول الصغيرة في منطقتي مينبو وبلانيون وكلها تقع في القسم الاوسط من وادي ايراوادي ويمتد خط انابيب البترول الرئيسي من ياننجيات في الشمال الى ماجين في الجنوب ومنها الى رانجون.
وتوجد اهم محطات التكرير الكبرى في سيريام بجوار حقول بترول ناينجهالا، وتقدر طاقة تكرير هذا المعمل بحوالي 700 طن في اليوم فقط وتبعا لقلة الانتاج السنوي من البترول و الفحم وجهت الحكومة عنايتها لاستغلال مساقط المياه في توليد القوى الكهربائية المحركة. وتتمثل اهم مراكز توليد الكهرباء في محطة تربينات بالوشونج بالقرب من لويكا وتنتج نحو 84.000 كيلو وات وتستغل هذه القوى مناجم القصدير التي تقع في القسم الشمالي من ولاية كاراني. وقد دلت الابحاث الجيولوجية على وجود خام الحديد في بورما وتقدر كمية الاحتياطي منه في منطقة بانج بيت (شرق ماكتيلا) بنحو 30 مليون طن. كما يوجد كل من خامات الرصاص، والزنك، والفضة، والنحاس، والقصدير، والتنجستن، والذهب في صخور بورما ولكن بكميات صغيرة. وتنتشر محاجر الرخام الابيض بالقرب من مندلاي، وفي القسم الشمالي من بورما، هذا الى جانب تعدين الاحجار الكريمة مثل الياقوت والزبرجد والعقيق، ومن ثم لم تساعد هذه الكمية المحدودة من الخامات المعدنية على قيام صناعة ثقيلة متقدمة في بورما وأصبح أهم الانتاج الصناعي يتمثل في منتجات الصناعات الخشبية وصناعة المنسوجات المختلفة، هذا الى جانب مطاحن الغلال، ومضارب الأرز، ومصانع تكرير البترول وقد سعت حكومة بورما للنهوض بالانتاج الصناعي وخصص نحو 20% من ميزانيتها لخدمة الأغراض الصناعية عملت اخيرا على انشاء أول مصنع للحديد والصلب في رانجون، كما ساهمت في إنشاء مصانع الأسمنت والجوت وأحجار البناء والتي يتركز معظمها في مدينة دونيجون.
النقل والمواصلات
ويخدم عمليات نقل المنتجات الخام الزراعية من مناطق الإنتاج الى مناطق الاستهلاك شبكات طرق النقل المختلفة التي تغطي معظم أراضي بورما، وبلغت جملة أطوال خطوط السكك الحديدية بها عام 1965م نحو 2400 ميل وأهم خطوط السكك الحديدية ذلك الذي يصل بين العاصمة رانجون جنوبا، ومندلاي، وميتاكيانا شمالا كما يعد نهر ايراوادي صالح لملاحة السفن حتى مسافة 900 ميل من مصبه (بحيث لا يزيد طول السفينة عن 300 قدم وألا يزيد غاطسها على 6 أقدام)، ويتمثل في بورما حسب بيانات عام 1965م نحو 5000 ميل من الطرق البرية الرئيسية من الدرجة الأولى ونحو 1400 ميل من الطرق البرية الثانوية، وتتصل بورما بالعالم الخارجي عن طرق الملاحة الجوية، ويتمثل بها أكثر من 40 مطارا منها 4 مطارات دولية رئيسية أهمها مطار رانجون الدولي.
توزيع الكثافة السكانية
لقد أثرت الظروف الاقتصادية الممثلة في النشاط الزراعي واستغلال الثروات التعدينية خاصة استخراج البترول في التوزيع الجغرافي للسكان واختلاف كثافتهم في بورما من مكان الى آخر نجد ان أعظم المناطق كثافة بالسكان تتمثل في دلتا نهر ايراوادي، والقسم الأدنى من مجرى هذا النهر فيما بين جنوب مدينة ثايتميو حتى العاصمة رانجون وتختلف الكثافة هنا من 126 الى أكثر من 200 نسمة/ ميل2 وتتركز في هذه المنطقة زراعة الأرز، أما المنطقة الثانية العظيمة السكان فتتمثل في الحوض الأوسط من نهر ايراوادي حيث يزرع الأرز هنا على الري الى جانب استخراج البترول ويتركز السكان بوجه خاص في منطقتي مندلاي وياكوكو حيث تتراوح الكثافة السكانية هنا من 126 ـ 200 نسمة/ ميل2، وتقل كثافة السكان في شمال بورما حيث ظروف الجفاف وفوق هضبة شان في الشرق ومرتفعات اركانيوما في الغرب.
وملخص النشاط الاقتصادي ان بورما بلاد زراعية بالدرجة الأولى وتزرع الأرز وهي تنتج 8 ملايين طن منه، وتحتل المرتبة الأولى في تصديره بين دول العالم بينما تعد الدولة الرابعة في انتاجه بعد الصين والهند واليابان وتنافس تايلند في ذلك ويعد ميناء «رانجون» أعظم ميناء لتصدير الأرز في العالم وتنتج بورما الى جانب ذلك الذرة وقصب السكر والفول السوداني والمطاط، والأرز هو الغذاء الرئيسي للسكان الى جانب السمك، ويوجد من البترول والفحم والرصاص والنحاس والزنك والذهب والقصدير والحديد.
الحجي لـ «الأنباء»: ما يحدث في بورما وصمة عار في جبين الأمة الإسلامية
قال يوسف جاسم الحجي رئيس الجمعية الكويتية للاغاثة ان ما يحدث في بورما وصمة عار في جبين الامة الاسلامية حيث يراق الدم في بورما وسورية وغيرهما من البلدان ذات الاقلية العرقية هنا وهناك في العالم وكأن الدم الاسلامي رخيص لابواكي له.
وأوضح الحجي أنه تابع ما تنشره «الأنباء» في ملفها عن مذبحة الروهينجيا ووصف هذا الملف بأنه جاء في وقته ليوصل رسالة هذه الأقلية المسلمة في أراكان التي تذبح وتهجر على مرأى ومسمع من هذا العالم الذي تكاسل في نصرة هؤلاء الضعفاء المنكوبين بالقوة البورمية البوذية المتطرفة التي تحكم البلاد والعباد.
وبين الحجي ان حكومات العالم الاسلامي مطالبة برفع صوت الاحتجاج على الاقل وان السكوت امر مرفوض وغير مبدئي ومشين بحق الأمة الاسلامية التي ترى الدم الاسلامي يسفح في بورما دونما تدخل من الدول الاسلامية.
وطالب الحجي وزارات الخارجية الاسلامية والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والجامعات الاسلامية ولجان حقوق الانسان العربية والاسلامية بضرورة التحرك لوقف نزيف الدم في اقليم اراكان واعلاء صوت الاحتجاج بمختلف الطرق المشروعة لعل الامم المتحدة ولجانها تلتفت لحقوق هذه الاقلية المسلمة التي تباد وتهجر على مدار اليوم والساعة دون تحرك الدول والحكومات لوقف هذا الاعتداء البوذي المتطرف ضد المسلمين.
وشكر الحجي «الأنباء» التي كانت من اوائل الاعلام الاسلامي الذي تحرك منذ عام 1993 بإثارة هذه القضية وما تبع بعد ذلك من نشر ملفات تدين النظام البورمي لانتهاكاته المستمرة ضد المسلمين الروهانجيين.
وتجدر الاشارة الى أن الجمعية الكويتية المشتركة للاغاثة والهيئة الخيرية الاسلامية العالمية من اوائل المنظمات العالمية التي ساعدت المسلمين الروهنجيين.
الشيخ محمد العريفي مناشداً الأمة
في خطبة نارية بعنوان: ماذا تعرف عن بورما؟
قال الشيخ د.محمد العريفي ضمن خطبة طويلة طيبة في نصرة شعب الروهينجيا في أراكان المسلمة : أتدرون ما هي دولة بورما؟
دولة بوذية من دخلها رأى صنما لبوذا كبيرا ورأى البوذيين بلباسهم البرتقالي وهم متعصبون وعندما بدأ الإسلام ينتشر والمسلمون قلة قبل 200 عام في ميانمار وكانوا في الأساس دولة مستقلة احتلهم البوذيون، هم من 5 إلى ثلاثة ملايين مسلم في القرى، لهم مساجدهم وجمعياتهم، وانتشر الإسلام على ايدي الدعاة والمشايخ والأئمة، وهذا ما جعل البوذيين يغضبون لهذا الانتشار فصاروا يحاربون الاسلام وأهله بهدف إجلائهم عن اراضيهم ناحية بنغلاديش، ويذكر التاريخ ان حافلة فيها عشرة دعاة كانوا يمرون على القرى يعلمون القرآن والدين هاجمهم مجموعة من البوذيين ثم بدأ مسلسل رهيب لهؤلاء الدعاة الذين تم قطع ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم لأنهم يعلمون الناس دينهم مما جعل المسلمين يثورون على البوذيين فأحرق البوذيون 800 بيت في القرى ثم 700 اخرى حتى وصل عدد البيوت المهدمة الى 2600 مسكن ثم جعل قرابة 90 ألفا ينزحون من قراهم المهدمة الى البحر في قوارب مكسرة مهلهلة تحمل النساء والأطفال والكبار من العجائز وياليتهم سلموا، فلقد تصدت لهم القوارب البوذية وأغرقتهم في خليج البنغال، ولا حول ولا قوة إلا بالله، هكذا هـــو الوضع اليوم في أراكان المسلمة، فهل من نصير؟!
أوغلو يندد بنهج بورما السلبي في معالجة قضية الروهينجيا
ندد الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلو بـ «النهج السلبي» للسلطات البورمية في معالجة التوتر الديني، الامر الذي يشجع المتطرفين على اعتباره «مباركة رسمية»لأعمالهم.
وبحسب «فرانس برس»، قال اكمل الدين احسان اوغلو خلال اجتماع على مستوى وزراء خارجية لجنة الاتصال لبحث اوضاع مسلمي الروهينجيا ان «هذا العنف دليل واضح على النهج السلبي للحكومة في معالجة التوترات العرقية والدينية التي اندلعت الصيف الماضي»، في اشارة الى مواجهات بين البوذيين والمسلمين اودت بأكثر من 180 شخصا وهجرت 125 الفا آخرين. واضاف «رأى المتطرفون في هذا النهج مباركة رسمية لما يرتكبونه من فظاعات، فاستمروا في جرائمهم بل وسعوا نطاق اعمالهم الى مناطق اخرى».
وتضم اللجنة التي تشكلت في سبتمبر الماضي 11 دولة من اصل 57 في المنظمة وهي افغانستان والسعودية وبنغلاديش وبروناي وجيبوتي ومصر والامارات واندونيسيا وماليزيا والسودان وتركيا.
واكد في كلمته «نتابع محنة المسلمين الروهينجيا، وقد استنكرنا اشد الاستنكار السلوك المشين لحكومة بورما وتعاملها مع اخوتنا المسلمين واخواتنا المسلمات هناك».
وفي وقت لاحق، شددت لجنة الاتصال على ضرورة ان «تسمح السلطات البورمية بارسال وفد وزاري» الى رانغون، وهو امر تطالب به المنظمة منذ عام.
كما دعت اللجنة مفوضية الامم المتحدة لحقوق الانسان الى «ارسال لجنة لتقصي الحقائق» وكذلك المنظمات «غير الحكومية للاهتمام والعناية بهذه المسألة».
وحذرت اللجنة من ان تؤدي هذه القضية الى مشاكل بين تحالف الحضارات، معبرة عن الامل في ان تقوم «الدول المجاورة مثل بنغلاديش وماليزيا بتقديم المساعدة لحل المشكلة».
وفي 20 مارس الماضي اندلعت اعمال عنف طائفية في مدينة ميكتيلا وسط البلاد بعد شجار بين تاجر مسلم وزبائن بوذيين، امتدت شرارتها الى مناطق وسط البلاد مما اسفر عن سقوط 43 قتيلا واحراق العديد من المساجد ونزوح حوالى 12 الف شخص، ولم يعد الهدوء الى ميكتيلا الا بعد تدخل الجيش وفرض حالة الطوارئ في المدينة.
وتواصل بورما الاصلاحات منذ تنحي النظام العسكري قبل عامين، الا ان اعمال العنف في ميكتيلا سلطت الضوء على التوتر المقلق بين البوذيين والمسلمين.
ويشير آخر احصاء أجراه النظام العسكري قبل ثلاثين سنة الى ان المسلمين يشكلون 4% من سكان البلاد، بينما ينتظر اجراء احصاء جديد اكثر دقة في 2015 بمساعدة الامم المتحدة.
بريطانيا تندد بالنظام البورمي
التقى هيج مسؤولا في بورما وبحث معه اوضاع الاقلية المسلمة ووعد بأن تستمر الحكومة البريطانية في دعم المساعي لجمع الجماعات الدينية ووقف اعمال العنف في ولاية ميكتيلا، وقال هيج: بحثنا الوضع الانساني الخطير في ولاية ميكتيلا وراخين، واكد على اهمية الحفاظ على حقوق اقلية الروهينجا التي عاشت في بورما، وستحصل على حقوق الجنسية وفقا للمعايير الدولية.
الجماعات البوذية تحرق شابا حياً
لا تمنحوه الماء.. دعوه يموت محترقا.. ذلك هو المشهد الذي رآه العالم بالفيديو.. شاب روهنجي يحرق على يد الجماعات البوذية، وهذا ماجعل صحيفة الديلي ميل البريطانية تجعله عنوانا لها في تقرير بالصور والفيديو وسط صمت وتراخ أمني بوذي من قوات الأمن البورمية. وقالت الصحيفة ان تلك المشاهد المروعة التقطت في بلدة «ميكتيلا» لاعمال عنف جديدة ارتكبت ضد اقلية «الروهينجا» المسلمة في نهاية الشهر الماضي، وخلفت اكثر من 43 قتيلا. وتظهر تلك الصور مجموعة من الشباب ينظرون الى شاب يبدو في العشرينيات من عمره، مضرمة فيه النيران، وملقى على ارض، ولا من مغيث له، حتى قوات الشرطة، وقفت تتفرج وتشاهد مقتله دون ان تحرك ساكنا. ويظهر في الفيديو صوت احد الاشخاص، وهو يهتف قائلا: «لا تمنحوه الماء، لا تطفوا الحريق.. دعوه يموت»، وهو ما جعل منظمة «هيومن رايتس ووتش» تصف ما يحدث ضد أقلية «الروهينجا» بجرائم ضد الانسانية، وحملة تطهير عرقي ضد المسلمين.
«مسلمو ميانمار حقائق خلف الستار»
صدر كتاب «مسلمو ميانمار حقائق خلف الستار» للطالبة الكويتية جنان بدر العنزي التي تدرس في كلية الحقوق في جامعة الكويت في عام2013. انني كباحث في هذه القضية الاسلامية احيي جهود ابنتي المحامية جنان العنزي التي قدمت كتابها: فمنذ عام 2012 جرح اقليم اراكان في بورما من جديد وبدأت معاناة مسلمي الروهينجيا من جميع نواحي الحياة على ايدي البوذيين الحاقدين. عانى هؤلاء المسلمون جميع انواع التعذيب والادهى والامر من ذلك ان هذه الجرائم ترتكب على مرأى ومسمع العالم اجمع ولم يتحرك احد لنصرة الاقلية بسبب التكتم الاعلامي على هذه القضية، جهل الكثير من الناس الحقائق المخفية وراء الستار لهذه القضية. كتاب في 139 صفحة يتناول هذه القضية الاسلامية ويسد نقصا في المعلومات.. جهد مشكور لابنتنا جنان العنزي لنصرة اخواننا في اقليم اراكان وشعب الروهينجيا.