[caption align="alignleft" width="300"]«مسلمو بورما .. مذبحة العصر» الحلقة الأخيرة... بقلم: يوسف عبدالرحمن[/caption]
شعب الروهينجيا في اقليم اراكان يواجه الابادة على يد القوات البورمية والعصابات البوذية وتحت سمع وبصر وانظار العالم «المتحضر» الرافع لواء حقوق الانسان والمدافع عن الحريات في كل مكان! هذه الابادة تجسدها تقارير وصور وتصريحات يكشفها هذا الملف ويسلط الضوء على الجرائم التي ترتكب بحق افراد هذا الشعب المسلم المكافح والذي لا جريرة له سوى تمسكه بدينه في هذه البقعة المظلمة من العالم.
الملف يطرح الاسئلة الاهم ويجيب عنها: ما اسباب هجرة المسلمين من بورما وخاصة اقليم اراكان؟ وماذا تعرف عن قانون المواطنة في بورما؟ وماذا تعرف عن درجات الجنسية وكيف طرد قرابة المليونين من مسلمي اراكان الى الحدود المجاورة عبر التاريخ؟
الملف يطرح القضية من جذورها ويعيد توثيقها في هذه الملفات.
يتعرض المسلمون في بورما وخصوصا في إقليم أراكان، غرب جمهورية بورما، أو ما يسمى جمهورية اتحاد «ميانمار» والمسمى أراكان للقتل والتنكيل وإشعال النيران بأجسادهم وهم أحياء، إضافة إلى تهجيرهم وتدمير منازلهم ومساجدهم واغتصاب نسائهم من قبل جماعة «الماغ» البوذية المتطرفة، وسط صمت الحكومة البورمية المريب وصمت عربي وإسلامي ودولي لا نعلم أسبابه. إذ تشتعل الأحياء والمنازل على من فيها من النساء والأطفال والعجزة ومن لم تصبه المحرقة فحتما سيواجه مصيره قتلا بآلات البوذيين الحادة لتنتشر الجثث والدماء في الطرقات، المشهد ليس جديدا في بورما فقد تكرَّر قبل ذلك بوقائع تقل أو تزيد دموية ضمن سلسلة الجرائم المستمرة منذ ستة عقود، وسط تواطؤ من الحكومة العسكرية الحاكمة والعصابات البوذية المتطرفة وصمت دولي غير مبرر.
هكذا يعيش مسلمو إقليم أراكان ـ الذين ينظر إليهم من قبل البوذيين على أنهم ليسوا من أهل البلاد ـ وانهم بنغال وبين شقي رحى العنصرية وحرب الإبادة المعلنة في آخر موجة عنف اندلعت ضدهم منذ العام الماضي على خلفية شائعة اغتصاب فتاة بوذية، وهي الأكذوبة التي نفاها مسلمو الإقليم مؤكدين أنَّ وراء اشتعال جذوة العنف الطائفي ضدهم دوافع عرقية وسياسية منظمة من عصابات الماغ البوذية المتعصبة. لتحقيقها.
تاريخ الإبادة
بدأت الحكومة الميانمارية بترحيل وإبادة المسلمين فيها بأنهم دخلاء على البلد وفي أول تقرير انتشر في وسائل الإعلام قتل أكثر من 50 ألف مسلم ميانماري بيد الجيش والبوذيين المتعصبين، كان إعلان حكومة الميانمارية البورمية منح بطاقة المواطنة للروهينجيا «الأقلية المسلمة» في أراكان، بالنسبة للماغن «الأغلبية البوذية» صفعة على وجوههم.. فهم يدركون تماما تأثير هذا القرار على نتائج التصويت ـ في ظل الحكومة الجمهورية الوليدة ـ ويعرفون أن هذا القرار من شأنه أن يؤثر في انتشار الإسلام. لم يدخر البوذيون وسعا في تنظيم المؤامرات مجندين عددا من الشباب من خارج بورما وبالتحديد في روسيا، ليبدأوا خطط إحداث أي فوضى بهدف تغيير رأي الحكومة وموقفها تجاه المسلمين الروهينجيا حتى يصوروهم أمام الرأي العام وأمام الحكومة بأنهم إرهابيون ودخلاء، ويتوقف بالتالي قرار الاعتراف بهم أو تأجيله، إضافة إلى خلق فرصة لإبادة الشعب الروهينجي المسلم، مع غياب الرأي العام الخارجي كليا، وسيطرة الماغن على مقاليد الأمور وتواطؤ الشرطة البوذية معهم.
حملات الإبادة
وسط هذه الأجواء المشحونة بالتوتر والمؤامرة، اتجهت قدرا حافلة تقل مجموعة من المسلمين في بلدة «تاس وجوك» البوذية التي يندر وجود المسلمين فيها، لأخذ قسط من الراحةفهاجمهم مجموعة من الماغ البوذيين واجتمع على ضربهم وقتلهم قرابة 466 بوذيا بالعصي على وجوههم ورؤوسهم بعد أن ربطوا أيديهم وأرجلهم في صورة تنعدم عندها كل معاني الإنسانية.
وحتى يثير الماغن الفتنة ادّعوا أنّهم فعلوا ذلك انتقاما لمقتل فتاة بوذية زعموا أن أحد المسلمين اغتصبها وقتلها، مشيرين إلى أنهم اشتبهوا بهؤلاء على أنّهم هم من فعلوا ذلك!، علما بأن المسلمين ليسوا أصلا من تلك البلدة وإنما كانوا مارين فيها خلال جولة عمل.
موقف السلطة الحاكمة
كان موقف الحكومة مخجلا ومتواطئا مع الماغن بشكل سافر، حيث قامت بالقبض على 4 من المسلمين بدعوى الاشتباه بهم في قضية الفتاة، وتركوا المئات الذين شاركوا في قتل هؤلاء الأبرياء، ما دفع شرارة احتجاج الأقلية المسلمة ضد سياسة التمييز والعنصرية ضدهم.
توالي الأحداث الدامية
وفي يوم الجمعة 19/7/1433هـ ـ 8/6/2012، أحاط الجيش بالمساجد في «مانغدو» ذات الأغلبية المسلمة، تحسبا لأي تظاهرات أو شغب، احتجاجا على قتل المسلمين العشرة وهي الفرصة التي كان ينتظرها الماغ فقاموا بالاشتباك مع المحتجين وهو الأمر الذي ردّت عليه الحكومة بفرض حظر تجول تمت على إثره محاصرة أحياء الروهينجيا المسلمين حصارا محكما من قبل الشرطة البوذية الماغية، بينما تركت الحبل على غاربه للماغ البوذيين يعيثون في الأرض الفساد ويزحفون على قرى ومنازل المسلمين بالسيوف والسكاكين لتبدأ حملة إبادة منظمة ضدّ المسلمين في جريمة شارك فيها حتّى كبار السن والنساء من البوذيين.
وهكذا بدأت سلسلة القتل وحرق الأحياء والقرى كاملة على مرأى من الشرطة الماغية البوذية وأمام صمت الحكومة التي اكتفت ببعض النداءات لتهدئة الوضع، ليمتد العنف وعمليات التطهير إلى أماكن أخرى كأكياب أو سيتوي ذات الأغلبية البوذية فقاموا بحرق أحيائهم بالكامل، مستغلين حظر تجول فرضته الحكومة في المناطق ذات الأغلبية المسلمة، وضمنوا عدم استطاعة زحف أي مسلم تجاه أكياب عاصمة أراكان.
همجية البوذيين
وكنتيجة لهذا العنف والمحارق هام مسلمو أراكان على وجوههم بعد أن أُحرقت منازلهم ما دفعهم للهروب الى عرض البحر على سفن متهالكة وبلا طعام أو شراب ليكون مصيرهم الموت قبل أن يصلوا من أكياب إلى الدول المتاخمة.
وطبقا لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، فقد قامت قوات حرس الحدود في بنغلادش بإعادة ثمانية زوارق تقل أكثر من 300 مسلم من أقلية الروهينجيا غالبيتهم من النساء والأطفال كانوا يحاولون الفرار من أعمال العنف في بورما. وقال شفيق الرحمن عضو قوة حرس الحدود البنغالية لوكالة «فرانس برس»: إن هناك أكثر من 300 من الروهينجيا المسلمين في السفن الآتية من مدينة أكياب البورمية. كانت تقل نساء وأطفالاً والكثير منهم كانوا يبكون، مشيرا إلى أنه قد تمت إعادة السفن الثماني الى الأراضي البورمية، ما يعني إعادتهم للموت.كما اعلن مصدر رسمي ان بنغلاديش طلبت من ثلاث منظمات للعمل الخيري الكف عن مساعدة اللاجئين الروهينجيا الذين يعبرون الحدود هربا من اعمال العنف في بورما، وقال مسؤول محلي جوينول باري ان المنظمتين الفرنسيتين «اطباء بلا حدود» و«العمل ضد الجوع» (اكسيون كونتر لافان) وكذلك البريطانية «مسلم ايد» تلقت امرا بوقف نشاطاتها في منطقة كوكس بازار المحاذي لبورما.
الأكثر عدائية
يشار إلى أن العداء لمسلمي بورما أحد الأسس الرئيسية للتكوين المجتمعي لدى البوذيين، حيث ينظر إلى المسلمين على أنهم مهاجرون غير شرعيين رغم الوجود التاريخي للمسلمين في هذه البلاد. ومنذ الانقلاب العسكري الذي حدث في 1962 عمدت الحكومة العسكرية إلى حظر المسلمين من دخول الوظائف الحكومية والجيش وطرد الآلاف من مسلمي بورما خلال العقدين السابع والثامن من القرن الماضي إلى بنغلاديش. بينما تعتبرهم الأمم المتحدة الأقلية الأكثر اضطهادا في العالم.
تحالف السلطة والرهبان
اتخذ النظام البوذي في بورما إجراءات قاسية لطمس الهوية الإسلامية، وذلك عن طريق هدم المساجد والمدارس التاريخية والآثار الإسلامية، كما منعت الحكومة البوذية القيام بأعمال الترميم أو إعادة بناء تلك المساجد أو المدارس التاريخية التي تهدمت بفعل عوامل الزمن. فيما تعتبر الضغوط الاقتصادية جزءًا من الممارسات الظالمة التي تنتهجها الحكومة البوذية ضد مسلمي الروهينجيا، حيث عمدت الحكومة إلى رفع أسعار السلع الغذائية الضرورية في الأحياء ذات الأغلبية المسلمة مما أدى إلى نشوء وضع أشبه بالمجاعة، ما دفع آلاف مسلمي بورما للفرار إلى تايلاند وبنغلاديش للعيش في مخيمات حدودية.
كما تظاهر مئات الرهبان البوذيين في بورما تأييدا لفكرة طرحها الرئيس ثين سين بطرد ابناء اقلية الروهينجيا المسلمة من البلاد او تجميعهم في مخيمات تديرها الامم المتحدة، وسارت طوابير طويلة من الرهبان البوذيين بأثوابهم الحمراء التقليدية في شوارع ماندلاي في وسط بورما وانضمت اليهم جموع من المواطنين المؤيدين لطروحاتهم، ورفع المتظاهرون لافتات كتب على احداها «احموا أمنا بورما من خلال دعم الرئيس».
ردود الأفعال على الهجمة البوذية
٭ أصدرت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الكبرى ومنظمات حقوق الإنسان المتكررة والأنباء المتواترة عن انتهاك واسع النطاق ومنهجي لحقوق الإنسان في بورما. وقد دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة مرارا وتكرارا، المجلس العسكري البورمي إلى احترام حقوق الإنسان، وفي نوفمبر 2009، اعتمدت الجمعية العامة مشروع قرار «يدين بشدة الانتهاكات المنهجية الجارية لحقوق الإنسان والحريات الأساسية»، وداعيا الجيش البورمي والنظام الى«اتخاذ تدابير عاجلة لوضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي».
٭ فرنسا دعت السلطات البورمية الى «حماية كل المدنيين من دون تمييز» والتحقيق في«تجاوزات محتملة» بحق المسلمين في ولاية راخين، وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية في بيان ان «فرنسا تعلق اهمية كبرى على تسوية سلمية عن طريق التشاور للمسائل الاتنية في بورما لتحقيق مصالحة وطنية».
٭ منظمة هيومن رايتس ووتش انتقدت تعامل الحكومة مع الأزمة. وقالت إيلين بيرسون المسؤولة المساعدة لآسيا في هذه المنظمة التي تدافع عن حقوق الإنسان، ان «اعمال العنف الدامية في اراكان تمضي في دوامة يصعب السيطرة عليها تحت نظر الحكومة»، وطالبت بإرسال «مراقبين دوليين مستقلين».
٭ محققون تابعون للأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان دعوا ميانمار الى وقف العنف الطائفي الدموي وحذروا من استغلال الصراع للتخلص من أقلية الروهينجيا المسلمة، وقال بيان مشترك اصدره مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحقوق الإنسان في ميانمار توماس اوجيا كوينتانا وخبراء مستقلون في مجال الاقليات والنازحين «يجب الا يصبح هذا الموقف فرصة للتخلص بشكل دائم من جماعة غير مرغوب فيها».
٭ منظمة اللاعنف الإسلامية (المسلم الحر) في بيان لها دعت رئيس المحكمة الجنائية الدولية سانغ هيون سونغ الى التدخل الفوري والحازم لوقف عمليات الابادة التي يتعرض لها مسلمو بورما. وجاء في البيان، (ان ما يجري في تلك الدولة هو عمليات تطهير عرقي يشرف عليها النظام الحاكم في تلك الدولة وليس حالة عنف طائفي كما يروج له).
٭ منظمة العفو الدولية قالت إن المسلمين في ولاية راخين الواقعة غرب بورما يتعرضون لهجمات واحتجازات عشوائية في الاسابيع التي تلت اعمال العنف في المنطقة، وأعلنت حالة الطوارئ بعد اندلاع اعمال عنف دامية بين البوذيين والمسلمين، وقال متحدث باسم المنظمة إنه منذ ذلك الحين، القي القبض على المئات في المناطق التي يعيش فيها الروهينجيا المسلمون، وهونت الحكومة من شأن المزاعم قائلة إنها «متحاملة ولا أساس لها»، وقال وين مييانغ المتحدث الحكومي باسم ولاية راخين لوكالة اسوشيتد برس إن المزاعم «تتناقض تماما مع ما يحدث على الارض».
٭ كريس ليوا مدير مشروع اراكان، الذي يركز انشطته على الروهينجيا، لـ «بي بي سي» إن المئات من الروهينجيا المسلمين اعتقلوا، وتوجد مزاعم بأن بعضهم ضربوا وعذبوا.
انتهاكات أخرى
منظمات حقوق الإنسان الدولية بما فيها هيومن رايتس ووتش، منظمة العفو الدولية، والجمعية الأميركية لتقدم العلوم، وثقت مرارا وأدانت انتهاكات حقوق الإنسان على نطاق واسع، وهناك إجماع على ان النظام العسكري في بورما هو واحد من أكثر أنظمة العالم قمعا. بسبب:
1 ـ لا يوجد قضاء مستقل في بورما.
2 ـ العمل القسري والاتجار بالبشر.
3 ـ شيوع عمالة الأطفال.4 ـ الجيش هو أيضا سيئ السمعة لتفشي استخدام العنف الجنسي كأداة من أدوات التحكم، بما في ذلك مزاعم الاغتصاب المنهجي.
5 ـ انتهاكات لحقوق المرأة، وهناك تزايد في الحركة الدولية للدفاع عن المرأة في قضايا حقوق الإنسان.
الحكومة قمعت تقريبا جميع الحقوق الأساسية، حيث أفاد تقرير منظمة «الحرية في العالم» لسنة 2011: بأن «المجلس العسكري يحكم منذ فترة طويلة بموجب مرسوم ويشرف على جميع السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية. وهو المسؤول عن انتهاكات حقوق الإنسان والإفلات من العقاب، والمجلس العسكري الحاكم قام بتزوير انتخابات عام 2010 الوطنية، التي لم تكن حرة ولا نزيهة. في البلاد أكثر من 2100 من السجناء السياسيين وشملت حوالي 429 من أعضاء الرابطة الوطنية للديمقراطية، المنتصرون في انتخابات عام 1990».
التوصيات أو (ما يمكن فعله)
إن قيام المجتمع الدولي بالنظر في بعض الجرائم التي ارتكبت ضد الأقليات في العالم مثل قضية إبادة الأرمن، ومحرقة اليهود التي على إثرها منح لليهود وطن خاص بهم في فلسطين، والجرائم التي ارتكبت ضد المسلمين في البوسنة والهرسك، وتوفير الملاذ الآمن للأكراد في شمال العراق بعد جرائم القتل التي تعرضوا لها على يد النظام البعثي حينذاك وما يقوم به النظام السوري ،وغيرها من القضايا الخاصة بالجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، يحتم على المجتمع الدولي ممثلا بالأمم المتحدة وخصوصا الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن أن تنظر بجدية بالغة لما حدث ويحدث في بورما ضد الأقلية المسلمة، كما أن المسؤولية الشرعية والإنسانية والأخلاقية تحتم على الدول العربية والإسلامية اتخاذ ما يلزم من إجراءات بهدف الضغط على حكومة بورما وإجبارها على توفير الحماية اللازمة ومنح الجنسية للمسلمين في بورما. ومن بين الضغوطات التي يمكن اتخاذها من قبل دول المجتمع الدولي والدول الاسلامية على وجه الخصوص هي:
أولا: الضغوط السياسية، وتتمثل في قطع جميع العلاقات السياسية مع حكومة بورما، وسحب جميع سفراء الدول الإسلامية منها كتعبير عن الاحتجاج ضد مجازر الإبادة التي يقوم بها المتطرفون البوذيون ضد المسلمين على مرآى ومسمع من القوات الحكومية.
ثانيا: الضغوط الاقتصادية، وقف التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري مع حكومة بورما إلا أن يتم وقف لعمليات العنف ضد المسلمين وإعطاؤهم حقوقهم كمواطنين بورميين أصليين.
ثالثا: الضغوط القانونية، وهذا هو المجال الأهم والأكثر فاعلية كي يحصل الإنسان على حقه ويدافع عنه، وذلك من خلال توثيق جميع الجرائم وعرضها على المحاكم الجنائية الدولية وتتبع المجرمين ومحاكمتهم دوليا بما في ذلك الحكومة إذا ثبت تورطها أو تواطؤها في ارتكاب المجازر الجماعية ضد الأقلية المسلمة.
هذا، وقد ناشدت «الأنباء» جميع المنظمات الدولية التابعة لحقوق الإنسان ضرورة العمل على تقديم النظام البورمي للمحاكمة الدولية.
نداء الشعب الروهينجي وواجب العالم الإسلامي
إن الشعب الروهينجي في أراكان المسلمة يناشد إخوانه المسلمين عامة والعرب خاصة ـ الذين لهم مكانة سياسية واقتصادية وإعلامية وبرلمانية لا يستهان بها في المجال الدولي ان يعرفوا معاناة اخوانهم في بورما وما يعانونه من الظلم والاضطهاد والقتل والتهجير والتمييز العرقي تحت نير الاستعمار البوذي لهم وان يهتموا اليوم أكثر بقضية شعب الروهينجيا المظلوم المضطهد وان يعيدوا النظر في تعاملهم مع النظام الحاكم في ميانمار التي تستفيد من علاقاتها العربية والإسلامية.
إن الشعب الروهينجي لا يطالبكم بالتدخل المباشر وإنما بالوقوف مع قضية شعب الروهينجيا وتأييد موقفه المنطقي، فنحن لم نطالب بالانسلاخ من النسيج البورمي غير اننا اليوم نفكر بهذا بعد تعرضنا لكثير من المذابح عبر التاريخ دون تدخل من العالم إزاء هذا العدوان البوذي علينا.
إن المطلوب هو تحريك القنوات السياسية لكي تتبنى الأمم المتحدة ومجلس الأمن قضيتنا والمطلوب من العالم الإسلامي أن يقدم لنا العون السياسي والإعلامي وان يتخذ موقفا أخلاقيا يعضد فيه توجهات شعب الروهينجيا المظلوم.
إن أكبر دعم يقدم لنا اليوم هو فهم القضية فهما صحيحا لأن أغلب الدول في الوقت الحاضر واقعة تحت تأثير الدعاية البورمية البوذية الحاقدة علينا والتي تريد السيطرة علينا معتبرين ذلك نزاعا داخليا، في حين ان الحقيقة انها مشكلة عرقية ضد أقلية وعليه نطالب بما يلي:
1- ان قضية الروهينجيا مشكلة معترف بها دوليا وتتعلق بحق تقرير المصير لملايين من البشر ضمن القرارات الأممية الصادرة من الأمم المتحدة وبإشرافها.
2- إن السلطة الحاكمة والعصابات البوذية هم الخصم الحقيقي لشعب الروهينجيا المسلم.
3- ان النظام البورمي الحاكم يعوق بل ينكر كل هذه المذابح الوحشية لنا في اقليم أراكان خلافا للمعايير الأخلاقية وخرقا لجميع الالتزامات والأعراف الدولية.
4- إن النظام البورمي الحاكم المدعوم من الجيش لا يحترم أي قرار أممي ولا المناشدات ويفرض سيطرته على أراكان.
5- إن هدف بورما البوذية هو الاستيلاء على أقليم أراكان المسلم ليصبح ضمن النفوذ البوذي جغرافيا واقتصاديا.
6- ان ما يتعرض له الشعب الروهينجي هو مؤامرة بوذية ضد وجود الإسلام في بورما.
7- لا يمكن ان يسود السلام إقليم أراكان ما لم تحل هذه القضية طبقا لقرارات مجلس الأمن ودعم الدول العربية والإسلامية.
8- ان استمرار النظام البورمي البوذي في ارتكاب المجازر والمذابح ضد شعبنا المسالم يعني الاستخفاف بالتعهدات التي قطعها النظام الحاكم على نفسه وتحديا لمشاعر ملايين المسلمين في العالم.
لقد اخترنا جريدة «الأنباء» الكويتية الغراء لنشر هذا النداء وهذه فرصة ينقل فيها الشعب الروهينجي شكره وتقديره لجريدة «الأنباء» التي كانت ولاتزال صوت المسلمين في العالم ومواقفها وأدوارها مشهودة ومسجلة في سجلات المجد والاعتزاز والتقدير.
وإذ نود ان نلفت مرة اخرى أنظار المسلمين في العالم وأنظار اخواننا العرب نقولها: أبطلوا هذه الصفقة المخزية ما بين الديانة البوذية وسياستهم للتطهير العرقي لتقسيم أراكان على شكل هذه التصرفات اللا شرعية من النظام الحاكم ضدنا، والله أكبر والعزة للإسلام وأهله.
نساء ميانمار يحطمن حظائر احتجازهن
بدأت نساء في منطقة نائية اقصى غرب ميانمار في تدمير حظائر ابقار يحتجزن بها خلال فترات حيضهن، وفقا لما ذكرته تقارير اعلامية ويقضي تقليد يعرف باسم «تشاوبادي» بحجز النساء خلال دورات الحيض، حيث يمنعن من دخول المنازل او المعابد.
ونقلت صحيفة «ذا ريبابليكا» عن ديبا كارمي قولها «دمرنا بالفعل اكثر من ست وثلاثين حظيرة تشاوبادي، ولقيت نساء كثيرات حتفهن جراء لدغ الثعابين او البرد او النزيف الشديد خلال فترة العزلة، بينما تعرض بعضهن للاغتصاب، ويقال ان العادة القديمة مأخوذة من عقيدة هندوسية تعتبر ان النساء في فترات الحيض نجسات، وتشير بيانات رسمية الى ان نحو 24 سيدة تلقى حتفها كل عام خلال فترات احتجازهن، وتنقلت نساء نشطات في عملية الاحتجاج من منزل الى منزل لحث النساء على التخلي عن ذلك التقليد البوذي المتطرف والدنيء في التعامل مع المرأة.
التطرف البوذي يحرق المسلمين في أراكان
أعلنت شرطة ميانمار القبض على اثنين متطرفين بوذيين، لهما صلة بالهجوم الذي تسبب في تدمير محلات ومنازل المسلمين في الولاية الشمالية من كاشين.
وأفادت وسائل إعلامية بأن الشرطة صرحت بالقبض على اثنين من مكان الحادث، ويتم استجوابهم، وأشار مسؤول في الشرطة رفض الكشف عن اسمه الى انه سيتم اتهامهم اذا ما توافرت أدلة إدانتهم. وقد أعربت «مو مو لوين» وهي سيدة مسلمة تعيش في كاشين، ان حوالي 30 شخصا جاءوا كاشين ليلا وألقوا الحجارة على المحلات، والمنازل، وأنهم لا يستطيعون عمل شيء سوى مشاهدة محلاتنا، ومنازلنا تدمر أمام أعيننا.
أوباما يخطر الكونغرس باستمرار حالة الطوارئ الوطنية مع بورما
اخطر الرئيس الاميركي باراك اوباما الكونغرس الاميركي باستمرار حالة الطوارئ الوطنية مع بورما التي فرضت في 20 مايو 1997 الى ما بعد مايو 2013. وقال في رسالتين الى رئيسي مجلسي النواب والشيوخ ان الوضع في بورما لايزال يشكل تهديدا غير عادي واستثنائيا للامن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة، رغم ما احرزته بورما من تقدم كبير في عدد من المجالات الحرجة، بما في ذلك الافراج عن مئات السجناء السياسيين ومحادثات وقف اطلاق النار مع الجماعات العرقية المسلحة الاحدى عشر، واتخاذها خطوات مهمة نحو القضاء على الرقابة على الصحافة، وتمكين مشاركة احزاب المعارضة في النظام السياسي في البلاد. واشار ان الانفتاح السياسي وليد في بورما ولاتزال هناك مخاوف بشأن السجناء السياسيين الباقين، واستمرار الصراع وانتهاكات حقوق الانسان في مناطق الاقليات العرقية، واستمرار العلاقات العسكرية مع كوريا الشمالية، وشدد اوباما على ان الولايات المتحدة ملتزمة بدعم وتعزيز جهود الاصلاح في بورما لضمان ان يصبح التحول الديموقراطي لا رجعة عنه، وقال: لهذا السبب، قررت انه من الضروري استمرار حالة الطوارئ الوطنية فيما يتعلق ببورما.
حملة جزائرية لنصرة أراكان
تمكنت اللجنة المكلفة بجمع توقيعات من اجل مساندة المسلمين المضطهدين في اقليم «اراكان» في ميانمار من جمع 600 ألف توقيع لمساندتهم في الجزائر.
وكشف رئيس المنتدى الاسلامي للقانون الدولي الانساني والناشط الحقوقي د.فوزي اوصديق في تصريح خاص لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان حملة المليون توقيع من اجل مساندة المسلمين المضطهدين في الاقليم المضطهد وصلت الى نهايتها في الجزائر. وأوضح اوصديق ان الحملة تسعى الى توثيق ملف لعرضه على لجنة حقوق الانسان ليتم اتخاذ اجراءات قانونية لوضع ميانمار تحت مراقبة دولية وايقاف الاضطهاد والقتل ضد الاقلية المسلمة هناك، وقال ان الحملة التي تعد الثاثية من نوعها حظيت بمشاركة ما يزيد على 30 منظمة وجمعية من جمعيات المجتمع المدني في الجزائر. ودعا اوصديق الى الاسراع في عملية حقن دماء المسلمين في هذه المنطقة المعزولة، وناشد المجتمع المدني التحرك لحماية الاقلية المسلمة هناك.
البوذيون أكثر عدوانية لأنهم آمنون من العقوبة
قال رئيس دائرة العلاقات الخارجية والامين العام الثاني من الحزب الديموقراطي الوطني للتنمية في ميانمار محمد نعيم، ان 10 ملايين مسلم في بورما يعيشون تحت التهديد بسبب استهدافهم في العنف.
وقال نعيم لوسائل اعلام غربية ان الرهبان البوذيين لهم تأثير كبير في جميع انحاء ميانمار، ولديهم صوت في العديد من المناسبات الاجتماعية، مضيفا: الذين يعيشون في يانغون في ميانمار واجهوا هجمات اقل من قرى يانغون. وقال: نحن نواجه خطر الابادة الجماعية، ونحن قلقون من ان ما حدث في اراكان قد ينتشر في يانغون، وان اكثر من 10% من سكان ميانمار هم من المسلمين.
وقال: هناك مسلمون في كل منطقة من مناطق ميانمار، وهم 10 ملايين شخص، والحكومة يمكنها ان تحل المشاكل اذا كانت تريد ذلك، وهي تقول اننا دخلنا البلاد من بنغلاديش بطرق غير مشروعة.
وقال نعيم: اننا لا نريد الكفاح المسلح، ولكن نريد مفاوضات السلام لأننا تعرضنا لضغوطات لفترة طويلة.
وذكر نعيم ان كل مسلم في المنطقة يعتقد انه سيكون مقتولا في اليوم التالي، واضاف: اذا انتشر العنف في يانغون فهذا يعني ابادة جماعية، واعتقد انه سينتشر، لأن الحكومة تتسامح مع هذا العنف، ولا تعاقب الناس الذين يرتكبون المجزرة، والذين احرقوا المحلات، واصبح البوذيون اكثر عدوانية لأنهم آمنون من العقوبة.
شكر وتقدير
لمركز ادام للدفاع عن الحقوق والحريات وهو احدى منظمات المجتمع المدني المستقلة غير الربحية والمهتمة بالدفاع عن الحقوق والحريات في مختلف دول العالم وشعارهم «ولقد كرمنا بني آدم» بغض النظر عن اللون أو الجنس او الدين او المذهب. والتشجيع على استعمال الحقوق والحريات بواسطة الطرق السلمية، كما ان المركز يقوم برصد كل الانتهاكات والخروقات التي يتعرض لها الاشخاص والجماعات ويدعوا الحكومات ذات العلاقة الى تطبيق معايير حقوق الانسان في مختلف الاتجاهات، وقد كان لهم دور طيب وكبير ومساند للشعب الروهينجي وهو يتعرض لهذه المذبحة الدموية، وأرجو ارسال مسچات وايميلات شكر وتقدير من كل المسلمين على هذا الدور الحميد لمراسلتهم:
http://adamrights.org
https://twitter.com/ademrights
كلمتي الأخيرة
أيها الحلم الجميل القادم من أراكان
سنقطع الطريق الطويل وحدنا بالإيمان
ولن نلتفت للتبريرات والهوان
ليتنا يا عرب نستطيع ان نغفر النسيان
ونحن وأنتم نرتبط بالشريعة والقرآن
تركتمونا وحدنا للبوذيين في أراكان
وتناسيتم إخوة لكم في جحيم الميدان
ومع هذا سنغفر ونسامح يا بني الإنسان
الله ناصرنا وحافظنا روهينجيا أراكان