[caption id="" align="alignleft" width="300"] الروهنجيا وانتمائهم الأصيل لأراكان[/caption]
ترجمة مقال:
Rohingya belong to Bruma
بقلم: AFK Jilani
المترجم : سعيد كريديه
من المؤكد أن مسلمي أراكان هم من الأعراق الأصيلة في بورما ...وفي الواقع لا يوجد عرق صافي أصيل في بورما، فإن لم يكن المسلمون من الأعراق الأصيلة في هذا البلد فلا يمكن أيضا أن نعتبر أنفسنا من تلك الأعراق في بورما "، هذا ما قاله "ساو شو تايك Sao Shwe Thaike" أول رئيس منتخب لاتحاد بورما.
في 18 حزيران (يونيو) عام 1948 أرسل السيد "سلطان أحمد" بصفته رئيس جمعية العلماء في شمال أراكان مذكرة احتجاج إلى حكومة اتحاد بورما على وجود مؤامرة لإنكار حق الروهنغيا في الحصول على حقهم في الانتخاب بعد حصول البلاد على استقلالها.
وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال من هو السيد سلطان أحمد؟
هو من مواليد عام 1901 وابن رجل الدين "أكرم الدين" أحد مالكي الأراضي في "مونغداو Maungdaw" في أراكان.
تخرج "سلطان أحمد" عام 1919 من المدرسة الإسلامية العليا في مدينة "تشتاغونغ Chittagong" وحصل على ليسانس BA في القانون من جامعة "رانغون Rangoon" عام 1929، وانخرط في سلك المدافعة القانونية في الثاني من كانون الاول (ديسمبر) عام 1930 ثم مارس القانون في كل من "رانغون Rangoon" و "أكياب Akyab"، كما عمل كمساعد ضابط في "مونغداو Maungdaw" من كانون الأول (ديسمبر) عام 1942 الى 7 حزيران (يونيو) عام 1946، بعدها انضم إلى الدائرة القضائية وأصبح أول قاضي رفيع المستوى في البلاد خلال فترة الحكم البريطاني، ثم تبوأ منصب رئيس "جمعية العلماء" في أراكان الشمالية وانضم الى الجمعية التأسيسية لاتحاد بورما عام 1947، ومنذ ذلك الوقت عضو في مجلس النواب البورمي. ومن جهة ثانية مُنح السيد "سلطان أحمد" القبول ليكون محامي الدفاع للمحكمة العليا في رانغون، وعمل حوالي عشر سنوات من كانون الأول (ديسمبر) 1949 إلى ايلول (سبتمبر 1959) كسكرتير برلماني في وزارة الأقليات ووزارة الغوث وإعادة التوطين ووزارة الشؤون الاجتماعية والدينية، ثم التجأ عام 1978 إلى بنغلاديش خلال هجرة الروهنغيا الى ذلك البلد وناضل كرئيس لجمعية البر لمهجري روهنغيا، ووافته المنية في الثاني من آذار (مارس) عام 1981 في المنفى في مدينة تشيتاغونغ ببنغلادش.
والآتي هو مقتطفات من مذكرة الاحتجاج التي اُرسلت في 18 حزيران (يونيو) عام 1948:
1- إنه من المؤسف صدور قرار وموقف للحكومة في هذه المرحلة تجاه مسلمي أراكان وهم الذين اعتبروا أنفسهم دائما جزءاً من الشعب البورمي الذي امتزجوا معه بنوايا حسنة على أساس أنهم سيعاملون مثله ويعطون حقوق متساوية له.
ففي بورما يُعتبر البوذيون الأركانيون، والذي عرفوا عبر التاريخ باسم "موغ Mug"، أحد الأعراق الصافية والمتأصلة في البلاد فقط بسبب ديانتهم. واذا طُبِّق هذا التصنيف فيصبح من الواضح انه لو اعتنق مسلمو أراكان البوذية فسوف يدرجون مع الأعراق الأصيلة لبورما أو أراكان ويدخلون في نفس القائمة مع البوذيين الأركانيين.
2- وفقاً للتاريخ فقد وصل الإسلام الى أراكان قبل عام 788م وجذب السكان المحليين واعتنقوه بشكل جماعي في كل أنحاء بورما. ومنذ ذلك الوقت لعب الإسلام دوراً بارزاً في تطور الحضارة في أراكان حيث تعايش المسلمون والبوذيون كعائلة واحدة جنباً إلى جنب في محبة وانسجام لعدة قرون وتقاسموا حكم البلاد سوياً وقد صدرت نقود وميداليات تحمل كلمة "كاليما Kalima" (وهي تعبير يعني الإيمان بالإسلام) بالحرف الفارسي، وكانت اللغة الفارسية هي لغة المحاكم في أراكان كما كان من الشائع لملوكها أن يحملوا أسماء إسلامية.
3- مارس البريطانيون سياسة "فرق تسد" في أراكان فنتج عنها تولد الكره عند الجالية الأركانية البوذيية تجاه المسلمين ونعت أفرادها بالغرباء. وكان على حكومة اتحاد بورما أن لا ترعى هذه الكراهية التي ترعرعت أيام الحكم البريطاني.
4- يعيش مسلمو شمال أراكان كباقي الأعراق البورمية الاصيلة وفي أراضٍ متجاورة وكافية وبأعدادٍ وافية على بقعة جغرافية محددة تحوي على كل الخصائص الضرورية لأي عرق أصيل يتمتع بكامل الحقوق ولا يتأثر بأي مشاعر كراهية عرقية او دينية.
5- لكل فئة عرقية أسماء خاصة لأفرادها مختلفة عن باقي الأعراق، لكن المسلمين، وخاصة المتدينين وفي كل أنحاء العالم يحتفظون منذ صغرهم بأسمائهم الإسلامية العربية مهما كانت قوميتهم. إلا أن البعض يفضل اسم قومي والبعض الاخر اسما إسلاميا وقسم ثالث يفضل الإثنين معا وهذا ما هو شائع في العالم. لذلك يجب أن لا يساء فهم أبناء الأرض الذين يحملون أسماءً إسلامية على أنهم غرباء في الوطن، فإنها بالفعل مأساة تبعث الحزن والأسى حين يتجاهل تماماً مسؤولو الحكومة البورمية هذا الاعتبار، إذ حين يجدون اسماً إسلاميا يعتبرون حامله غريباً عن البلد بالرغم من انتمائه الى أحد الأعراق الأصيلة ومن ثم يشطبون اسمه من اللوائح الانتخابية. لذلك يجب تغيير هذا النمط من التصرف وفوراً.
6- يفتخر مسلمو أراكان بتاريخهم وحضارتهم وعاداتهم مثلهم مثل باقي الأعراق الأصيلة في بورما، لذلك لا يوجد أي مبرر لاعتبارهم عرق غريب لمجرد أنهم يعتنقون الإسلام ويحملون أسماء إسلامية.
فلو اجتمع مواطنون في بورما ينتمون إلى أعراق "كاشين" و "شين" و "شان كارن" بالإضافة إلى العرق البورمي، فإنه من السهل التمييز بينهم ومعرفة كل عرق بسبب ملامحهم بالرغم من اختلاف لغاتهم وعاداتهم وتراثهم. ينطبق هذا الواقع على مسلمي شمال أراكان الذين عاشوا مع بقية الأعراق منذ القدم في أراضي تقع داخل اتحاد بورما. فإذا اعتبر المنتمون الى أعراق "كاشين" و "شين" و "شان كارن" على أنهم أعراق أصيلة فلا يوجد سبب يمنع مسلمي شمال أراكان الذين تعايشوا مع البوميين من أن يُعاملوا مثل بقية أعراق البلاد. فأي معاملة مختلفة ستكون غير عادلة وغير قانونية وغير دستورية.
7- هناك فئة كبيرة من المسؤولين الرسميين في بورما لا تهتم بدراسة وجود تاريخ مسلمي أراكان ولا الاطلاع على تطورهم في تلك المنطقة وتعتبرهم غرباء على أرضها، وقد عرضت هذه الفكرة الخاطئة في الصحافة وأمام الرأي العام ثم استقرت في الدوائر الحكومية المختصة.
8- قبل حصول الانتخابات الأخيرة اعتبرت الحكومة أن مسلمي الدائرة الانتخابية في أكياب الشمالية هم أبناء هذه الأرض وبناءً عليه يحق لهم الانتخاب والترشيح على أساس أنهم أحد أعراق بورما الأصيلة، لكن بعد اتفاق "أونع-أتلي Aung-Atlee" أساءت الحكومة فهم الوضع وتم اخطارها أنه مالم يعلن مسلمي أكياب الشمالية على أنهم مواطنين بورميين فلن يُسمح لهم بالتصويت أو المشاركة في الانتخابات للجمعية التأسيسية. قُدم احتجاج على الفور ضد هذا القرار على أساس أن الحكومة رفضت اعتبار مسلمي أكياب الشمالية من أحد الأعراق الأصيلة في بورما لكنها سمحت لهم بالتصويت والترشيح لانتخابات آذار (مارس) عام 1947 وأن السيدين سلطان أحمد و عبد الغفار قد كان لهما موقف من الاتنخابات والتصويت والجمعية التاسيسية التي يتمثل بها مسلمي أكياب الشمالية بأعضاء أدلوا بيمن الولاء لاتحاد بورما في الرابع من كانون الثاني (يناير) عام 1948 كأعضاء في البرلمان الجديد لهذه الدولة. برهن قرار الحكومة هذا وإجراءها بشكل قاطع أنها تعترف بهؤلاء المسلمين سواء كانوا مجموعة واحدة أم في عدة مجموعات على أنهم أحد الأعراق الأصيلة في بورما. وتجدر الإشارة في هذ الصدد إلى أن الدائرة الانتخابية في شمال أكياب هي دائرة ريفية وغير طائفية وأن مسلمي أراكان ينتمون اليها. فلا يمكن فهم كيف يمكن أن يُعاملوا حسب الفقرة الرابعة من البند الثاني للدستور، لأنه طبقاً لذلك سيتحول بجرة قلم حوالي 95% من سكان هذه الدائرة إلى غرباء، وهو إجراء يرفضونه بشكل قاطع ويعتبرونه غير عادل ولا مبرر له.
9- عندما وضعت الأطر الأساسية لدستور اتحاد بورما كان هناك شك ما إذا كان مسلمو شمال أراكان سوف يندرجون تحت القسمين الأول والثاني من الفقرة الأولى، فقدم اعتراض لإزالة هذا الشك بالنسبة لتعبير "سكان أصليين" في الدستور، ثم سحب بعد تفهم وتأكيد رئيس الجمعية التأسيسية، أما رئيس الجمهورية فقد أبدى إيضاحات عن هذا الموضع قائلاً :"من المؤكد أن مسلمي أراكان هم من الأعراق الأصيلة في بورما ...في الواقع لا يوجد عرق صافي أصيل في بورما، فان لم يكن المسلمون من الأعراق الأصيلة في هذا البلد فلا يمكن أيضا أن نعتبر أنفسنا من الأعراق الأصيلة في بورما". هذا التفسير لرئيس الجمهورية أدى الى سحب الاعتراض كلياً.
10- عندما زار السيد "بو لت يا Bo Let Ya" وهو نائب رئيس الوزراء منطقة "مونغداو Maungdaw" شرح البنود التي وضعت في دستور اتحاد بورما، إلا أن جريدة "الزمن الجديد لبورما New Times of Burma" قد نقلت عنه أنه أطلق اسم "التشيتاغونيين" (أي من مدينة تشتاغونغ البغلادشية) على سكان منطقة "مونغداو Maungdaw"، وبالرغم من أنه لم يقصد ذلك، فان هذا التعبير ملتبس وغير مقبول لدى مسلمي تلك المنطقة الذين يشكلون جزءاً من مجموعة الأعراق الأصيلة في بورما. وقد عبر رئيس الوزراء "يو نو U Nu" عن أسفه لاستعمال هذا التعبير ووجه تعليماته باعتماد التعبيرين "المسلمون الأراكانيون" أو "المسلمون البورميون" بدلا منه.
11- لقد ظهر تعبير "المسلمون البورميون" في بيان صحفي مؤرخ في 9 آب (أغسطس) عام 1941، وهذ البيان مدرج في إشعار أصدره حاكم بورما السير "دومون سميث Sir Domon Smith" بتاريخ 27 أيلول (سبتمبر) عام 1941. هذا الإشعار مازال موجودا في مجموعة الحقوق الدستورية المعطاة في دستور اتحاد بورما.
12- يدين مسلمو شمال أراكان بالولاء إلى اتحاد بورما وإلى حكومته الحالية. لكن برقية لجنة الانتخابات ولدت استياءً وجواً غير مريحا عند الجمهور.
هل كان هذا الخطأ سيحصل لو كان الجنرال أونغ Aung على قيد الحياة؟؟
13- خلال الحرب العالمية الثانية ضحى المسلمون في شمال أراكان بأرواحهم وممتلكاتهم وأبلوا بلاءً حسنا في المعارك من أجل البلاد وإنشاء بورما حرة، وسوف يسجل التاريخ أعمالهم البطولية كما سجل بطولات الأعراق الأخرى لبورما.
وقد دعم مسلمو شمال أراكان الانسحاب البريطاني من البلاد ودعموا القوات الحكومية التي استشهدوا معها ولأجلها. وأنا أشك أن تبدي أي جماعة أخرى في بورما ولاءها لهذا البلد وتتحمل المصاعب لأجله وفي تلك الظروف العصيبة كما فعل هؤلاء المسلمون.
14- وبالالتزام بمبدأ الفعل وليس القول برهن مسلمو شمال أراكان خلال الحرب وحتى اليوم أن حماية الأمن والسلام في البلاد والمحافظة على استقلالها على أمل نشر المساواة بين كل مواطنيها في كل مجالات الحياة هي مسؤوليات يطبقونها نصاً وروحاً.
15- لكل مسلم من أراكان الحق منذ الولادة أن يكون واحداً من أعراق بورما الأصيلة، وأقل من ذلك لن يكون مرضياً كذلك يجب تطبيق العدالة على مسلمي أراكان حسب طلبهم الدستوري والقانوني.
وفي ظل الظروف المذكورة أعلاه أدعو من أعماق قلبي لخير الحكومة والشعب وآمل وكلي ثقة أن يحصل مسلمو شمال أراكان على حقهم أسوةً بباقي أعراق بورما وأن يتمتعوا بالحماية ويمارسوا حق التصويت مثل قوميات "كارين" و "الراخين" وغيرها وأن يتم سحب محتويات البرقية المذكورة أعلاه وأن تُعطى الأوامر ومن دون تأخير لتجنب ظهور أي التباس أو عدم رضا في المستقبل.