بقلم: ياسمين عصمت
وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
الخوف يملأ عيونهم، يصبحون ويمسون على ذبح وحرق وقتل، يتساءلون كل يوم.. من سنفقد غدًا، يصبحون ويبيتون على فقد وفقد وفقد، سلبوا أبسط حقوقهم، رفضوا الاعتراف بهم كجماعه عرقية رسمية، كما رفضوا منحهم الجنسية واعتبروهم مهاجرين غير شرعيين، منعوهم من الحصول على الغذاء، لا يستطيعون الحصول على أبسط حقوقهم كآدميين، حينئذ لجؤوا للهروب من هذا الجحيم، ولكن لا سبيل لهم فهم محكوم عليهم بالموت، إنهم الروهنغيا في ميانمار .
مسلمو ميانمار جُرح ينزف منذ سنوات، نظرة الخوف في عيونهم تلامس قلوبنا، نظرة تقشعر لها الأبدان، يا لهذا الألم والرعب والذعر الذي نراه في عيونهم، يرون ذويهم يحرقون ويقتلون أمام أعينهم، وهم ينظرون إليهم كالشاة التي تنتظر ذبحها، لا يجدون من يدافع عنهم وينصرهم، يواجهون مصيرهم وحدهم، لا يجدون دعمًا من إخوانهم المسلمين.
الطفل يرى أبويه يقتلان أو يحرقان أمامه يتحسر ولا يستطيع أن يفعل شيء فقط ينتظر دوره، الرجال يرون أمهاتهم وزوجاتهم وأولادهم يحرقون أحياء أمامهم وما باليد حيلة فهو لاحق بهم.
لنا أن نتخيل الألم والمعاناة داخل كل فرد من هؤلاء، داخل كل طفل يحرم من والديه يغفو قليلًا ثم يفتح عينيه على صرخاتهم يبحث عنهم فإذا بهم يحرقون أو يذبحون مهما تخيلنا لا يمكننا الوصول أو الإحساس بمدى المعاناة والألم الذي يشعرون به.. يموتون جوعًا ويحرقون أحياء، يذبحون كالشياه بلا رحمة ولا إنسانية.
فعندما تنعدم الإنسانية ويفقد الإنسان حقه في العيش، عندئذ تكون الهجرة وترك الوطن هو السبيل الوحيد للحياة، عندما يجد الإنسان نفسه أصبح بلا ثمن دمائه وعرضه وكل ما يملك مباح، يقتل الأطفال ويحرقون، والنساء تغتصب، والرجال يذبحون، لا سبيل للعيش في مثل هذه الظروف.
فلا بد لنا نحن العرب والمسلمين من رفع شعار لا لقتل مسلمي ميانمار، لا بد من الدفاع عنهم ودعمهم بكل الطرق والأساليب حتى ولو بكلمة.